والدة الطفل ريان تكشف عن آخر كلماته قبل السقوط في البئر

وسيمة خرشيش والدة الطفل المغربي ريان (أ.ف.ب)
وسيمة خرشيش والدة الطفل المغربي ريان (أ.ف.ب)
TT

والدة الطفل ريان تكشف عن آخر كلماته قبل السقوط في البئر

وسيمة خرشيش والدة الطفل المغربي ريان (أ.ف.ب)
وسيمة خرشيش والدة الطفل المغربي ريان (أ.ف.ب)

روت والدة الطفل المغربي الراحل ريان، وسيمة خرشيش، كلمات ابنها في آخر مرة رأته فبل أن يسقط في البئر.
وتُوفي الطفل المغربي ريان يوم السبت الماضي بعد جهود على مدى أيام لإخراجه. وكان الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضاً حوالي الواحدة ظهراً (بتوقيت غرينتش) الثلاثاء الماضي في بئر ذات قطر ضيق، التي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون، شمال البلاد.
وقالت الأم الثكلى، في تصريحات صحافية، إن ريان طلب منها قبل الواقعة أن يتناول الطعام مع العائلة، حيث إنه كان يحس بالجوع رغم تناوله الطعام لوحده، وتابعت: «آخر مرة جاء لعندي وقال لي إنه لم يشبع ويريد أن يتناول الطعام معنا، وفعلاً أكل معنا».

وروت خرشيش أن ريان بعد ذلك اشترى الحلوى وقسمها بين أخته وأخيه، وكانت تلك آخر مرة رأته فيها، لتكتشف غيابه لاحقاً، وتبدأ رحلة البحث عنه.

وفي وقت سابق، كشف والد الطفل المغربي عن آخر كلمات قالها نجله داخل البئر، أثناء محاولات إنقاذه، قائلاً إن ريان كان يبكي، وآخر ما قاله بصوت ضعيف: «طلعوني طلعوني». وأشار إلى أنه لا يعلم كيف وقع ابنه، وعندما عاد من الصلاة لم يجده.
وحرص والداه في تصريحين مقتضبين للإعلام على شكر جميع من وقف بجانبهما، معزيين نفسيهما «الحمد لله، هذا قدرنا». ومنذ سقوط ريان في البئر «لم يقويا على أكل أي شيء تحت هول الصدمة»، حسب ما قال قريبهما هشام أجعوك، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وحبست مأساة ريان الأنفاس وسط حالة ترقب قصوى خلال الأيام التي استغرقتها عملية معقدة للوصول إليه. واندفع آلاف المتعاطفين إلى الموقع الذي توجد فيه البئر التي سقط فيها ريان للتعبير عن تضامنهم، وبقوا لأيام في هذا القطاع الجبلي من منطقة الريف على ارتفاع حوالي 700 متر تقريباً. وخلفَ انتشاله ميتاً ليل السبت موجة من الحزن والأسى في المغرب والعالم.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1490647779634384896
وصدرت منذ إعلان النبأ الحزين رسائل تضامن ومواساة عن قادة دول ومسؤولين رسميين في بلدان عدة، منهم الملك محمد السادس والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فضلاً عن فنانين ومشاهير ورياضيين من العالم العربي وخارجه، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».