اليابان لزيادة أسعار الفائدة على السندات

تحتاج مزيداً من العمالة المهاجرة للحفاظ على النمو الاقتصادي

تدرس وزارة المالية اليابانية مضاعفة سعر الكوبون على السندات اليابانية الجديدة لمدة عشر سنوات (إ.ب.أ)
تدرس وزارة المالية اليابانية مضاعفة سعر الكوبون على السندات اليابانية الجديدة لمدة عشر سنوات (إ.ب.أ)
TT

اليابان لزيادة أسعار الفائدة على السندات

تدرس وزارة المالية اليابانية مضاعفة سعر الكوبون على السندات اليابانية الجديدة لمدة عشر سنوات (إ.ب.أ)
تدرس وزارة المالية اليابانية مضاعفة سعر الكوبون على السندات اليابانية الجديدة لمدة عشر سنوات (إ.ب.أ)

تعكف الحكومة اليابانية على دراسة زيادة أسعار الفائدة على سنداتها، تحت ضغط ارتفاع العائدات في سوق السندات، طبقاً لما ذكرته وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء.
وتدرس وزارة المالية مضاعفة سعر الكوبون على السندات اليابانية الجديدة لمدة عشر سنوات، لتصل إلى 2.‏0 في المائة، اعتباراً من أبريل (نيسان) المقبل، طبقاً لما ذكره مسؤول حكومي لبلومبرغ لم يتم الكشف عن هويته، وأي ارتفاع سيمثل الأول، منذ نحو سبع سنوات.
وتسببت التكهنات العالمية بشأن تشديد السياسة النقدية، في ارتفاع عائدات السندات، حتى في اليابان، حيث أدى الانكماش والنمو الضعيف على مدى عقود، إلى تراجع تكاليف الاقتراض بشكل كبير.
وربما يؤدي دفع فائدة أعلى إلى تعقيد الجهود الحكومية، للتعامل مع ديونها، وهي الأعلى من بين الاقتصادات الصناعية، عند أكثر من 250 في المائة من الناتج الاقتصادي.
وللحفاظ على متوسط النمو الاقتصادي السنوي عند 1.24 في المائة، فإن اليابان بحاجة إلى نحو أربعة أضعاف العمالة الأجنبية بحلول عام 2040 لتحقيق مسار النمو الذي حددته الحكومة في توقعاتها الاقتصادية، وفق مجموعة من مراكز الأبحاث العامة في طوكيو.
وتسلط نتائج الأبحاث الضوء على اعتماد اليابان المتزايد على العمالة المهاجرة لتعويض تقلص عدد السكان، في وقت أصبحت فيه قدرتها على جذب الأجانب من ذوي المهارات موضع شك نظراً للقيود الصارمة المفروضة على الحدود بسبب «كوفيد - 19» والتي تمنع دخول طلاب وعاملين.
وقالت مراكز الأبحاث، ومن بينها الذراع البحثية للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) التابعة لوزارة الخارجية، إن اليابان يجب أن تعزز عدد العاملين الأجانب إلى 6.74 مليون بحلول عام 2040 للحفاظ على متوسط النمو الاقتصادي السنوي عند 1.24 في المائة، بناء على خطة طموح لتحقيق «نمو مرتفع» أدرجتها الحكومة في توقعاتها طويلة الأجل. ويزيد هذا الرقم بنحو 300 في المائة على عدد العاملين الأجانب الحالي البالغ 1.72 مليون، والذي يمثل نحو 2.5 في المائة من القوة العاملة.
وقال شينيتشي كيتاوكا رئيس جايكا في ندوة يوم الخميس الماضي: «يجب أن نناقش قبول دخول العمالة الأجنبية بقدر أكبر من العجلة، حيث ستنمو المنافسة على القوى العاملة في المستقبل مع دول مثل الصين... نحن بحاجة لاتخاذ إجراءات لتعزيز قدرة اليابان على الجذب على المدى الأطول... كي تكون دولة تختارها العمالة الأجنبية».
وافترضت الدراسة أن اليابان ستفقد أكثر من 10 في المائة من قوتها العاملة المحلية خلال العقدين المقبلين.
وبلغ عدد سكان اليابان ذروته في 2008. وهو يتراجع منذ ذلك الحين بسبب انخفاض معدل المواليد إلى نحو 125 مليون نسمة حتى العام الماضي. ويتقلص عدد السكان في سن العمل بصورة أسرع بسبب تزايد معدل الأعمار.
وأخذت الدراسة أيضاً في الاعتبار مخزون رأس المال، الذي افترضت أنه سيستمر في النمو بنسبة واحد في المائة سنوياً بفضل الاستثمار في تكنولوجيا التشغيل الآلي. وقال أحد الباحثين في الندوة إنه لولا ذلك، ستحتاج اليابان إلى 21 مليون عامل أجنبي في 2040 لتحقيق النمو المستهدف، وهو أمر «مستحيل عملياً».
ولفترة طويلة، ظل قبول الهجرة الوافدة من المحظورات في ثالث أكبر اقتصاد في العالم حيث يهتم الكثيرون بمسألة التجانس العرقي. لكن الضغط تصاعد لفتح الحدود، واضطرت الحكومة لإنشاء فئات جديدة يمكنها الحصول على تأشيرة مع تناقص أعداد العمال.
ويأتي نحو نصف العمال الأجانب في اليابان من فيتنام والصين. وقالت المراكز البحثية إنها تتوقع ارتفاع عدد المهاجرين من بلدان أقل دخلاً مثل كمبوديا وميانمار بسرعة في العقدين المقبلين.
ومع ذلك، قالت المجموعة إن المعروض من العمالة المهاجرة سيظل باستمرار أقل من مستوى الطلب في ظل نظام الهجرة الوافدة الحالي وإنه يجب على اليابان النظر في منح المزيد من التأشيرات طويلة الأجل.
وأثار الإغلاق الصارم للحدود أمام غير اليابانيين بسبب فيروس كورونا مخاوف من أن تفقد اليابان سمعتها كوجهة جاذبة للكفاءات الأجنبية. وقال كيتاوكا: «إذا واصلنا السير بهذه الطريقة، فقد تصبح اليابان مثل قرية مهجورة لا يبدي الناس فيها وداً للأجانب ويتناقص عدد الوافدين... ستكون حلقة مفرغة نحو السقوط».



«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.