إيقاف مذيع مصري بتهمة إثارته للتعصب الكروي

تحدث في برنامجه عن عدم تمثيل الأهلي لبلاده

مقدم البرامج حسام حداد الموقوف عن العمل
مقدم البرامج حسام حداد الموقوف عن العمل
TT

إيقاف مذيع مصري بتهمة إثارته للتعصب الكروي

مقدم البرامج حسام حداد الموقوف عن العمل
مقدم البرامج حسام حداد الموقوف عن العمل

قررت الهيئة الوطنية المصرية للإعلام إيقاف مقدم البرامج حسام حداد عن العمل وإحالته على التحقيق، بسبب تصريحاته خلال تقديمه برنامج «صباح الخير يا مصر»، على شاشة القناة الأولى صباح اليوم، التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة لما تضمنته من «إثارة للتعصب الكروي»، إذ قال حداد إن «النادي الأهلي لا يمثل مصر في البطولات الرياضية، بل يمثل نفسه، وليس مطلوباً من مشجعي نادي الزمالك (منافسه التقليدي) أن يشجعوا النادي الأهلي اليوم في مباراته ضمن بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الإمارات».
وأكدت الهيئة الوطنية للإعلام، في بيان صحافي اليوم، أنها «تقف على مسافة واحدة بين جميع الأندية المصرية وتتعامل بحيادية تامة تجاهها»، وقالت إن «كل الأندية الرياضية المصرية لها كل التقدير والاحترام ونتمنى لها التوفيق والنجاح في تحقيق الإنجازات التي تضاف لرصيد الرياضة المصرية».
بدورها، أكدت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (المالكة لعدد من القنوات والإذاعات والصحف المصرية)، «التزام جميع برامجها وقنواتها بالكود الرياضي المعلن، الذي يدعم المنتخبات المصرية وينبذ التعصب، ويدعم استقرار النشاط الرياضي في مصر»، مشيرة إلى أنها «تعمل مع الهيئة الوطنية للإعلام وجميع الجهات المعنية على تطوير ما يقدمه الإعلام المصري للمشاهد، مع الالتزام بتحقيق التوازن في الرسالة الإعلامية».
وقال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الإيقاف هدفه تهدئة الأمور، عقب حالة الغضب التي انتابت الجميع بما في ذلك النادي الأهلي نفسه»، مشيراً إلى أن «طبيعة برنامج صباح الخير يا مصر إخبارية، والمذيع جانبه التوفيق في تصريحاته حول مباراة النادي الأهلي».
وأوضح المرسي أنه «في ظل مناخ كروي مشحون على مدار الشهور الماضية، خفتت حدته بتشجيع منتخب مصر في بطولة أمم أفريقيا التي انتهت مؤخراً، من المفترض ألا تصدر تصريحات تعيد حالة الشحن مرة أخرى، حتى لو كانت هذه قناعات المذيع الشخصية، فيجب ألا يفرضها على الجمهور»، مشدداً على أن «حداد كان يتحدث عبر شاشة التلفزيون الرسمية التي يجب أن يكون دوره فيها تضييق الخلافات لا شحن الجماهير بعضها ضد بعض».
من جانبه أعرب حداد، في منشور على صفحته على «فيسبوك»، عن أسفه إن «كان قد خانه التعبير»، وقال: «أنا مشجع أهلاوي منذ طفولتي، أحب النادي وأشجعه وأحترم رموزه ونجومه، ولم أخف انتمائي يوماً للأهلي، ولمن يريد، بحث صغير يثبت ذلك»، مضيفاً أنه «يدعم كل نادٍ مصري يلعب ضد أي نادٍ خارجي بقلبه وعقله».
وأوضح أن «للمشجعين الحق في تشجيع من يريدون من أندية وهذا ألف باء كرة القدم، مع التأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني خلف المنتخب في مباراتينا مع السنغال في تصفيات كأس العالم»، معرباً عن دهشته من «اضطراره لتوضيح دعمه للنادي الأهلي خصوصاً أو لأي نادٍ مصري يقابل فريقاً خارجياً بشكل عام».
وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الهيئة الوطنية للإعلام لإيقاف مذيع بسبب تصريحات مثيرة للجدل، ففي مارس (آذار) الماضي أصدرت الهيئة الوطنية للإعلام قراراً بإيقاف فريق نشرة أخبار في التلفزيون الرسمي المصري وإحالته على التحقيق، بتهمة «عدم مراعاة القواعد والمعايير المهنية»، بعد أن ظهرت المذيعة وهي تضع أحمر الشفاه على الهواء مباشرة، وهو ما نتج عنه تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقبلها تم إيقاف الإعلامي تامر أمين، لمدة شهرين، بعد تصريحاته التي اعتبرت «مسيئة للصعايدة»، وفي أغسطس (آب) 2019، منع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المذيعة ريهام سعيد من الظهور على جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لمدة عام، بسبب تعليقاتها حول «بدانة المصريات».



انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.