تقييم أداء نوادي الدوري الإنجليزي خلال «الانتقالات الشتوية»

بعضها أبرم تعاقدات لافتة وبعضها فشل في تدعيم صفوفه كما ينبغي

TT

تقييم أداء نوادي الدوري الإنجليزي خلال «الانتقالات الشتوية»

يتنافس على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم مانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول، بينما تتنافس أندية مانشستر يونايتد وآرسنال وتوتنهام ووستهام على الدخول في المربع الذهبي، ولذلك تنافست هذه الفرق بقوة لتدعيم صفوفها خلال موسم الانتقالات الشتوية 2022. وفي الوقت نفسه، أنفقت الأندية التي تتذيل جدول الترتيب مبالغ باهظة لتدعيم صفوفها في محاولة للهروب من شبح الهبوط. «الغارديان» هنا تلقي الضوء على أداء كل نادٍ من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في فترة الانتقالات.

آرسنال
يقدم آرسنال مستويات متواضعة منذ فترة طويلة، لذلك فإن رحيل ستة لاعبين لم يكونوا يشاركون بصفة أساسية كان أمراً جيداً للغاية. لكن في المقابل لم يتعاقد النادي مع أي لاعبين جدد، على الرغم من الحاجة الواضحة إلى التدعيم في الخط الأمامي، وفشل في التعاقد مع المهاجم الصربي دوسان فلاهوفيتش الذي انتقل إلى يوفنتوس في نهاية المطاف، وبالتالي قد يكون من الصعب للغاية أن ينافس الفريق على إنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وعلاوة على ذلك، فإن انتقال المهاجم الغابوني المعاقب بيير إيمريك أوباميانغ إلى برشلونة دون التعاقد مع بديل له يعكس مدى إصرار المدير الفني للمدفعجية، مايكل أرتيتا، على الالتزام بالمبادئ مهما كانت التحديات والظروف، لكنه يزيد من ضعف الفريق في النواحي الهجومية بشكل خطير.

أستون فيلا
قد يتحول أستون فيلا إلى أحد الفرق الكبرى نتيجة القوة المالية الهائلة للنادي، بالإضافة إلى التأثير المتوقع للمدير الفني الجديد، ستيفن جيرارد. وقد يكون أبرز دليل على ذلك حتى الآن هو التعاقد مع النجم البرازيلي فيليب كوتينيو، الذي كانت عودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز واحدة من أكثر الصفقات إثارة في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. لقد أظهر وصول لوكاس ديني، ثم رحيل مات تارغيت، أن جيرارد لديه رؤية واضحة لكيفية تحسين وتطوير أستون فيلا. صحيح أن عملية الإصلاح والتطوير لم تكتمل بعد - لا سيما أن الفريق لم يدعم خط وسطه، على الرغم من احتفاظه بخدمات النجم البرازيلي دوغلاس لويز ورفض التخلي عنه - لكن يجب أن ينهي أستون فيلا هذا الموسم بقوة.

برينتفورد
تصدّر التعاقد مع صانع الألعاب الدنماركي كريستيان إريكسن حتى نهاية الموسم عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، ومن المفترض أن يشعر اللاعب بأنه في وطنه نظراً لأن برينتفورد أصبح يضم تسعة لاعبين دنماركيين بعد التعاقد مع حارس المرمى جوناس لوسل هذا الشهر. ووافق المدير الفني للفريق، توماس فرنك، ومساعده بريان ريمر، على إمكانية تمديد تعاقدهما، وهو الأمر الذي يجعل برينتفورد يشعر بمزيد من الاستقرار قبل مواصلة المباريات الصعبة من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.

برايتون
كان برايتون مشغولاً للغاية في فترة الانتقالات الشتوية وبشكل أكبر من المتوقع، لكن الأمر انتهى ببقاء إيف بيسوما في النادي على الرغم من الاهتمام الكبير بالحصول على خدماته من جانب أستون فيلا وأندية أخرى، في الوقت الذي رحل فيه دان بيرن إلى نيوكاسل. وتم الاتفاق بالفعل على ضم المهاجم دينيز أونديف الذي يحتاج الفريق إلى خدماته بقوة، لكنه سيبقى مع نادي رويال يونيون سان غيلواز البلجيكي حتى نهاية الموسم على سبيل الإعارة، بعد الاتفاق على ضم اللاعب لمدة أربع سنوات.

بيرنلي
باع بيرنلي كريس وود بعد أن دفع نيوكاسل قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب، وهو ما يعني أن بيرنلي سيعاني بشدة في الخط الأمامي. وفي اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية، تعاقد بيرنلي مع المهاجم الهولندي ووت ويغهورست كبديل لكريس وود. وكان ويغهورست، البالغ من العمر 29 عاماً، قد حقق رقماً قياسياً مع نادي فولفسبورغ الألماني بتسجيله هدفاً في كل مباراتين، وهو الأمر الذي يمنح المدير الفني لبيرنلي، شون دايك، الأمل في أن يتمكن ويغهورست من قيادة النادي إلى بر الأمان. وفشل النادي في التعاقد مع ميسلاف أورسيتش من دينامو زغرب، وآرون رامزي، وبالتالي لم تكن فترة الانتقالات جيدة بالنسبة لنادي بيرنلي، الذي قد يواجه مشاكل كبيرة خلال الفترة المقبلة.

تشيلسي
لم يشعر مسؤولو تشيلسي بالذعر بعد الفشل في قطع إعارة إيمرسون بالميري إلى ليون الفرنسي. ورغم أن النادي يعاني من نقص واضح في مركز الظهير الأيسر بعد إصابة بن تشيلويل وغيابه عن الملاعب حتى نهاية الموسم، فإن المدير الفني للبلوز، توماس توخيل، أظهر قدرته على التحلي بالمرونة والاعتماد على اللاعبين الموجودين في القائمة الحالية. ورأى المدير الفني الألماني أنه لم يكن من المنطقي التعاقد مع ظهير أيسر في الوقت الحالي، خصوصاً أن اللاعبين المتاحين ليسوا بالقوة التي يريدها.

كريستال بالاس
تلاشت الآمال المبكرة في التعاقد مع لاعب مانشستر يونايتد دوني فان دي بيك على سبيل الإعارة بسرعة بمجرد دخول إيفرتون في المفاوضات لضم اللاعب، كما فشل النادي أيضاً في ضم ديلي آلي من توتنهام. لكن النادي قام بعمل جيد وذكي للغاية عندما وقع عقداً دائماً مع المهاجم جان فيليب ماتيتا قبل انتهاء فترة الإعارة التي تصل مدتها إلى 18 شهراً. ومن المتوقع أن يبرم النادي صفقات جديدة خلال الصيف المقبل.

إيفرتون
أدى وصول فرنك لامبارد والتعاقد مع كل من دوني فان دي بيك وديلي آلي في اليوم الأخير من فترة الانتقالات إلى الشعور بالتفاؤل بين جمهور إيفرتون، لكن فترة الانتقالات ككل ألقت الضوء على الكيفية التي يدار بها النادي. لقد تعاقد المدير الفني السابق رفائيل بينيتز مع ظهيرين مقابل 29 مليون جنيه إسترليني وباع لوكاس ديني، ثم أقيل بينيتز من منصبه بعد بضعة أيام. وعلاوة على ذلك، أدى التعاقد غير المدروس مع أنور الغازي على سبيل الإعارة إلى الحد من خيارات لامبارد فيما يتعلق بالتعاقد مع بعض اللاعبين المحليين على سبيل الإعارة.

ليدز يونايتد
من الواضح أن المدير الفني لليدز يونايتد، مارسيلو بيلسا، غامر كثيراً بعدم التعاقد مع أي لاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. ومن المعروف للجميع أن بيلسا يريد التعاقد مع بريندن آرونسون، مهاجم فريق ريد بول سالزبورغ، الذي يصل سعره إلى نحو 20 مليون جنيه إسترليني، لكن سالزبورغ يرفض بيع اللاعب. وعلى الرغم من أن ليدز لم يفكر أبداً في قبول عروض وستهام الطموحة لضم كالفين فيليبس ورافينيا، فإن فيليبس انضم لقائمة اللاعبين المصابين التي تضم أيضاً باتريك بامفورد.

ليستر سيتي
كان المدير الفني لليستر سيتي، بريندان رودجرز، يعرف جيداً أن قيود الميزانية تعني عدم وجود احتمال للإنفاق بشكل كبير، لكنه كان يأمل في أن يعقد النادي صفقة واحدة على الأقل: قلب دفاع. لكن ليستر سيتي لم يتمكن من العثور على مدافع واحد متاح بسعر مناسب، لذلك سوف يدخل الفريق الجزء الثاني من الموسم على أمل أن يستعيد قريباً خدمات ويسلي فوفانا، الذي استأنف التدريبات الخفيفة بعد تعرضه لكسر في الساق قبل انطلاق الموسم.

ليفربول
كانت المؤشرات تشير إلى أن فترة الانتقالات الشتوية ستكون هادئة في ليفربول، حتى وافق بورتو البرتغالي على عرض من توتنهام للتعاقد مع لويس دياز، وهي الأخبار التي أشعلت حماس مسؤولي ليفربول للتحرك من أجل ضم اللاعب الكولومبي. انقض المدير الرياضي المنتهية ولايته، مايكل إدواردز، ومساعده وخليفته جوليان وارد، للتعاقد مع الجناح الموهوب الذي كان المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، ينوي التعاقد معه خلال الصيف المقبل. ومن المؤكد أن النجم المصري محمد صلاح، الذي فشلت مفاوضات تجديد تعاقده مع ليفربول حتى الآن، قد أخذ علماً بهذه الصفقة الآن!

مانشستر سيتي
كان جوليان ألفاريز، مهاجم نادي ريفر بليت ومنتخب الأرجنتين البالغ من العمر 21 عاماً هو الصفقة الوحيدة التي أبرمها المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، على الرغم من أن اللاعب لن ينتقل إلى ملعب الاتحاد إلا الصيف المقبل. وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي تجاوز على ما يبدو مرحلة الحاجة إلى مهاجم صريح ويغرد منفرداً في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، فإن النادي ما زال يضع أولوية للتعاقد مع المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند.

مانشستر يونايتد
لا يزال مانشستر يونايتد يبحث عن لاعب خط وسط بمواصفات نغولو كانتي أو ديكلان رايس أو كيفين دي بروين. وفشلت اتصالات رالف رانغنيك، التي كونها على مدار 39 عاماً من العمل مديراً فنياً ومديراً للكرة، في التعاقد مع لاعب يكون إضافة قوية تساعد الفريق في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة بدوري أبطال أوروبا، خصوصاً بعد الخروج من كأس إنجلترا، وتجاوز عقبة أتلتيكو مدريد والدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا على الأقل. من المعروف أن فترة الانتقالات الشتوية دائماً ما تكون الأصعب فيما يتعلق بضم اللاعبين الجدد، لكن عدم إبرام صفقات جديدة يصيب جماهير النادي بالإحباط.

نيوكاسل يونايتد
شعر نيوكاسل بمزيج من الرضا وخيبة الأمل في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. فبينما نجح الفريق، بقيادة المدير الفني إيدي هاو، في تدعيم مراكز قلب الدفاع والظهير والمهاجم الصريح، وربما الأهم من ذلك وسط الملعب - حيث يمكن أن يكون للاعب البرازيلي برونو غيماريش تأثير كبير في معركة هروب الفريق من الهبوط - فإنه فشل في التعاقد مع بعض اللاعبين الذين كان يستهدف التعاقد معهم. وعلى الرغم من الفشل في التعاقد مع قلبي الدفاع سفين بوتمان ودييغو كارلوس من ليل وإشبيلية على التوالي، وجيسي لينغارد من مانشستر يونايتد، فإن النادي قام بعمل جيد في فترة الانتقالات الأخيرة.

نوريتش سيتي
قال النادي إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يعقد أي صفقات منذ لحظة إغلاق فترة الانتقالات الصيفية في سبتمبر (أيلول) الماضي. واتضح أن النادي كان دقيقاً للغاية في هذا الأمر، حيث لم تشِر الأعمدة الصحافية حتى إلى اهتمام النادي بأي لاعب. وعلاوة على ذلك، لم يبِع النادي أي لاعب، لكن انتقال تود كانتويل إلى بورنموث على سبيل الإعارة، مع خيار الشراء الدائم في الصيف، أثار على الأقل بعض الدهشة.

ساوثهامبتون
كان المدير الفني لساوثهامبتون، رالف هاسنهوتل، يشعر بالاسترخاء دائماً بشأن فترة الانتقالات الشتوية، نظراً للصفقات العديدة التي أبرمها النادي خلال الصيف الماضي. وقدم أرماندو بروخا مستويات رائعة خلال الفترة التي لعبها لساوثهامبتون على سبيل الإعارة من تشيلسي، لكن يتعين على ساوثهامبتون أن ينتظر قبل أن يتعاقد مع اللاعب بشكل دائم. وعلاوة على ذلك، فإن دينيل سيميو، الذي انضم إلى فريق الرديف بساوثهامبتون قادماً من تشيلسي الصيف الماضي، سيلعب على مستوى الفريق الأول مع نادي كارلايل الذي انضم إليه على سبيل الإعارة لبقية الموسم، وقد وصل المدافع ويل أرميتاغ البالغ من العمر 16 عاماً من شلتنهام مقابل 200 ألف جنيه إسترليني.

توتنهام
كان المدير الفني لتوتنهام، أنطونيو كونتي، يود أن يقوم ناديه بنشاط أكبر خلال فترة الانتقالات الشتوية. لقد تعاقد توتنهام مع لاعبين اثنين، وباع أربعة لاعبين في خط الوسط والأطراف، لكن هذا يعني أنه سيثق في اثنين (رودريغو بنتانكور وديان كولوسيفسكي) مقابل أربعة لاعبين لم يثق بهم (تانغاي ندومبيلي، وجيوفاني لو سيلسو، وديلي آلي، وبريان غيل). فهل يعد هذا تدعيماً لصفوف الفريق؟ بالنسبة لكونتي، قد يكون هذا خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه لم يتعاقد مع ظهير أيمن جديد أو مهاجم جديد يساعد هاري كين في النواحي الهجومية.

واتفورد
دائماً ما تكون الأمور صعبة في فترة الانتقالات الشتوية، لكنها تكاد تكون مستحيلة عندما يقوم النادي بتغيير المدير الفني أثناء ذلك. وبحلول الوقت الذي جاء فيه روي هودجسون لتولي قيادة واتفورد في 25 يناير (كانون الثاني)، كان النادي قد أكمل عمله إلى حد كبير في سوق الانتقالات، حيث دعم خط الدفاع بالتعاقد مع سمير دي سوزا، ومحور الارتكاز بالتعاقد مع إيدو كايمبي، ومركز الظهير الأيسر بالتعاقد مع حسن كامارا. لقد تعاقد النادي مع ستة لاعبين مقابل نحو 20 مليون جنيه إسترليني، لكن هل سيكون ذلك كافياً للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز؟

وستهام
هل ترك وستهام فرصة رائعة تفلت من بين يديه؟ سوف يقول مسؤولو النادي إن شهر يناير (كانون الثاني) دائماً ما يكون وقتاً صعباً فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، لكن حاجة الفريق إلى تدعيم صفوفه كانت واضحة للغاية قبل فترة طويلة من أعياد الميلاد. من الواضح أن قائمة الفريق ليست قوية، وبالتالي فإن الفشل في تدعيم خطي الدفاع والهجوم قد يكلف النادي كثيراً فيما يتعلق بصراعه من أجل إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي النهاية، لم تكن هناك رؤية جيدة داخل النادي فيما يتعلق بسوق الانتقالات، فهناك شعور بأن النادي كان يضع أهدافاً غير واقعية، كما كان المدير الفني للفريق، ديفيد مويز، متردداً بشأن المغامرة بالتعاقد مع لاعبين معينين.

وولفرهامبتون
حدد المدير الفني لوولفرهامبتون، برونو لاغ، ثلاثة مراكز يأمل أن يتم تدعيمها: قلب الدفاع والجناح والمهاجم. تعاقد النادي مع جناح واعد - تشيكوينيو البالغ من العمر 21 عاماً - لكنه في المقابل خسر جهود جناح مميز للغاية وهو أداما تراوري، الذي انتقل إلى برشلونة. أما فيما يتعلق بقلب الدفاع، فقد استدعى النادي توتي غوميز من غراسهوبرز السويسري الذي كان يلعب له على سبيل الإعارة.


مقالات ذات صلة

إيدرسون بعد مفاوضات الاتحاد: لم أحسم مستقبلي

رياضة سعودية إيدرسون حارس السيتي في مواجهة مهاجم ميلان (رويترز)

إيدرسون بعد مفاوضات الاتحاد: لم أحسم مستقبلي

قال إيدرسون إنه لم يتخذ أي قرار بشأن مستقبله مع مانشستر سيتي وسط اهتمام أندية في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم.

ذا أتلتيك الرياضي (نيويورك)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي جاهز للموسم رغم الهزيمة الثقيلة

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إن لاعبيه يحاولون حتى الآن التأقلم مع أسلوبه وخططه في اللعب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سافينيو يحتفل بهز شباك باراغواي في «كوبا أميركا» محمولاً (أ.ب)

هل يستطيع سافينيو أن يحجز مكاناً في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي؟

أصبح سافينيو منافساً قوياً لرافينيا، من أجل حجز مكان في التشكيلة الأساسية للبرازيل في «كوبا أميركا».

رياضة عالمية رودري وفرحة الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية (أ.ف.ب)

هل رودري أفضل لاعب خط وسط في تاريخ الدوري الإنجليزي؟

تتضمن قائمة الألقاب والبطولات التي حصل عليها رودري كل ما يمكن الفوز به تقريباً في عالم كرة القدم

رياضة عالمية رأسية هالاند في طريقها لهز شباك سلتيك في اللقاء الودي (أ.ف.ب)

جولة مانشستر سيتي: نجوم واعدون وفرصة لغريليش للتألق

بعد استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات «يورو 2024»، يعلم غريليش أنه سيواجه تحدياً كبيراً هذا الموسم


من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»