إسرائيل تعلن إحباط هروب من سجن عوفر

محاكمة يعقوب قادري أحد الأسرى الستة الفارين من سجن الجلبوع 6 سبتمبر (إ.ب.أ)
محاكمة يعقوب قادري أحد الأسرى الستة الفارين من سجن الجلبوع 6 سبتمبر (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تعلن إحباط هروب من سجن عوفر

محاكمة يعقوب قادري أحد الأسرى الستة الفارين من سجن الجلبوع 6 سبتمبر (إ.ب.أ)
محاكمة يعقوب قادري أحد الأسرى الستة الفارين من سجن الجلبوع 6 سبتمبر (إ.ب.أ)

كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ليف، أمس (الأربعاء)، أن مصلحة السجون تمكنت من إحباط خطة هروب أسرى فلسطينيين في سجن عوفر، القائم على أرض مطار قلنديا في القدس الشرقية المحتلة.
وكان بار ليف، يتحدث، أمس، خلال إفادته أمام لجنة تقصي الحقائق الحكومية، في فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن الجلبوع، في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقد حاول إقناع القضاة المحققين، بأن مؤسسات الوزارة، استفادت من التجربة وكشفت الخطة وأحبطتها وهي في المهد.
وقال الوزير إن نجاح الأسرى الستة في الفرار في حينه، كان بمثابة فشل كبير وخيبة شديدة، على صعيد المخابرات وعلى صعيد الإدارة العملية. ولكن ما يسعده هو أن مصلحة السجون تأخذ على عاتقها تصحيح الخلل وتكرّس كل قوتها لمنع تكراره. وكدليل على نجاحها، أشار إلى أنه «فقط في الأسبوع الماضي، وخلال تفتيش سنوي في أحد السجون، تم العثور في إحدى الخزائن على خطة بخط اليد حول حفر نفق هروب».
وتابع بار ليف، أنه جرى تحويل ميزانية بمبلغ 30 مليون شيكل (9 ملايين دولار)، من أجل إصلاح إخفاقات فرار الأسرى، وبضمنها سد فجوات تحت الأرض بالإسمنت. كذلك جرت المصادقة على 39 مليون شيكل (نحو 12 مليون دولار) لتحسين أنظمة الحراسة في سجون أخرى. وقال إن «ثمة حاجة إلى تقنيات أخرى غير موجودة. وعلى الحكومة أن تدرك أن ثمة حاجة لإضافة ميزانية لهذا الهدف».
واستعاد صبيحة يوم فرار الأسرى الستة من سجن الجلبوع، فقال: «هاتفتني مفوضة السجون، ووصلت إلى السجن بعد ساعات عدة. ومنذ بداية عمليات البحث الأولى تم الحصول على صورة تدل على إخفاقات شديدة». وتابع، أنه لم تكن هناك حاجة لأن تكون خبيراً كي تدرك أنه يوجد هنا حدث قاس. واتضح لي في الساعات الأولى، أنه جرت محاولة هروب في عام 2014، وأن السجن كله بني على ركائز ومخططات كانت مكشوفة في الشبكة (الإنترنت)».
المعروف أن لجنة التحقيق المذكورة، تعمل منذ ثلاثة أشهر وتستمع إلى شهادات تؤكد أن الأوضاع الأمنية في السجون مترهلة. وأكد بار ليف ذلك قائلاً: «لست بحاجة لأن تكون قائد سرية هيئة الأركان العامة (وحدة كوماندوس النخبة التي قادها بار ليف في الماضي)، حتى تدرك حجم الخلل. فقد كان واضحاً أن الأسرى الستة الفلسطينيين لم يحفروا النفق خلال أيام فقط، وأنه يوجد إخفاق استخباراتي». وفيما يتعلق بالهروب نفسه، اعتبر أنه كان هناك إخفاق عملياتي على ضوء خطورة هذه المسألة. «وأدركت فوراً أنه ينبغي تشكيل لجنة تحقيق».
وكان وزير الأمن الداخلي السابق، أمير أوحانا، قد قال أمام اللجنة، يوم الخميس الماضي، «إنه توجد صعوبة في الشرطة، وكذلك في سلطة السجون، من ناحية الثقافة التنظيمية، بقول الحقيقة»، مشدداً على أن هذا الأمر بارز في الشرطة بشكل خاص، وأنه لا يعلم «إذا كان هذا الأمر يبدأ من أسفل ويصل إلى أعلى أو العكس، وعندها، يصدر الوزير أيضاً، تقارير ليست حقيقية».
ويوم الأربعاء الماضي، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، غلعاد إردان، الذي تولى وزارة الأمن الداخلي في الماضي، في إفادته أمام اللجنة، إن قادة جهاز الأمن العام (الشاباك) ورئيسه السابق، ناداف أرغمان، منعوه من تشديد ظروف الأسرى الفلسطينيين، ومن تشغيل جهاز تشويش المحادثات لهواتف بحوزة الأسرى.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».