ترقب يمني لتطهير حرض من جيوب الحوثيين وألغامهم

التحالف أعلن إغلاق الطرق إلى المدينة وضربات جوية «إسنادية»

TT

ترقب يمني لتطهير حرض من جيوب الحوثيين وألغامهم

أعلن الإعلام العسكري للجيش اليمني أمس (السبت) بدء اقتحام الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب) في ثاني أيام العملية التي أطلقت بإسناد من تحالف دعم الشرعية لتحريرها، وسط ترقب الشارع اليمني لإعلان تطهيرها بالكامل من الجيوب الحوثية والألغام.
وفي الوقت الذي واصل تحالف دعم الشرعية إسناد عمليات الجيش اليمني (ألوية اليمن السعيد) في حجة ومأرب، أعلن المتحدث باسمه إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى حرض لمنع أي محاولات من قبل الميليشيات لفك الحصار عن المئات من عناصرها المحاصرين.
وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» شرعت القوات في التقدم إلى أحياء المدينة من جهة الجنوب والشرق حيث سيطرت على مفترق الطرق الذي يربط حرض وميدي على الطريق الرئيسة المتجهة نحو الحديدة، والمعروف محلياً بـ«مثلث ميدي».
ومع استمرار قوات الجيش اليمني في استخدام مكبرات الصوت لدعوة عناصر الميليشيات للاستسلام، قدرت مصادر ميدانية وجود العشرات منهم متحصنين فيما لا يزال بحوزتهم بعض العتاد الثقيل من بين نحو ثلاث دبابات، إلى جانب العديد من القناصة في المباني والخنادق المحفورة في شوارع المدينة.
ومن المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تطورات حاسمة بعد أن تتقدم القوات من الجهة الشمالية، حيث لا تزال تتعامل مع حقول الألغام التي نشرتها الميليشيات وسط الطرقات الرئيسية والفرعية والمنازل والمزارع.
ووفق مصادر فإن الميليشيات الحوثية خسرت في اليومين الماضيين العشرات من العناصر والآليات، بعد أن سيطرت قوات الجيش على معسكر المحصام الاستراتيجي المطل على المدينة من الجهة الشرقية، وهو ما جعل عناصر الجماعة يقعون في كماشة؛ إذ لم يعد أمامهم إلا الاستسلام أو القتال حتى الموت.
في السياق نفسه أعلن تحالف دعم الشرعية تنفيذ 21 عملية استهداف للميليشيات الحوثية في مأرب وحرض خلال 24 ساعة، مؤكدا أن الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
من جهته أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف «تطلب من المواطنين اليمنيين وعموم المدنيين عدم استخدام الطرق المؤدية إلى مدينة حرض ابتداءً من الساعة الثالثة فجراً ليوم السبت وحتى إشعار آخر باستخدامها، باعتبارها ضمن منطقة العمليات وتتم مراقبتها على مدار الساعة وسيتم استهداف أي تحركات على هذه الطرق».
كما طلبت قيادة القوات المشتركة للتحالف من المواطنين اليمنيين عدم التواجد بالقرب من هذه الطرق حفاظاً على سلامتهم، وذلك غداة طلبها عدم عودة المدنيين إلى مناطقهم إلا بعد تطهيرها من الألغام الحوثية.
بموازاة ذلك، أعلن التحالف بدء تنفيذ عملية عسكرية لأهداف عسكرية مشروعة بصنعاء وعدد من المحافظات، وقال في تغريدة بثتها وكالة الأنباء السعودية (واس) إن العملية تأتي «استجابة للتهديد والضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات العدائية».
إلى ذلك أفاد الإعلام العسكري للمنطقة العسكرية الخامسة بأن القوات تقدمت (السبت) باتجاه عمق مدينة حرض من محورين على الخط الدولي الرابط بين عبس والمدينة جنوباً، والخط الرابط بين حرض وميدي غرباً، حيث بدأت تمشيط الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة، وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر ميليشيات الحوثي المتحصنين داخل المدينة.
ومع تقدم القوات ذكرت المصادر أن الميليشيات الحوثية فجرت البنايات المرتفعة جنوب المدينة وغربها، فضلاً عن تلغيم وتفخيخ المداخل والبنايات، في حين استهدفت مدفعية الجيش الوطني ومقاتلات التحالف تجمعات وتعزيزات عدة للميليشيات شرق جبل ومعسكر المحصام. وبحسب المصادر «لا تزال المعارك على أشدها لليوم الثاني من انطلاق العملية التعرضية التي أطلقتها قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة لتحرير مدينة حرض».
وكانت قوات الجيش اليمني بإسناد من التحالف تمكنت (الجمعة) من تطويق مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة (شمال غرب) من كافة الاتجاهات، تمهيداً لتطهيرها من الألغام وبقايا جيوب الميليشيات الحوثية المحاصرة.
ويفتح تحرير مدينة حرض الباب أمام استكمال بقية المديريات في محافظة حجة، التي يقترب عدد سكانها من ثلاثة ملايين نسمة.
وسبق أن استعادت قوات الجيش اليمني أجزاءً واسعة من مديرية حرض في السنوات الماضية، لا سيما من الجهات الغربية المحاذية لمديرية ميدي والجنوبية المحاذية لمديرية حيران.
ويتوقع مراقبون عسكريون أن تواصل قوات الجيش اليمني في المنطقة الخامسة بعد تطهير مدينة حرض جنوباً، لاستكمال مديرية عبس وتأمين مديرية حيران والتوجه شرقاً نحو مديريات بيكل المير ومستبأ، مع استمرار التوغل بمحاذاة ساحل البحر الأحمر باتجاه الجنوب للوصول إلى أولى مديريات الحديدة من الجهة الشمالية حيث مديرية اللحية، والالتفاف شرقاً في مديرية الزهرة، لقطع مفترق الطرق بين مدينة حجة والحديدة وحرض.
على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، أن الجيش الوطني في بلاده قادر على صناعة التحولات الوطنية بفضل تضحياته ودعم تحالف دعم الشرعية.
وقال المقدشي في تصريحات رسمية خلال اجتماعه مع قادة عسكريين في مأرب أمس(السبت): «إن مؤسسة الجيش بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها ستبقى عند مستوى الثقة للمضي نحو تحقيق الأهداف المنشودة حتى تلبية تطلعات الشعب الذي يعول على تحريره من سطوة ميليشيا الحوثي المتمردة وتخليصه من الجرائم والممارسات الانتقامية التي ترتكبها».
ووعد الوزير اليمني أن يكون العام الحالي «عام الانتقال النوعي في سير المواجهة الوجودية مع المشروع الإيراني وعملائه الحوثيين» بحسب تعبيره، مشدداً على «تحمل المسؤوليات والالتزام باللوائح والنظام المؤسسي وعدم التهاون مع أي مخالفات أو تجاوزات».
وشدد المقدشي - بحسب ما نقله عنه الإعلام الرسمي - «على ضرورة قيام هيئات ودوائر وزارة الدفاع بكامل مهامها وواجباتها القانونية والوطنية وتحمل الجميع مسؤولياتهم في خدمة المقاتلين وتوفير احتياجاتهم المادية والمعنوية ورفع كفاءتهم القتالية وتطوير مهاراتهم العلمية والعملية».
وذكرت المصادر نفسها أن المقدشي وجه «بإجراء عملية مراجعة شاملة للإمكانيات البشرية والمادية وضبط حركة العهد والتنقلات في جميع الوحدات والقوى والقطاعات العسكرية وتصحيح وتوحيد قواعد المعلومات، والتزام تنفيذ القانون العسكري في عملية التجنيد والترقية والضبط الإداري والعملياتي، وتصحيح الأخطاء المتراكمة والتي فرضتها الحرب وإصلاح الاختلالات الناتجة عن سطو ميليشيا الحوثي المتمردة على مقدرات الجيش ومؤسساته».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.