الأجهزة الأمنية تلاحق صحافياً تهكم على استقبال الأسد لفنانين

النظام يعتم على الاحتجاجات بسبب الأوضاع المعيشية

طوابير على الخبز والمحروقات مع رفع الدعم الحكومي تزيد الضغوط المعيشية على السوريين (مواقع)
طوابير على الخبز والمحروقات مع رفع الدعم الحكومي تزيد الضغوط المعيشية على السوريين (مواقع)
TT

الأجهزة الأمنية تلاحق صحافياً تهكم على استقبال الأسد لفنانين

طوابير على الخبز والمحروقات مع رفع الدعم الحكومي تزيد الضغوط المعيشية على السوريين (مواقع)
طوابير على الخبز والمحروقات مع رفع الدعم الحكومي تزيد الضغوط المعيشية على السوريين (مواقع)

ظهر صحافي سوري في وقت متأخر من ليل السبت - الأحد، في مقطع فيديو بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوصي فيه بالعناية بأطفاله، في حال جرى اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية التي داهمت منزله في مدينة طرطوس على الساحل السوري.
وبدا الصحافي كنان وقاف في الفيديو المقتضب، متوتراً، يقول إنه خارج المنزل، وقد تلقى اتصالاً من زوجته أبلغته فيه بأن قوة أمنية كبيرة داهمت المنزل بهدف اعتقاله. وبحسب قوله، فإن القوة المجهزة بالسلاح الميداني الكامل، لا تملك إذناً من النيابة العامة، وقد أرعبت زوجته وأطفاله: «كأنهم جايين ياخدو داعشي».
وكان وقاف قد أعلن تضامنه مع الممثل عباس النوري، واصفاً موقفه بـ«الشجاع»، في مواجهة حملة تحريض شرسة قادها موالون للنظام ضده، على خلفية انتقاده حكم العسكر في حوار لإذاعة محلية، حذفت الحوار لاحقاً من حساباتها، وأجرت حوار جديداً مع النوري، أعلن فيه تراجعه عما ورد على لسانه في الحوار السابق. إلا أن وقاف الذي يوقع منشوراته باسم «فشَّة خلق»، تابع انتقاداته، متخطياً أحد أخطر المحرمات لدى النظام السوري، في تهكمه على لقاء الرئيس بشار الأسد مع الممثلة سلاف فواخرجي وزوجها الممثل وائل رمضان، بالتزامن مع بدء الحكومة تنفيذ خطة استبعاد شرائح واسعة من السوريين من الدعم الحكومي.
وقاف يكاد أن يكون الصحافي السوري الوحيد الذي تجرأ على إعلان خروج مظاهرات في السويداء وقطع طرقات، وهجوم على مركز شركة «تكامل» المشغلة للبطاقة الذكية في مصياف، وسرقة محتوياته، احتجاجاً على رفع الدعم قبل أيام. كما تحدث عن حصول فوضى في مديريات الهجرة والجوازات وارتباك في الوزارات، نتيجة أخطاء في البيانات التي اعتمدتها الحكومة لرفع الدعم. وقال: «كل ذلك غير مهم أبداً»! في منشور أرفقه بصور للأسد مع الفنانين الزوجين فواخرجي ورمضان (قيل إنه لمناقشة إسناد رئاسة نقابة الفنانين لرمضان)، في تهكم معلن وغير مسبوق من صحافي محلي لسياسة الأسد التي تعد خطاً أحمر.
ولم يُكشف حتى الأمس عن مصير وقاف، وهل تم اعتقاله أم ما زال متوارياً عن الأجهزة الأمنية.
وتشهد مناطق النظام حالة من الاحتقان، بعد بدء تنفيذ الحكومة خطة رفع الدعم، الثلاثاء الماضي، التي جاءت في ظل ظروف معيشية قاهرة، وشتاء قاسٍ تغيب عنه المحروقات اللازمة للتدفئة، وانعدام القدرة الشرائية، وصعوبة تأمين الغذاء والدواء.
ومنعاً لانفجار حالة الغضب، يسعى النظام إلى تكميم أفواه المنتقدين؛ لا سيما الموالين، وتشديد القبضة الأمنية، وفرض التعتيم التام على الأوضاع العامة، وبينها الاحتجاجات في السويداء. كما أشار الإعلام الرسمي إلى ما شهدته منطقة مصياف بـ«حادثة سرقة لمركز شركة (تكامل)».
يشار إلى أن كنان وقاف طُرد سابقاً من عمله في جريدة «الوحدة» المحلية الخاصة بالساحل السوري، وهي واحدة من 4 صحف مناطقية تصدرها مؤسسة «الوحدة للصحافة والنشر» الحكومية. وتم الطرد على خلفية اعتقاله لانتقاده محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، علماً بأنه اعتُقل في عام 2020، بعد نشره تقريراً حول الفساد في مؤسسة كهرباء طرطوس، واصطدامه مع رجال أعمال متنفذين. ولم يتوقف بعد الإفراج عنه عن انتقاد النظام عبر «فيسبوك»، لا سيما وقد أصبح عاطلاً عن العمل، معلناً أنه اضطر لبيع أثاث منزله كي يطعم أطفاله.
وذكر وقاف أنه منذ خروجه من السجن، وهو يستقبل مندوبي الجهات الأمنية، في تحقيقات عنه وعن عائلته، واتهامه بأنه عضو في شبكة خارجية هدفها إثارة البلبلة والتحريض على التظاهر: «ولقاء ذلك يقبض بالدولار». وردَّ وقاف على تلك التهم بالقول: «الشعب بيعرف كتير منيح مَن وضع حواجز على طرقات الوطن، مهمتها (فقط) فرض إتاوات على كل شيء، بالدولار، ومن صنع تجار حروب، (واجهة) قصورهم أفحش من قصور (ألف ليلة وليلة)، وجعل لهم الوطن سوقاً بوكالات واحتكارات حصرية تدر عليه المليارات بالدولار».
يُذكَر أنه خلال العامين الماضيين، اعتقل النظام عدداً من الصحافيين العاملين في الإعلام الرسمي والمحلي الخاص، منهم إياد الحسين، ووسام الطير، والمذيعة هالة الجرف، بتهم ارتكاب جرائم إلكترونية.


مقالات ذات صلة

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

الولايات المتحدة​ تمثال برونزي يمثّل العدالة في محكمة ألبرت في برايان الأميركية في أليكساندريا بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة 1 سبتمبر 2020 (رويترز)

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

أمر قاض في ولاية تكساس، الاثنين، بتعليق السياسات الرامية لتسهيل حصول أزواج رعايا أميركيين على وضع قانوني في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 14 أغسطس 2024، في ويست بالم بيتش، فلوريدا، الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

قاض أميركي يرفض مساعي ترمب لإقصائه في قضية ستورمي دانيالز

فشل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، للمرة الثالثة، الأربعاء، في محاولته إقصاء قاضٍ يستعدّ لإصدار الحكم عليه في قضية شراء صمت ممثلة إباحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن تتحدث إلى وسائل الإعلام في ألينج في جزيرة بورنهولم بالدنمارك... 14 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

السجن 4 أشهر للمعتدي على رئيسة وزراء الدنمارك وترحيله

حكمت محكمة دنماركية، اليوم الأربعاء، على بولندي يبلغ من العمر 39 عاما بالسجن أربعة أشهر وأمرت بترحيله بتهمة الاعتداء على رئيسة الوزراء الدنماركية في كوبنهاغن.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا رينو بيغوم شقيقة الفتاة البريطانية شاميما بيغوم تحمل صورة شقيقتها وتناشدها العودة إلى منزلها في لندن فبراير 2015 (رويترز)

القضاء البريطاني يمنع «عروس داعش» من العودة نهائياً إلى المملكة المتحدة

لن يُسمح لشاميما بيغوم بالعودة إلى المملكة المتحدة أبداً بعد أن رفضت المحكمة العليا الاستماع إلى استئنافها ضد سحب جنسيتها البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يحمل عملاً فنياً وقعه للفنان لوال إيزواجبي يتناول محاولة اغتيال ترمب في تجمع انتخابي بمركز مؤتمرات جامعة ولاية جورجيا في 3 أغسطس 2024، في أتلانتا (أ.ف.ب)

أميركا تتهم باكستانياً على صلة مزعومة بإيران بالضلوع في مؤامرة تستهدف ترمب

وجّهت الولايات المتحدة تهماً لرجل باكستاني يُقال إنه على صلة بإيران فيما يتعلق بمؤامرة اغتيال فاشلة ربما كانت تستهدف الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
TT

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)

أعلنت جماعة «الحوثي» اليمنية، الخميس، أنها فخخت ثم فجرت ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجموها في البحر الأحمر، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها.

وفي 21 أغسطس (آب)، تعرّضت السفينة التي ترفع علم اليونان، لهجوم نفّذه الحوثيون وأدى، بحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها. ودفع ذلك مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 25 شخصاً.

ونشر الحوثيون على وسائل إعلام تابعة لهم، مساء الخميس، مقطع فيديو يُظهر شخصاً ملثماً ومسلحاً يعدّ جهاز تفخيخ على متن «سونيون». وسرعان ما يتمّ تفجيرها فتندلع حرائق عدة على متنها وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود منها.

أحد عناصر جماعة «الحوثي» على سطح ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، الخميس، إن قواته نفذت «عملية جريئة وشجاعة» هذا الأسبوع عبر «اقتحام» السفينة سونيون «وتدمير ما فيها من الشحنات واستهداف السفينة نفسها وتفخيخها وتفجيرها».

وأشار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الناقلة «كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي».

وبحسب سلطة الموانئ اليونانية، فإن السفينة مملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، وقد أبحرت من العراق وكانت متجهة إلى ميناء قريب من أثينا.

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأظهر الفيديو أيضاً أضراراً في هيكل السفينة، إضافة إلى أغراض مبعثرة داخل غرفة القيادة.

يأتي ذلك غداة إعلان بعثة إيران لدى «الأمم المتحدة» موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة سونيون، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، «نظراً للمخاوف الإنسانية والبيئية».

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على منصة «إكس»، في وقت متأخر الأربعاء: «بعد تواصل جهات دولية عدة معنا، خصوصاً الأوروبية، تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون».

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأفادت مهمة «أسبيدس» الأوروبية في البحر الأحمر، الخميس، أن «(سونيون) مشتعلة منذ 23 أغسطس (آب)» مع «رصد حرائق في مواقع عدة على السطح الرئيسي للسفينة».

وأشارت إلى «عدم وجود تسرب نفطي، وأن السفينة لا تزال راسية ولا تنجرف». وأكدت، على منصة «إكس»، أنها تستعدّ «لتسهيل أي مسارات عمل، بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعدّونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».

وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية، التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية.