حصار حرض يستنزف الحوثيين ويكبدهم مئات القتلى خلال أسبوع

رئيس الوزراء اليمني خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في عدن أمس (سبأ)
TT

حصار حرض يستنزف الحوثيين ويكبدهم مئات القتلى خلال أسبوع

رئيس الوزراء اليمني خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في عدن أمس (سبأ)

أكد رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، في تصريحات أمس (الخميس)، أن الميليشيات الحوثية رفضت خطة أممية وافقت عليها حكومته من شأنها تفادي تسرب 1.1 مليون برميل من على متن ناقلة النفط المتهالكة «صافر».
جاء ذلك في وقت تواصل فيه قوات الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية عملياتها العسكرية، لا سيما في مديرية حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب)، حيث أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات خسرت المئات من عناصرها خلال أسبوع من فرض الحصار على المدينة وتحرير الجبال المطلة عليها من جهة الشرق.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات ضخمة في مساعٍ يائسة لفك الحصار عن مقاتليها وسط المدينة، غير أن قوات الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية تصدت لتلك المحاولات، وبدأت التقدم شرقاً صوب مديريتي بكيل المير ومستبأ، حيث تتخذ منهما الجماعة منطلقاً لشن هجمات معاكسة؛ أملاً في إنقاذ عناصرها المحاصرين داخل مدينة حرض.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بث مقاطع مصورة أمس من الأجزاء الجنوبية من المدينة أثناء زيارته للقوات التي تحاول أن تتقدم بحذر إلى وسط المدينة جهتي الشرق والجنوب، بسبب المباني المفخخة وحقول الألغام المنتشرة في كل أرجاء المدينة، التي يقول الإعلام الحكومي إنها باتت بحكم المحررة.
وفي وقت سابق، قال موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت»، إن قوات الجيش تواصل تقدمها في مدينة حرض، وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي التي تلوذ بالفرار.
ونقل الموقع عن مصادر ميدانية قولها «إن قوات الجيش أحرزت، تقدمات ميدانية جديدة شرق مدينة حرض، وتقدمت في سلسلة جبال الهيجة عقب هجوم شنّته على مواقع تمركز الميليشيا». كما أكدت المصادر «أن قوات الجيش قامت بتأمين معسكر المحصام، وأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع تعزيزات الميليشيا الحوثية في المدينة ذاتها».
وأسفرت العمليات الميدانية وضربات التحالف - وفق الموقع - «عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، وتدمير آليات تابعة لها».
أما في جبهات محافظتي مأرب والجوف، فذكر الموقع العسكري، أن الميليشيات الحوثية تكبّدت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها، بنيران الجيش، حيث شنّت القوات هجوماً عنيفاً على مواقع تمركز الميليشيا، في الجبهات الشمالية الغربية لمحافظة مأرب، تمكنت خلاله من تحرير مواقع مهمة في وادي الجفرة بمديرية مجزر، وأوقعت في صفوف الميليشيا خسائر بشرية كبيرة.
وتزامناً مع هذا التقدم، قصفت مدفعية الجيش، مواقع الميليشيا الحوثية في جبهة ملعاء جنوبي محافظة مأرب؛ مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، بحسب ما أورده الإعلام العسكري، في حين شنت القوات هجوما على مواقع الميليشيا في جبل الأقشع، شرق مدينة الحزم، وكبدتها خسائر في العدد والعدة.
على الصعيد السياسي، رفضت الميليشيات الحوثية أحدث خطة أممية لتفادي الكارثة المحتملة لخزان «صافر» النفطي، بحسب تصريحات نقلتها المصادر الرسمية اليمنية خلال لقاء رئيس الحكومة معين عبد الملك في العاصمة المؤقتة عدن بالسفير الفرنسي جان ماري صفا.
وأوضحت المصادر، أن عبد الملك ناقش مع السفير الفرنسي مستجدات الأوضاع والدور الفرنسي الثابت لدعم الحكومة والشعب اليمنيين، على المستوى الثنائي والأوروبي والدولي، كما تطرق إلى التحركات الأممية والدولية نحو إحلال السلام في اليمن، والمواقف الحوثية الرافضة كل الجهود ومقابلتها بمزيد من التصعيد بإيعاز من النظام الإيراني.
وفي حين ناقش اللقاء تطورات ملف ناقلة النفط «صافر» على ضوء الخطة الأممية المعدة التي وافقت عليها الحكومة ورفضتها ميليشيا الحوثي، تناول كذلك «مجالات الدعم الضرورية لمساندة جهود الحكومة في هذه الظروف، وخاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية ودعم سياسة الإصلاحات العامة».
وأوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أن عبد الملك أشار إلى ثقة حكومته «في دعم الأشقاء والأصدقاء لجهود الإصلاحات التي تنفذها للتغلب على التحديات القائمة، خاصة في الجانب الاقتصادي، بالتوازي مع المعركة العسكرية لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».
ووصف رئيس الحكومة اليمنية الزيارات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن بأنها «تعبير عن دعم المجتمع الدولي للحكومة وعملها وتعزيز آفاق الشراكة»، وقال «هناك إشارات مهمة من الأشقاء والأصدقاء والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن الدعم الاقتصادي للحكومة، وحريصون على وجود رؤية موحدة مع الحكومة للعمل في هذا الملف».
وأوضح عبد الملك، أن حكومته «تركز في مسار الإصلاحات على القطاعات التي لها أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، خاصة في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والخدمية، إضافة إلى قطاعي التعليم والصحة، والعمل على بلورة مسار خاص للعمل مع المجتمع الدولي لدعم هذه الجوانب بصورة فعالة ومستدامة».
وأكد، أن موافقة حكومته على المقترح الأممي الخاص بخزان «صافر» النفطي لتفادي الكارثة الوشيكة «يقطع كل الذرائع على ميليشيا الحوثي، ويتطلب من المجتمع الدولي استخدام كل أدوات الضغط لحل المشكلة، وعدم السماح للحوثيين بمزيد من المماطلة وابتزاز المجتمع الدولي في هذا الملف».
في سياق اللقاء نفسه، نسبت المصادر اليمنية الرسمية إلى السفير الفرنسي، أنه «جدد موقف بلاده الثابت في دعم الحكومة والشعب اليمني، وحرصها على تحقيق مسار السلام تحت مظلة الأمم المتحدة»، وأنه «أكد إدانة فرنسا الشديدة لاستمرار التصعيد الحوثي واستهداف الأعيان المدنية في الإمارات والسعودية والمدنيين في اليمن».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.