توقعات بنمو الأصول البنكية الإسلامية لأكثر من 780 مليار دولار خلال 2015

«إرنست ويونغ»: السعودية تستحوذ على 32 % من القطاع

توقعات بنمو الأصول البنكية الإسلامية لأكثر من 780 مليار دولار خلال 2015
TT

توقعات بنمو الأصول البنكية الإسلامية لأكثر من 780 مليار دولار خلال 2015

توقعات بنمو الأصول البنكية الإسلامية لأكثر من 780 مليار دولار خلال 2015

أكد مختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، نمو القطاع المصرفي الإسلامي وبلوغ حجمه أكثر من 780 مليارا خلال الثلاثة أعوام المقبلة، بفضل التوجه العالمي نحو التعاطي مع المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي.
وأوضح الباحث الاقتصادي الدكتور عبد الحليم المحيسن، أن هناك إقبالا من عدد من المؤسسات المالية والبنوك العالمية في أكثر من بلد، على قطاع المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي، بسبب النكسات التي تعرضت لها منذ وقوع الأزمة المالية العالمية.
وأضاف المحيسن أن هناك عددا من المؤسسات والبنوك الغربية، تبحث عن شراكات مع نظيرتها الإسلامية في المنطقة عامة وفي الخليج خاصة، مبينا أن قيمة السندات الإسلامية العالمية، تجاوزت 175 مليار دولار خلال عام 2015، متوقعا تصاعد نموها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
من جهته، بين الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، أن قطاع السندات الإسلامية، شهد هذا العام على مستوى العالم نموا يقدر بـ59 في المائة عن عام 2014 بقيمة 110 مليارات دولار.
ولفت باعشن إلى أن الأصول البنكية الإسلامية تجاوزت مبلغ 778 مليار دولار خلال عام 2014، متوقعا بلوغها 780 مليار دولار بحلول عام 2017، مبينا قيمة أصول المصرفية الإسلامية، توزعت بين 251 مليار دولار للصكوك، و26 مليار دولار للتكافل، و958 مليار دولار للبنوك التجارية، و44 مليار دولار للصناديق الإسلامية و21 مليار دولار بقطاعات مختلفة.
وفي غضون ذلك، أبرز تقرير اقتصادي صدر حديثا عن «إرنست ويونغ»، حول التنافسية العالمية للقطاع المصرفي الإسلامي، أن قيمة الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في هذا القطاع بالسعودية ستصل إلى 683 مليار دولار بحلول عام 2019.
وأكدت «إرنست ويونغ» وهي منظمة دولية ورابع أكبر شركة محاسبية عالمية، ومقرها الرئيسي في لندن في بريطانيا، أن السعودية تمثل سوقا رئيسية لنمو القطاع المصرفي الإسلامي، مشيرين إلى أنها تحتضن أول مصرف إسلامي مع أسهم تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار.
وأوضح التقرير أن حجم أصول المصارف الإسلامية في السعودية قارب الضعف بين عامي 2009 و2013، منوها بزيادة الطلب القوي من قبل العملاء فيها، سواء من الأفراد أو الشركات، على هذه المصارف، الأمر الذي جعلها تحقق نموا ملحوظا لتشكّل 54 في المائة من إجمالي القطاع المالي المتوافق مع الشريعة الإسلامية في 2013.
من ناحيته، قال أشعر ناظم من «إرنست ويونغ»: «يستعد قطاع المصارف الإسلامية لأن يتوجه لتيار عالمي بارز، وتعدّ السعودية أكبر سوق مصرفية إسلامية في العالم، وتمثل 31.7 في المائة من حصة السوق العالمية».
وتوقع أن تقود السعودية قطاع المصارف الإسلامية، متوقعا أن تحافظ على مكانتها بوصفها السوق القيادية في القطاع، كما نجحت كل من ماليزيا وتركيا وإندونيسيا في تعزيز حضورها كمراكز رائجة للمصارف الإسلامية، مشيرا إلى أن الخدمات المقدمة في فروع هذه المصارف نالت ثقة ثلث العملاء في السعودية.
ونوه أشعر أن بعض المصارف السعودية، تستثمر في تحسين تجربة خدماتها في الفروع، مما يفسّر الإقبال الكبير على الخدمات المصرفية الرقمية، مبينا أن الكثيرين يعوّلون على تقديم المزيد من الخدمات، متوقعا تحويل نفقاتها بشكل متزايد من إدارة المصرف إلى تطويره، مشيرا إلى أن اعتماد الخدمات المصرفية الرقمية أمر ضروري لتحسين خدماتها.
وفي الإطار نفسه، قال مزمل كسباتي من «إرنست ويونغ»: «تختلف التجربة بحسب البنك وأنواع العملاء، غير أنه على الرغم من الرواج القوي للخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المتحرك في السعودية، فإن بعض المخاوف لا تزال تدور حول استدامتها».
وزاد مزمل: «تعاني عروض الخدمات المصرفية للأفراد التي تقدمها الكثير من البنوك في سعيها لإيجاد توازن بين ثقافة الشعب ونموذج العمل القائم على التطور التقني اللازم لكسب عملاء جدد، ولا تزال عروض الخدمات المصرفية الإسلامية التي تقدمها البنوك التقليدية والإسلامية تعمل بمعزل عن بعضها البعض، مما يؤثر سلبا على رضا العملاء».



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.