دراسة أميركية ترصد أسباب فقدان حاسة الشم للمصابين بـ«كوفيد ـ 19»

دراسة أميركية ترصد أسباب فقدان حاسة الشم للمصابين بـ«كوفيد ـ 19»
TT

دراسة أميركية ترصد أسباب فقدان حاسة الشم للمصابين بـ«كوفيد ـ 19»

دراسة أميركية ترصد أسباب فقدان حاسة الشم للمصابين بـ«كوفيد ـ 19»

يعد فقدان حاسة الشم والتذوق من أشهر أعراض الإصابة بـ«كوفيد – 19» السيئة. ووفقاً لتقارير علمية، فإن 1.6 مليون أميركي فقدوا هاتين الحاستين بسبب المرض. وتفترض دراسة أميركية حديثة بقيادة فريق من جامعة كولومبيا ومركز «لانغون هيلث» بجامعة نيويورك، أن السبب الرئيسي لتعطيل وظائف حاسة الشم، قد يتمثل في ردة فعل جهاز المناعة لدى الإنسان تجاه عدوى «كوفيد – 19».
وكانت الدراسات السابقة قد افترضت أن فيروس «كورونا» المستجد يتسبب في عدوى المستقبلات التي ترسل المعلومات حول الروائح إلى الدماغ. إلا أن بن تينأوفر الباحث بجامعة نيويورك المشارك في الدراسة قال: «لقد دققنا في تلك الفرضية، لكنها لم تثبت صحتها قط». وقد حلل تينأوفر مع زملائه، جثث المصابين بالفيروس. كما درس حالات الإصابة لدى القوارض للبحث عن سبب فقدان الحواس لديها.
ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة «سيل» (الخلية) العلمية، أن الفيروس يسبب العدوى في الخلايا الداعمة للخلايا العصبية الموجودة في جهاز الشم، وهي الخلايا المسماة الخلايا المعلقة أو الخلايا المعلاقية Sustentacular cells. وعندما تموت هذه الخلايا بسبب العدوى فإنها تعجل بإرسال كميات هائلة من الخلايا الالتهابية المعروفة باسم «سيتوكين»، التي «تقوم بضرب الخلايا العصبية الخاصة بجهاز الشم» وفقاً للباحث تينأوفر.
ويضيف الباحث الأميركي أن ما يؤدي إلى ضرب قابلية الشم لدى الإنسان هو الكميات الهائلة من تلك الإشارات لتحفيز عمل خلايا الـ«سيتوكين» أي حدوث «عاصفة السيتوكين». ويحتاج جسم غالبية المصابين من الناس - وكذلك القوارض - إلى ما يقارب فترة أسبوعين كي تنخفض حدة هذه «العاصفة» ويسترجع «حالته الأولية».
وذكر موقع «فاست كومباني» الأميركي أن تينأوفير، قال إنه شارك في دراسة أخرى أشار إلى أنها قبلت للنشر، بهدف البحث في مواقع الدماغ التي تعرضت لتلك التأثيرات. ووجد الباحثون أن نفس الالتهابات المؤثرة على جهاز الشم أثرت على أعماق الدماغ. وهذا ما يفسر المشاكل العصبية الناجمة عن الإصابة بالفيروس مثل: «ضباب الدماغ»، والصداع، والهذيان، ومشاكل النوم.
لكن الدراسة لا تفسر أسباب بقاء تلك الأعراض حتى بعد خلاص الجسم من الفيروس. ويقول تينأوفر إن «جهازنا العصبي مصمم لكي يتعلم وكي يتذكر»، إلا أن محاولة عودة الجسم إلى حالته الأولية وكذلك محاولة الدماغ للتكيف، تصطدم بحقيقة تذكرهما للسيل المتواصل المستمر من خلايا «عاصفة السيتوكين»... أي أن الالتهابات هي التي تقود إلى بقاء الأعراض، وليس الفيروس.
وهذا ما يدفع الأطباء للتفكير في كيفية معالجة «كوفيد طويل الأمد». ويقول تينأوفر: «هذا ما يفترض إمكانية علاج (كوفيد طويل الأمد) بأدوية خفيفة ربما من عقاقير الاسترويدات، لحث الدماغ على العودة إلى حالته الأولية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».