العبادي ينفي وجود ميليشيات.. ويتهم سياسيين في الأنبار بموجة النزوح

قيادي في تحالف القوى العراقية: رغم تقديرنا للحشد الشعبي هناك عدم وضوح

حيدر العبادي
حيدر العبادي
TT

العبادي ينفي وجود ميليشيات.. ويتهم سياسيين في الأنبار بموجة النزوح

حيدر العبادي
حيدر العبادي

دافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن الحشد الشعبي رافضا تسميته بالميليشيات بعد أن تم ضمه إلى المؤسسة العسكرية الحكومية. ورفض العبادي خلال كلمة ألقاها في الاحتفال الموسع الذي أقامه المجلس الأعلى الإسلامي في العراق لمناسبة ذكرى مقتل زعيم المجلس الأسبق وأحد أبرز زعماء المعارضة العراقية ضد النظام العراقي السابق محمد باقر الحكيم «إطلاق تسمية أو توصيف الميليشيات المسلحة على الحشد الشعبي الذي يقاتل الإرهاب لأنه أصبح قانونيا ويتبع مكتب القائد العام للقوات المسلحة ويجب أن لا تعمم الأخطاء والخروقات به على الجميع رغم محاسبتنا على ذلك واعتقال المسيئين منهم».
وأكد العبادي خلال الاحتفال الذي حضره الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري أن «حصر السلاح بيد الدولة وليس في بالنا أن هناك جهة سياسية أو جهة رسمية وغير رسمية تدعو إلى أن يكون هناك سلاح لأحد خارج إطار الدولة». وأوضح العبادي «نحن نعتبر الميليشيات تهديدا لنا ومعادية للدولة العراقية إذا كانت تحمل السلاح خارج إطار الدولة، لأن الميليشيا هي جماعة تحمل السلاح خارج إطار الدولة أما أن يساوى الحشد الشعبي بالميليشيات فهو أمر غريب ونرفضه».
وبشأن عمليات النزوح الواسعة التي شهدتها محافظة الأنبار، قال العبادي إن «نزوح السكان من محافظة الأنبار غير مبرر وجاء لوجود خطاب تحريضي وشائعات لكن اليوم بدأت العوائل بالعودة بعد تحقيق الأمن في مناطقهم»، لافتا إلى أن «التدقيق أمر ضروري فلا يمكن أن يكون هناك نزوح فوضوي»، مشيدا «بالنازحين على صبرهم ولكن للأسف هناك تحريض على الخروج وغياب الدعوة لعودتهم إلى منازلهم ومناطق سكناهم»، متسائلا: «لمصلحة من تعريض الأبرياء للخطر؟». واستطرد قائلا إن «العراق يعيش تحدي حرب الشائعات التي تعد أكثر فتكا من السلاح ولاحظنا أن أبناءنا يقاتلون في الأنبار والأنباء تتحدث عن غير ذلك». وشدد على أهمية أن تقوم القوات الأمنية بتقديم «الحماية اللازمة للنازحين وفي نفس الوقت حماية ملايين المواطنين في بغداد».
وحول المعركة مع تنظيم داعش، قال العبادي إن «إخراج (داعش) من العراق بات قريبا»، مشيرا إلى أن «عصابات (داعش) لا تملك رجالا من العراقيين وأكثر مقاتليهم أجانب، وهم في نقصان ونحن في زيادة، خاصة بعد انهيار تلك العصابات في تكريت، وعلينا أن لا نعينهم بخلافاتنا وبصب الزيت على النار».
من جهته، أشاد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بما سماه «الموقف البطولي لأبناء الجنوب (في إشارة إلى الحشد الشعبي) في تحرير مدينة تكريت، والمناطق المدنسة من عصابات (داعش) الإرهابية»، داعيا إلى «ضرورة إسناد القوات الأمنية وإبطال الحشد والعشائر العراقية». ولفت إلى «ضرورة انخراط العراق في محيطه الإقليمي والعربي، ليتلقى الدعم الكامل في حربه ضد الإرهاب والتي تتطلب جهدا عالي المستوى».
وبشأن دفاع العبادي عن الحشد الشعبي كمؤسسة وطنية ومهاجمته الميليشيات بوصفها العدو الأول للعراق، قال شعلان الكريم، عضو البرلمان عن تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية الأكبر في البرلمان)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عدم وضوح على صعيد هذه النقطة، إذ إننا ورغم تقديرنا للحشد الشعبي في إطار المعارك التي شارك فيها ضد تنظيم داعش الإرهابي فإن من الأهمية بمكان وضع محددات على صعيد توصيف الفصائل والجهات التي تقاتل ضمن الدولة وتأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة وبين الجهات التي لا تزال تحمل السلاح خارج سيطرة الدولة ولها عناوين معروفة الأمر الذي يجعل الرؤية غير واضحة ومختلطة وهو ما لا يؤدي إلى حلول صحيحة للمشكلات والأزمات المطروحة في البلاد»، مؤكدا أن «مجرد الكلام بشأن عدم وجود ميليشيا أو أن السلاح يجب أن يحصر بيد الدولة لا يحقق الهدف المطلوب الذي تم التوافق عليه بناء على وثيقة الاتفاق السياسي، إذ إن هناك الكثير من المسائل إما لم تتحقق أو باتت تخضع للتسويف ولعل في المقدمة منها الحرس الوطني الذي في حال تم إقراره سوف نحقق التوازن المطلوب داخل المؤسسة العسكرية».
في سياق متصل، وبشأن الاتهامات التي وجهها العبادي لسياسيين في الأنبار ببث شائعات أدت إلى نزوح جماعي غير مسبوق من مدينة الرمادي، قال رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الكثير من القيادات المحلية والعشائرية في الأنبار بمن فيهم رئيس مجلس المحافظة فضلا عن قيادات وشخصيات هي التي تقف وراء موجة النزوح عبر تحريضهم الناس على الخروج واستخدام الجوامع لهذا الغرض بحجة أن الدواعش دخلوا المدينة الأمر الذي جعل المواطنين يفرون بأرواحهم تاركين كل شيء»، مبينا أن «واقع الحال يشير إلى أن تنظيم داعش كان بعيدا عن مركز المدينة بالإضافة إلى أن التعزيزات العسكرية كانت قد بدأت تصل إلى هناك لتعزيز القطعات العسكرية». وأوضح الهايس أن «معظم ممثلي الأنبار في الحكومة المحلية ومجلس النواب بعيدون عما يجري بسبب عدم وجودهم في المحافظة وبين الناس لا في بغداد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.