4 % فقط من اعتداءات المتطرفين اليهود تنتهي باتهام

مجموعة منهم دخلت مدينة كفر قاسم وتركت وراءها شعارات كراهية ضد العرب

جنود إسرائيليون في قرية القيرة بجانب سيارات قطع المستوطنون إطاراتها ورشّوها بنجمة داود (أ.ب)
جنود إسرائيليون في قرية القيرة بجانب سيارات قطع المستوطنون إطاراتها ورشّوها بنجمة داود (أ.ب)
TT

4 % فقط من اعتداءات المتطرفين اليهود تنتهي باتهام

جنود إسرائيليون في قرية القيرة بجانب سيارات قطع المستوطنون إطاراتها ورشّوها بنجمة داود (أ.ب)
جنود إسرائيليون في قرية القيرة بجانب سيارات قطع المستوطنون إطاراتها ورشّوها بنجمة داود (أ.ب)

في وقت كُشف فيه عن اعتداء جديد نفذه متطرفون يهود ضد العرب، في مدينة كفر قاسم، نشرت إحصائيات رسمية تفيد، بأن الشرطة الإسرائيلية تتساهل بطريقة فظة مع هذه الاعتداءات؛ الأمر الذي يشجع المتطرفين على تكرار اعتداءاتهم.
وكانت مجموعة من 7 – 8 ملثمين قد دخلت أحد أحياء كفر قاسم، فجر الاثنين، ومزقت إطارات 18 سيارة وكتبت شعارات على الجدران تبين هويتها، جاء فيها «أيها اليهود استيقظوا. قاتلوا الطغاة». واستنكر رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، الاعتداء، واعتبره «عملاً إجرامياً قامت به خفافيش الليل من عصابات تدفيع الثمن الاستيطانية الإرهابية». وقال «ليست أول مرة تُستهدف كفر قاسم من قبل هذه العصابات الفاشية، وعليه، فلن تمر هذه الجريمة مرّ الكرام، وستتحرك كفر قاسم رسمياً وشعبياً، لمتابعة الموضوع مع كل الجهات المختصة، حتى يتم اعتقال الجناة وإيقاع العقاب الرادع بهم».
وكانت معطيات قد نشرت عن هذا النوع من الاعتداءات، تبين منها أن الحادثة بين أخرى كثيرة، تم فيها توثيق عمليات التخريب وتواطؤ الشرطة معها؛ إذ إنها لا تلقي القبض على المعتدين الذين يظلون طلقاء. وحسب بيانات الشرطة، فإن 3.8 في المائة فقط، من ملفات الجريمة التي يقوم بها يهود ضد عرب فلسطينيين في إسرائيل أو في الضفة الغربية المحتلة، على خلفية الكراهية والعداء للعرب، والتي تم فتحها بين الأعوام 2018 - 2020، انتهت بلائحة اتهام. ويعني ذلك بالأرقام المطلقة، أنه تم فتح 263 ملفاً حول اعتداءات يهودية على عرب، لكن 10 منها، فقط، انتهت بلوائح اتهام، في حين تم إغلاق 221 ملفاً من دون محاسبة المعتدين.
وأجرت صحيفة «هآرتس» تحقيقاً، تبين منه، أن هذه الإحصائيات، تشمل ملفات وصل فيها رجال الشرطة إلى موقع الحدث بعد وقت طويل من انتهائه، أو حالات جاء فيها فلسطيني لتقديم شكوى، لكنه مُنع لبضع ساعات من الدخول إلى مركز الشرطة.
استهل التحقيق، بالقول، كل شيء تم توثيقه. أفلام الفيديو القصيرة، أظهرت كيف أن مجموعة من المستوطنين جاءت إلى كراج في قرية حوارة قرب مستوطنة «يتسهار»، وقامت برشق الحجارة على 13 سيارة. صور كاميرات الحماية في الكراج كانت واضحة جداً. وفي الليلة نفسها، وصلت إلى المكان قوة عسكرية وثّقت الأضرار. وكانت هناك دورية شرطة. وأكثر من ذلك، تم تحويل صور وأسماء شهود على الحادثة إلى شرطة اريئيل، التي قالت، بأن لدى الجيش أفلاماً عن كل ما حدث.
كان ذلك في 15 مارس (آذار) 2020، لكن بعد مرور نحو السنتين، لم يتم اعتقال أو اتهام أحد. وفعلياً، هذا الملف تم إغلاقه. في داخله، تظهر رسالة الشكوى والصور وتقرير الدورية في يوم الحادثة. هذا البلاغ بين بلاغات كثيرة دفنت تحت عنوان «فاعل مجهول».
وذريعة «فاعل مجهول»، التي تعني أن الشرطة لم تنجح في العثور على المجرم، شائعة جداً في ملفات من هذا النوع، تكشف عنه بيانات منظمة «يوجد قضاء»، أنه في الفترة بين 2005 - 2020، فإن 92 في المائة من الشكاوى التي قدمتها، تم إغلاقها من دون لوائح اتهام.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.