مجموعة غرب أفريقيا ترسل قوة إلى غينيا بيساو بعد محاولة الانقلاب

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو (أ.ف.ب)
رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو (أ.ف.ب)
TT

مجموعة غرب أفريقيا ترسل قوة إلى غينيا بيساو بعد محاولة الانقلاب

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو (أ.ف.ب)
رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو (أ.ف.ب)

أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، أنها سترسل قوة لإرساء الاستقرار في غينيا بيساو، التي نجا رئيسها عمر سيسوكو إمبالو هذا الأسبوع من محاولة انقلاب أسفرت عن 11 قتيلاً.
ولا يحدد بيان «إيكواس» الذي نُشر مساء أمس (الخميس)، بعد قمة لقادة المجموعة في العاصمة الغانية أكرا، موعد نشر القوة ولا يتضمن معلومات عن عناصرها. ولم ترغب رئاسة غينيا بيساو في الإدلاء بتصريح، عندما تواصلت وكالة الصحافة الفرنسية معها، اليوم (الجمعة).
وجاء في البيان أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قررت بسبب «التطورات الأخيرة» في غينيا بيساو، «إرسال قوة دعم لإرساء الاستقرار في البلاد».
ونجا الرئيس إمبالو البالغ 49 عاماً والذي يحكم البلاد منذ 2020، الثلاثاء، من محاولة انقلاب. وهاجم مسلحون مقرّ الحكومة الذي يقع على طريق المطار، فيما كان الرئيس والوزراء يعقدون داخله جلسة حكومية استثنائية.
وخرج إمبالو سالماً من مقر الحكومة الذي شهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار مدى ساعات. وقُتل 11 شخصاً في الهجوم، بحسب الحكومة.
ولا تزال دوافع المهاجمين مجهولة. وفي تصريح للصحافيين قال الرئيس، الخميس، إنّ «هذا الفعل نفّذته مجموعة من قطاع الطرق كانت تريد الاستيلاء على الحكم بأمر من مجموعة أخرى مثلها». ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل، مشيراً إلى فتح تحقيق قضائي وتشكيل لجنة تحقيق.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1489431012056571904
وسبق أن نشرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قوة لإرساء الاستقرار والأمن في غينيا بيساو بعد انقلاب أبريل (نيسان) 2012، الذي أطاح برئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور، بين دورتَي الانتخابات الرئاسية التي كان الأخير الأوفر حظاً للفوز بها.
وكلفت هذه القوة التي تألّفت من أكثر من ألف عسكري وشرطي وعناصر درك من السنغال وتوغو وبوركينا فاسو ونيجيريا، حماية رؤساء المؤسسات العامة والمباني الحكومية. وقد غادرت البلاد في سبتمبر (أيلول) 2020 بنهاية تفويضها بعدما تمكنت من ضمان الاستقرار لثمانية أعوام.
وغينيا بيساو بلد صغير يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، يقع على الحدود مع السنغال وغينيا ومعتاد على الانقلابات السياسية. ومنذ استقلالها عن البرتغال في عام 1974 بعد حرب تحرير طويلة، شهدت البلاد أربعة انقلابات (آخرها عام 2012) ومحاولات انقلاب وشكلت فيها حكومات متعاقبة.



روسيا تسعى لطرح نفسها شريكاً لا غنى عنه لأفريقيا

وزير الخارجية الروسي وأعضاء الوفود يلتقطون صورة جماعية خلال «منتدى الشراكة الروسية - الأفريقية» في سوتشي الأحد (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي وأعضاء الوفود يلتقطون صورة جماعية خلال «منتدى الشراكة الروسية - الأفريقية» في سوتشي الأحد (أ.ف.ب)
TT

روسيا تسعى لطرح نفسها شريكاً لا غنى عنه لأفريقيا

وزير الخارجية الروسي وأعضاء الوفود يلتقطون صورة جماعية خلال «منتدى الشراكة الروسية - الأفريقية» في سوتشي الأحد (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي وأعضاء الوفود يلتقطون صورة جماعية خلال «منتدى الشراكة الروسية - الأفريقية» في سوتشي الأحد (أ.ف.ب)

سعت موسكو خلال مؤتمر وزاري روسي أفريقي عقد السبت والأحد في سوتشي (جنوب غرب) إلى فرض نفسها شريكاً لا غنى عنه للدول الأفريقية، واعدة بتقديم «دعم كامل» لها في «عالم متعدد الأقطاب» يروج له الكرملين بمواجهة الغرب.

وبعدما كانت موسكو خلال الحقبة السوفياتية لاعباً رئيسياً في أفريقيا، تعمل منذ سنوات على إعادة تعزيز نفوذها في دول القارة التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، في كلمة موجهة إلى كبار المسؤولين من نحو خمسين دولة أفريقية في سوتشي، أن «بلدنا سيواصل تقديم دعمه الكامل لأصدقائنا الأفارقة في مجالات مختلفة». وقال في الكلمة التي تلاها وزير الخارجية سيرغي لافروف إن هذا الدعم قد يكون على صعيد «التنمية المستدامة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والأمراض الوبائية، وحل المشاكل الغذائية أو تبعات الكوارث الطبيعية». وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في تعزيز «العلاقات الروسية الأفريقية بمجملها»، في ختام المؤتمر الذي عقد استكمالاً لقمتين بين موسكو والقارة استضافتهما روسيا في عامي 2019 و2023.

روسيا «ليست قوة استعمار»

وأكد لافروف أن كلاً من روسيا والدول الأفريقية يلمس «تقدماً على كل محاور» التعاون، «رغم العقبات المصطنعة» التي طرحها «الغرب الجماعي»، وهو التعبير الذي تستخدمه موسكو للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها. ويأتي «مؤتمر سوتشي» بعد قمة لدول «مجموعة بريكس» استضافتها مدينة قازان في جنوب غربي روسيا الشهر الماضي، سعى بوتين خلالها إلى إظهار فشل سياسة العزل والعقوبات التي يتبعها الغرب ضده. وتقوم استراتيجية روسيا لبسط نفوذها الإعلامي في أفريقيا، ولا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي، على التنديد بـ«الاستعمار الجديد»، داعية إلى «نظام عالمي أكثر عدلاً»، وهو خطاب يلقى استجابة لدى قسم من المسؤولين الأفارقة. وأكد وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب السبت على هامش المؤتمر أن «روسيا ليست قوة استعمارية»، و«لم تكن يوماً قوة استعمارية». وتابع: «بل على العكس، كانت بجانب الشعوب الأفريقية وشعوب أخرى في العالم لمساعدتها على الخروج من النظام الاستعماري». وفي المقابل، يتهم كثير من المسؤولين الغربيين موسكو بشن حرب إمبريالية في أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة.

معادن وأمن ومجال رقمي

وتنشط مجموعات مرتزقة روسية، مثل مجموعة «فاغنر»، أو مجموعة «أفريقيا كوربس» التي خلفتها، في أفريقيا دعماً للحكومات المحلية، فيما يعمل «مستشارون»، وفق موسكو، لمساعدة مسؤولين محليين. وينطبق ذلك بصورة خاصة في أفريقيا الوسطى ودول الساحل، حيث ترافق تنامي النفوذ الروسي مع تراجع النفوذ الفرنسي. وفي عام 2023، زوّدت روسيا أفريقيا أسلحة بقيمة تزيد على خمسة مليارات دولار، وفقاً لشركة «روسوبورون إكسبورت» الحكومية، لكنّ المسؤولين المجتمعين في سوتشي يعدون أن الدعم يجب أن يمضي أبعد من المسائل الأمنية. وقالت ماري تيريز شانتال نغاكونو مفوضة البنى التحتية في المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا: «يجب تطوير المجال الرقمي في وسط أفريقيا» بمواكبة روسية، حسبما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية». وتبدي مجموعات روسية كبرى اهتماماً خاصاً باستغلال المواد الأولية في أفريقيا، ولا سيما الألماس في أنغولا وزيمبابوي، والنفط في نيجيريا وغانا والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والبوكسيت في غينيا. وقال يانغ بييرو أوماتسايي مؤسس منظمة «جيت إيج نايشن بيلدرز» التي تعمل لتشجيع تقدم القارة الأفريقية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لدينا أكثر من 75 معدناً في أفريقيا، ولا يتم استغلالها بالطريقة المناسبة». وتابع السياسي النيجيري أنه «بفضل شراكة مع روسيا»، أحد كبار مصدري الغاز والنفط والألماس في العالم: «سنتمكن من استخدام هذه الموارد بصورة جيدة». لكن بكاري سامبي مدير معهد «تمبكتو» في السنغال رأى أن الشراكة مع روسيا على المدى البعيد تطرح تساؤلات، موضحاً: «هل ستولي روسيا أفريقيا الاهتمام ذاته إن انتهت الحرب في أوكرانيا؟»، وهل الشراكة مع أفريقيا تمثل «أولوية استراتيجية حقيقية» أم اهتماماً ظرفياً على ارتباط بصراعها مع الغرب؟