لبنان: مواجهة انتخابية حاسمة بين القوى المسيحية في منطقة المتن

تراجع متوقع لـ«التيار» واحتفاظ باقي الأحزاب بمقاعدها

TT

لبنان: مواجهة انتخابية حاسمة بين القوى المسيحية في منطقة المتن

مع إعلان حزب «القوات اللبنانية» مرشحيْه للانتخابات النيابية في منطقة المتن (شمال بيروت) أو ما يُعرف بدائرة جبل لبنان الثانية، ومع خروج حزب «الطاشناق» الأرمني ليُعلن تحالفه مع آل المر الذين لهم حضور كبير في المنطقة منذ عشرات السنوات، بدأت ملامح السباق الانتخابي تتضح في هذه الدائرة ذات الغالبية المسيحية، بحيث من المرجح أن تتخذ المعركة الانتخابية فيها طابع معركة «كسر عظم» بين الأحزاب المسيحية الرئيسية «التيار الوطني الحر»، و«القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية».
وحصدت لائحة «التيار» الذي تحالف مع «الطاشناق» في الانتخابات الماضية العدد الأكبر من المقاعد بحيث كسبوا 4 مقاعد نيابية مقابل 2 لـ«الكتائب»، ومقعد لـ«القوات» ومقعد للنائب الراحل ميشال المر.
ويبلغ عدد الناخبين في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن) 183740 ناخباً، اقترع منهم 92446 شخصاً عام 2018، وتتوزع المقاعد النيابية الثمانية المخصصة لهذه الدائرة بين 4 للموارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس.
وكان حزب «القوات» سباقاً قبل أيام بالإعلان عن ترشيحه الوزير السابق ملحم الرياشي عن المقعد الكاثوليكي ودعمه رازي الحاج عن المقعد الماروني، إلا أنه لم يكشف عن بقية الأسماء التي ستتضمنها لائحته، وردت مصادره ذلك لـ«الشرق الأوسط» بأنه في «مرحلة أولى يتم الإعلان عن المرشحين الحزبيين في كل المناطق على أن يلي ذلك الإعلان عن لوائح مكتملة بعد حسم تحالفاتنا».
ويعتبر خبراء انتخابيون أنه بخوض «القوات» معركتها بمرشح كاثوليكي، فهي تضعف حظوظ مرشح «التيار الوطني الحر» لهذا المقعد النائب إدي معلوف، ما يحتم على قيادة «التيار» إما التركيز على الفوز على المرشح «القواتي» عن هذا المقعد وصب العدد الأكبر من الأصوات العونية لصالح معلوف أو التخلي عنه سعياً لتحصيل مقعدين آخرين شبه محسومين (ماروني وأرثوذكسي).
وبحسب معلومات «الشرق الأوسط» فقد حُسم حتى الساعة تشكيل 5 لوائح على الأقل في الدائرة مع توجه لخوض «الكتائب» ومجموعات الحراك الشعبي الاستحقاق على لائحتين منفصلتين، إضافة للائحة لـ«التيار»، ولائحة لـ«القوات» ولائحة لتحالف المر - الطاشناق.
ويشير الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر إلى أن «التيار الوطني الحر» يسعى لتأمين حليف لتشكيل لائحته والمفاوضات ناشطة في هذا الخصوص مع الحزب «القومي» ما سيخوله تأمين حاصلين (اي مقعدين نيابيين)، أما «القوات» فلديه حاصل دون تحالفات ولكنه يسعى لتشكيل لائحة مكتملة مع مستقلين. ويعتبر مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تحالف المر - الطاشناق لديه حاصل واحد، أما حزب الكتائب فلا يزال لديه حضور جيد في الدائرة وهو قادر على تأمين حاصلين، وفي حال نجح بتشكيل لائحة موحدة مع قوى الحراك فهم قادرون على المنافسة على 3 أو حتى 4 مقاعد».
وتعلن مجموعة من المرشحين محسوبة على قوى المعارضة قريباً لائحة «متنيون مستقلون» من دون أن يتضح ما إذا كان سيكون هناك لوائح أخرى لقوى الحراك الشعبي.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.