اقترب منتخب كندا لكرة القدم بشكل كبير من التأهل لمونديال قطر 2022 بعد فوزه على مضيفه منتخب السلفادور 2/صفر الخميس في الجولة الحادية عشرة من الدور الثالث لتصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف). وحقق منتخب كندا فوزه السابع في التصفيات مقابل أربعة تعادلات وبسجل خالٍ من الهزائم. ورفع منتخب كندا رصيده في الصدارة إلى 25 نقطة، متقدماً بفارق 4 نقاط عن المنتخبين الأميركي والمكسيكي في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
يقول المهاجم الكندي كايل لارين: «عندما نلعب في كأس العالم، فسيعرف الناس من نحن». ويعرف مهاجم بشيكتاش التركي جيدا أن منتخب كندا في طريقه لتحقيق شيء استثنائي. لقد تأهلت كندا مرة واحدة فقط لنهائيات كأس العالم، وخرجت من الدور الأول بعد خسارة جميع مبارياتها في دور المجموعات، وكان ذلك في مونديال المكسيك عام 1986، لكنها الآن عززت حظوظها كثيرا للتأهل لنهائيات كأس العالم القادمة في قطر.
إن الفوز على المكسيك بهدفين مقابل هدف وحيد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي جعل الناس ينتبهون إلى المنتخب الكندي. ولم تكن كندا قد هزمت المكسيك منذ عام 1976، ويشعر لارين، الذي سجل هدفي منتخب بلاده في ليلة شديدة البرودة في إدمونتون، أن المنتخب الكندي يواصل التحسن والتطور بمرور الوقت، ويقول: «يمكننا منافسة أي فريق. إذا كنت تلعب لهذا الفريق، فهذا أمر استثنائي، وقد رأيتم ذلك في مباراة المكسيك».
ويضيف: «دخلنا تلك المباراة ونحن لم نفز على المكسيك منذ وقت طويل. في المرات الثلاث الأخيرة التي لعبنا فيها أمام المكسيك، كنت مصابا واكتفيت بمشاهدة المباريات عبر شاشات التلفزيون. كانت لدينا دائما فرصة للفوز، وهذه المرة قلت لنفسي إننا سنفوز عليهم. لقد نجحنا في القيام بذلك، وأظهرنا كم نحن جيدون. أعتقد أن السبب في ذلك هو اللعب الجماعي وروح الأخوة والتعاون بين جميع اللاعبين. يلعب الكثير من اللاعبين في أوروبا، ولم يكن هذا موجودا من قبل. والآن، نحن نلعب سويا منذ فترة ونواصل التطور والتحسن».
في الحقيقة، يعد صعود المنتخب الكندي بهذا الشكل لافتا للأنظار. نادرا ما كان ينظر إلى كندا على أنها قوة كبيرة على الساحة الكروية العالمية، لكن الأمر اختلف كثيرا الآن. ويتولى تدريب المنتخب الكندي المدير الفني الإنجليزي جون هيردمان، ولديه العديد من اللاعبين الرائعين، مثل ألفونسو ديفيز، الظهير الأيسر الطائر لبايرن ميونيخ، والمهاجم الرائع جوناثان ديفيد الذي قاد ليل للفوز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز الموسم الماضي. وعلاوة على ذلك، فاز لارين بثنائية الدوري والكأس المحليين مع بشيكتاش التركي الموسم الماضي، وهو الآن أفضل هداف في تصفيات الكونكاكاف المؤهلة لكأس العالم.
يقول لارين: «كنت أرغب دائماً في المشاركة في كأس العالم. عندما كنت صغيرا، كنت أرى الكثير من الأعلام في الشوارع لبلدان مختلفة، وكنت أرغب دائماً في تغيير ذلك وأن ألعب مع منتخب بلادي في نهائيات كأس العالم. لدينا فرصة لتغيير كل تلك الأعلام إلى الأعلام الكندية. هذا أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلني أرغب بشدة في اللعب في نهائيات كأس العالم وإظهار أن كندا يمكنها منافسة المنتخبات الكبيرة. لقد شاهدت كل بطولات كأس العالم السابقة، وهذا يدفعني لأكون أفضل».
يقول لارين، الذي نشأ في بلدة برامبتون بمقاطعة أونتاريو الكندية، إن الكرة لم تكن تفارق قدميه على الإطلاق. لعب المهاجم، الذي يصل طوله إلى 1.88 مترا، كرة السلة وهوكي الجليد، لكنه كان أكثر انجذاباً إلى كرة القدم. يقول اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً: «الهوكي لعبة مكلفة ولم يكن لدي المال الكافي لممارستها، أما كرة القدم فكانت دائما هي الشيء الوحيد الذي كنت أعرف أنني أجيده حقا. لقد أحببت هذه اللعبة كثيرا، وكان مثلي الأعلى هو ديدييه دروغبا. لقد لعبت ضده في الدوري الأميركي الممتاز، وكنت حريصاً دائما على مشاهدة مباريات تشيلسي، الذي كان فريقي المفضل».
بدأ لارين، الذي يطلق عليه لقب «العملاق الصامت» بسبب سلوكه الهادئ، مسيرته الكروية في نادي «برامبتون يوث»، وتحسن مستواه بشكل ملحوظ عندما انضم إلى أكاديمية «سيغما» للناشئين، والتي تحقق نجاحا كبيرا. ذهب إلى أوروبا ليرى ما الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى أعلى مستوى، وسرعان ما انتقل إلى الدوري الأميركي لكرة القدم، وانضم إلى أورلاندو سيتي في عام 2015.
كان أورلاندو سيتي محطة جيدة للغاية بالنسبة للارين، الذي كان لا يتوقف عن تسجيل الأهداف وأتيحت له فرصة اللعب إلى جانب اللاعب السابق لمنتخب البرازيل وناديي ميلان وريال مدريد كاكا. يقول لارين عن ذلك: «لقد كان لاعباً ذكياً للغاية. كانت هذه فترة جيدة جدا في مسيرتي الكروية، واستمتعت كثيرا باللعب معه، وكان دائما ما يمرر الكرات لي». ويضيف: «كان يعرف دائماً كيف سيتصرف بالكرة حتى قبل أن تصل إليه. وكان دائماً ما ينظر خلفه وكان متقدما في التفكير على الجميع، كما كان يمكنه المراوغة بسهولة. أنتم تعرفون بالطبع مستواه وأين لعب، وتعرفون أنه وصل لمستويات يحلم أي لاعب بالوصول إليها».
كان لارين مصمماً على الذهاب إلى أوروبا، وبالتالي لم يكن على استعداد لتفويت الفرصة عندما تواصل معه مسؤولو بشيكتاش التركي في عام 2018. رحل لارين عن أورلاندو سيتي وانتقل إلى تركيا في تحدٍّ جديد. ومع ذلك، لم يكن الأمر سهلاً في البداية. في المقابل، نجح ديفيد، البالغ من العمر 22 عاماً فقط، في التألق بشكل فوري منذ انتقاله إلى أوروبا، حيث قدم مستويات مثيرة للإعجاب مع جينت البلجيكي، الذي باعه إلى ليل مقابل 27 مليون جنيه إسترليني في عام 2020، ومن المتوقع أن ينضم إلى أحد الأندية الكبرى في أوروبا إذا رحل عن النادي الفرنسي الصيف المقبل. لكن لارين كان بحاجة إلى بعض الوقت من أجل التكيف مع كرة القدم التركية، وانتقل إلى بلجيكا في عام 2019 عبر بوابة نادي زولته فاريجيم على سبيل الإعارة.
كان ذلك تحديا كبيرا، لكن لارين لم يستسلم، وواصل مسيرته مع بشيكتاش وقاده للفوز بلقب الدوري التركي الممتاز بتسجيله 19 هدفا في 38 مباراة الموسم الماضي. يقول المهاجم الكندي عن ذلك: «لقد تكيفت بشكل جيد». وجذب لارين أنظار العديد من الأندية، رغم خروج بشيكتاش من دوري أبطال أوروبا بعد احتلاله المركز الأخير في مجموعته. سينتهي عقد لارين مع بشيكتاش الصيف المقبل، وتشير تقارير إلى أن وجهته القادمة ستكون الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول لارين: «أتمنى اللعب في الدوري الإنجليزي والآن أنا أركز فقط على الموسم الحالي، وآمل أن نفوز بلقب آخر للدوري».
الكندي كايل لارين: عندما نلعب في كأس العالم سيعرف الناس من نحن
مهاجم بشيكتاش التركي يتحدث عن طموحاته في مونديال 2022 ورغبته في اللعب بالدوري الإنجليزي
الكندي كايل لارين: عندما نلعب في كأس العالم سيعرف الناس من نحن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة