رئيس الوزراء الياباني يقوم بزيارة تاريخية لأميركا تهدف لمواجهة الصين

أوباما وآبي سيبحان الخطوط التوجيهية للتحالف العسكري بين واشنطن وطوكيو

رئيس الوزراء الياباني يقوم بزيارة تاريخية لأميركا تهدف لمواجهة الصين
TT

رئيس الوزراء الياباني يقوم بزيارة تاريخية لأميركا تهدف لمواجهة الصين

رئيس الوزراء الياباني يقوم بزيارة تاريخية لأميركا تهدف لمواجهة الصين

يبدأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي زيارة تاريخية الى الولايات المتحدة اليوم (الاحد)، على أمل تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الحليف الاميركي في مواجهة صعود القوة الصينية الكبرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي خطوة ترمز الى الأهمية التي يتم ايلاؤها للزيارة، سيصبح آبي الاربعاء الحالي اول رئيس وزراء ياباني يتحدث في الكونغرس، وهو امتياز لا يمنح إلا لافضل اصدقاء واشنطن.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أجريت مؤخرا، وصف آبي الذي يدافع عن "النزعة السلمية النشيطة" ويعتمد على الحلف الياباني الاميركي، هذا التحالف بانه "ثابت".
وفي جولته من الساحل الشرقي الى الساحل الغربي التي ستستمر أسبوعا وتبدأ اليوم في بوسطن، حيث سيستقبله وزير الخارجية الاميركي جون كيري، يفترض ان يسعى آبي الى تغيير صورته كأحد الصقور القوميين لدى الاميركيين الذين لا يعرفونه بشكل جيد.
وقد كشف استطلاع للرأي ان سبعين في المائة من الاميركيين لا يعرفون اسمه.
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون آسيا داني راسل، ان الولايات المتحدة واليابان على بعد "خطوتين" من ابرام تفاهم حول هذا الملف الذي يحتل اولوية لدى اوباما وابي. كما سيتم تحديث "الخطوط التوجيهية" للتحالف العسكري بين واشنطن وطوكيو.
ويفترض ان يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها خلال اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في البلدين قبل القمة بين اوباما وابي الثلاثاء في واشنطن.
وتأخذ المراجعة الجديدة في الاعتبار الوزن العسكري المتزايد للصين ونزاعاتها على اراض مع جاراتها وبينها اليابان، في بحر الصين.
كما تأخذ الوثيقة المحدثة في الاعتبار التفسير الجديد للدستور الياباني، الذي تقترحه حكومة ابي ويسمح للجيش الياباني بالمشاركة في عمليات عسكرية خارجية لمساعدة حلفاء، في سابقة منذ تبني ميثاق سلمي في 1947.
وقال مسؤول اميركي كبير انه سيصبح بامكان جنود يابانيين "في بعض الظروف" التدخل "للدفاع" عن القوات الاميركية في حال تعرضها لهجوم.
واكد آبي للتلفزيون الياباني هذا الاسبوع ان "التحالف الاميركي الياباني سيصبح اقوى واكثر فاعلية. ونتيجة لذلك سيتعزز الردع وستصبح المنطقة أكثر استقرارا".
ويثير صعود الصين على صعيدي الاقتصاد والأمن الاقليمي قلق البلدين الحليفين.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.