تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات

رغم تجاوز الصادرات مستوى ما قبل أزمة «كورونا»

تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات رغم زيادة الصادرات العام الماضي (رويترز)
تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات رغم زيادة الصادرات العام الماضي (رويترز)
TT

تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات

تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات رغم زيادة الصادرات العام الماضي (رويترز)
تراجع الفائض التجاري لألمانيا وسط اضطراب الإمدادات رغم زيادة الصادرات العام الماضي (رويترز)

رغم تسجيل الصادرات الألمانية في مجمل عام 2021 مستوى يتجاوز ما قبل «كورونا»، سجل الفائض التجاري لألمانيا تراجعاً في 2021 للسنة الخامسة على التوالي، حسبما أظهرت بيانات رسمية الأربعاء، في وقت تسبب اضطراب سلاسل الإمداد على مستوى العالم بتعطيل الصادرات، بما يشمل قطاع السيارات الرئيسي.
وأظهر الميزان التجاري لأكبر اقتصاد في أوروبا، فائضاً قدره 173.3 مليار يورو (197.9 مليار دولار) العام الماضي مقارنة بـ180.4 مليار يورو في 2020، وفق بيان للمكتب الفيدرالي للإحصاء «ديستاتيس». وتسجل دولة ما فائضاً تجارياً عندما تتخطى صادراتها حجم ما تستورده.
وفيما تخطى حجم الصادرات الألمانية في 2021 البالغ 1.375 تريليون يورو، الواردات البالغة 1.2 تريليون يورو، سجلت الواردات نمواً بوتيرة أسرع بلغت نسبة 17 في المائة، مقارنة بالصادرات التي ارتفعت بنسبة 14 في المائة، وفق معطيات «ديستاتيس». وبحسب البيانات، ارتفعت الصادرات العام الماضي بنسبة 3.6 في المائة، مقارنة بعام ما قبل أزمة «كورونا» في 2019.
واستعادت الولايات المتحدة المرتبة الأولى بين شركاء ألمانيا التجاريين، مطيحة بالصين التي تربعت في المركز الأول في 2020، ويعتمد الاقتصاد الألماني بشدة على صادراته من منتجات تتراوح من قطاع السيارات إلى سلع كيميائية مروراً بالآلات... لكنّ نقصاً عالمياً في المواد الخام ومكونات أساسية، عطّل عمليات الإنتاج.
وساد قلق بشأن اقتصاد التصدير، مؤخراً، بسبب المشكلات اللوجستية المستمرة، واختناقات توريد بالمواد الخام والمنتجات الوسيطة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الطاقة وتطورات الوضع الوبائي. وإلى جانب الاستهلاك، يعد التصدير ركيزة مهمة للاقتصاد الألماني.
في غضون ذلك، يتوقع الاتحاد الألماني لصناعة السيارات (VDA) ارتفاعاً ملحوظاً في عدد تسجيلات السيارات الجديدة خلال هذا العام. وأعلن الاتحاد، يوم الأربعاء، أنه يتوقع تسجيل نحو 2.8 مليون سيارة ركاب جديدة في ألمانيا في عام 2022.
وقال رئيس الاتحاد، هيلدغارد مولر، إن هذا يعني زيادة بنسبة 7 في المائة في السيارات الجديدة على الطرق مقارنة بعام 2021.
وفي العام الماضي، تم تسجيل 2.62 مليون سيارة ركاب جديدة في ألمانيا، موطن العلامات التجارية المعروفة عالمياً، مثل «فولكسفاغن» و«بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز». وانخفضت مبيعات سيارات الركاب بشكل كبير، بسبب اختناقات توريد أشباه الموصلات على وجه الخصوص. وكان مولر قد قال، في وقت سابق، إنه من المرجح أن تستمر هذه المشكلات في العام الحالي.
ولا تزال صناعة السيارات الألمانية متخلفة عن مستويات ما قبل الجائحة. ففي عام 2020، بلغ عدد التسجيلات الجديدة 3.6 مليون سيارة، وفقاً لبيانات رسمية. ودعا مولر إلى مزيد من السرعة في تطوير إنتاج أشباه الموصلات والبطاريات الأوروبية.
وأعلن الاتحاد في عرض للتوقعات السنوية: «إذا كانت ألمانيا تريد أيضاً أن تكون رائدة في السوق العالمية في المستقبل، فإنها بحاجة إلى بناء مصانع لإنتاج أشباه الموصلات الآن... الخطط الأولية لتوسيع إنتاج البطاريات في ألمانيا وأوروبا موجودة بالفعل. ومن المهم أن يتم تنفيذ الخطط على الفور حتى يمكن الحفاظ على خلق القيمة لصناعة السيارات في أوروبا».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرّت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع؛ إذ أدت التقارير التي أفادت باقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، إلى جانب ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية؛ إلى توتر جاذبية المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 3 في المائة تقريباً إلى 2634.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 2.8 في المائة إلى 2636.50 دولار، كانت أسعار الذهب مهيّأة لعمليات بيع بسبب استنفاد عمليات الشراء بعد ارتفاع الأسبوع الماضي.

وقال استراتيجي السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، دانيال غالي، إن ترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية قد أزال بعضاً من علاوة المخاطر المرتبطة بالولايات المتحدة. وأضاف: «الأكثر من ذلك، دفعت التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ولبنان قد اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و(حزب الله) أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض».

وقال المحلل في «يو بي إس»، جيوفاني ستاونوفو، إن بعض المتعاملين في السوق يرون أن بيسنت أقل سلبية في حال نشوب حرب تجارية. وسجلت السبائك أعلى مستوى لها منذ 6 نوفمبر في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الارتفاع الأسبوعي الذي سجّلته الأسبوع الماضي بنسبة 6 في المائة تقريباً، وهو أفضل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2023، مدفوعة بتصاعد التوترات في الصراع الروسي - الأوكراني.

ويستعد المتداولون أيضاً لأسبوع محوري؛ إذ من المتوقع أن يقدّم محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية؛ رؤى حول توقعات سياسة «البنك المركزي». وقال نائب الرئيس، كبير استراتيجيي المعادن في شركة «زانر» للمعادن، بيتر غرانت: «ما زلت أتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، لكن المتحدثين الأخيرين في مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) اتخذوا نبرة أكثر حذراً مع اقتراب عام 2025، مما قد يشكّل رياحاً معاكسة للذهب».

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 3.1 في المائة إلى 30.34 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين بنسبة 1.8 في المائة إلى 946.40 دولار. كما انخفض البلاديوم بنسبة 2.3 في المائة إلى 985.75 دولار.