في خضم تأجيل المباريات، وصراع الهبوط، وحسم مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز تقريباً بحلول منتصف يناير (كانون الثاني)، كان ولفرهامبتون يسير بخطى ثابتة ويتقدم بهدوء في جدول الترتيب. وقبل فترة توقف المسابقة، سجل روبن نيفيس هدفاً متأخراً لصالح ولفرهامبتون ليقوده إلى الفوز 2 - 1 على مضيفه برنتفورد. وهز البرتغالي الدولي نيفيس الشباك في الدقيقة الـ78 بتسديدة من 20 متراً بعد تحرك جماعي رائع ليستعيد الفريق الزائر تفوقه بعدما عادل إيفان توني مهاجم برنتفورد النتيجة عقب تقدم الضيوف بهدف جواوموتينيو.
وفي المرحلة التي سبقت مواجهة برنتفورد، فاز ولفرهامبتون على ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد ليرفع سجله الخالي من الهزائم إلى خمس مباريات على التوالي، ويرتقي إلى المركز الثامن، ويصبح على بُعد أربع نقاط فقط من مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع، مع العلم بأن ولفرهامبتون له مباراة مؤجلة.
وعلى الرغم من أن نونو إسبريتو سانتو قد خاض موسماً أخيراً مخيباً للآمال مع ولفرهامبتون، وأنهى الموسم الماضي في المركز الثالث عشر في الدوري بعد ثلاث هزائم متتالية في نهاية الموسم، فإن تعيين برونو لاغ خلفاً له أصاب الكثيرين من مشجعي النادي بالإحباط، خاصة أن لاغ كان عاطلاً عن العمل لمدة عام بعد الفترة التي قضاها في بنفيكا، كما أن جماهير ولفرهامبتون كانت تشعر بالقلق بشأن افتقاره للخبرة في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه يعمل في مجال التدريب منذ 25 عاماً، لكن ذلك كان في الغالب على مستوى الشباب أو كمساعد للمدير الفني - كما كان عليه الحال مع كارلوس كارفالال في شيفيلد وينزداي وسوانزي سيتي.
ومع ذلك، كان ولفرهامبتون يثق كثيراً في لاغ، ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى علاقة النادي بوكيل الأعمال الشهير خورخي مينديز. ومن حسن حظ ولفرهامبتون، أن هذه الثقة كانت في محلها. لقد بدأ ولفرهامبتون الموسم بشكل بطيء، حيث خسر مبارياته الثلاث الأولى بنتيجة هدف مقابل لا شيء أمام كل من ليستر سيتي وتوتنهام ومانشستر يونايتد. صحيح أن ولفرهامبتون كان الأكثر تسديداً من المنافسين في جميع تلك المباريات الثلاث، لكن الفريق لم يتمكن من استغلال الفرص أمام المرمى ودفع ثمن ذلك غالياً.
وكان تسجيل الأهداف يمثل مشكلة كبيرة للفريق هذا الموسم. إنه لا يسدد كرات على المرمى بانتظام - فقط نوريتش سيتي (10.2 تسديدة لكل مباراة) كان الأقل تسديداً للكرات من ولفرهامبتون (10.3 تسديدة لكل مباراة) في الدوري؛ كما أن الثنائي المهدد بالهبوط نوريتش سيتي (10 أهداف) وبيرنلي (16 هدفاً) كانا الأقل تسجيلاً للأهداف من ولفرهامبتون (17 هدفاً)؛ وكان نوريتش سيتي هو الوحيد الأسوأ من ولفرهامبتون فيما يتعلق بتحويل الفرص إلى أهداف - سجل نوريتش سيتي من 4.2 في المائة من التسديدات على المرمى، مقارنة بـ7.8 في المائة لولفرهامبتون.
وكان الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد - قبل الفوز على برنتفورد - هو المرة الأولى التي يسجل فيها ولفرهامبتون ثلاثة أهداف في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب «مولينو» منذ الفوز على إيفرتون بثلاثية نظيفة في يوليو (تموز) 2020، أي قبل نحو 29 مباراة. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في الثلث الأخير من الملعب، خاصة عندما نعرف أن أكثر لاعبي الفريق تسجيلاً للأهداف هذا الموسم، هوانغ هي تشان وراؤول خيمينيز، لم يسجل كل منهما سوى أربعة أهداف فقط. ولم يسجل هوانغ أي هدف منذ ثماني مباريات على التوالي، في حين أنهى خيمينيز مؤخرا سلسلة الصيام عن التهديف بعد ست مباريات.
لكن ما ساعد ولفرهامبتون حقاً على تحقيق نتائج جيدة هو الدفاع الجيد، حيث تجد الفرق المنافسة صعوبة كبيرة للغاية في اختراق دفاعات ولفرهامبتون، الذي يعد ثاني أقوى خط دفاع في الدوري، حيث لم يستقبل سوى 16 هدفاً، خلف مانشستر سيتي الذي لم تهتز شباكه سوى 14 مرة. لقد تحسن خط دفاع ولفرهامبتون بشكل ملحوظ للغاية تحت قيادة لاغ. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن ولفرهامبتون استقبل 1.39 هدف في المباراة الواحدة الموسم الماضي، لكن هذا الرقم انخفض الآن إلى 0.75 هدف فقط. وعلاوة على ذلك، خرج ولفرهامبتون بشباك نظيفة ثماني مرات في النصف الأول من هذا الموسم – أقل بمباراتين فقط من مجموع المباريات التي خرج فيها بشباك نظيفة خلال الموسم الماضي بأكمله (10 مباريات).
وكان خوسيه سا، الذي لعب تحت قيادة لاغ في بنفيكا، إضافة رائعة؛ فحارس المرمى البرتغالي يمتلك أفضل معدل نجاح في التصدي (80 في المائة) في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لقد كان الحارس البالغ من العمر 29 عاماً حصناً منيعاً خلف خط الدفاع القوي، ونجح سريعاً في التفاهم مع المدافعين الثلاثة الذين يلعبون أمامه. وكما كان الحال مع نونو خلال معظم الفترة التي قضاها مع ولفرهامبتون، كان لاغ يعتمد على خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، وقد ساعده ثبات التشكيل على تكوين هذا الخط الدفاعي القوي. لقد بدأ كل من ماكس كيلمان وكونور كودي ورومان سايس معاً في أول 19 مباراة لهذا الموسم، قبل أن ينضم سايس إلى منتخب بلاده المغرب للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
وأمام خط الدفاع القوي، يلعب جواو موتينيو وروبين نيفيز اللذان يشكّلان شراكة قوية للغاية ويتمكنان من إفساد هجمات الفرق المنافسة ونقل الكرات إلى الظهرين والجناحين على طرفي الملعب. ويتقدم الجناحان بدورهما إلى الأمام لتقديم الواجبات الهجومية وفتح مساحات في دفاعات الفرق المنافسة، في ظل وجود خيار إضافي يتمثل في ليندير ديندونكير، الذي يلعب في بعض الأحيان بديلاً لنيفيس لإراحته، أو يشارك كلاعب ثالث في خط الوسط اعتماداً على قوة الفريق المنافس. إنها طريقة مشابهة لطريقة اللعب التي كانت تساعد الفريق على تقديم مستويات جيدة تحت قيادة نونو قبل أن يغير كثيراً في التشكيلة الأساسية للفريق في سنته الأخيرة في النادي.
لقد أصيب ولفرهامبتون بحالة من الركود تحت قيادة نونو، لكن لاغ أضاف دماء جديدة للفريق. لقد اعتمد على 20 لاعباً فقط هذا الموسم؛ وهو الأمر الذي قد يسبب مشكلة للفريق في وقت لاحق من الموسم بسبب الإرهاق واحتمال تعرض اللاعبين لمزيد من الإصابات، لكن القوة التي أضافها إلى الفريق بدأت تؤتي ثمارها حقاً. لقد عزز التعاقد مع الجناح البرتغالي الشاب تشكينيو هذا الأسبوع خياراته الهجومية بشكل أكبر، على الرغم من أن وصوله قد يكون سببا في رحيل أداما تراوري. ومع ذلك، فإن بيدرو نيتو - الهداف الأول للفريق الموسم الماضي - سيعود من الإصابة قريباً. لقد كانت هناك شكوك مفهومة حول تعيين لاغ على رأس القيادة الفنية للفريق الصيف الماضي، لكنه نجح في التغلب على المتشككين بسرعة. وفي حال التحلي بمزيد من الهدوء أمام المرمى، سيكون ولفرهامبتون قوة حقيقية في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الأشهر المقبلة.
برونو لاغ يرد على المشككين ويكافئ ولفرهامبتون على الثقة به
المدير الفني البرتغالي كان بديلاً غير متوقع لسانتو... لكنه يقود النادي في الاتجاه الصحيح
برونو لاغ يرد على المشككين ويكافئ ولفرهامبتون على الثقة به
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة