إسرائيل محرجة من طلب أوكرانيا مساعدتها عسكرياً

TT

إسرائيل محرجة من طلب أوكرانيا مساعدتها عسكرياً

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، أن حكومته تشعر بالحرج من طلب أوكرانيا منها المساعدة في مجال الدفاعات الجوية والسيبرانية، في إطار استعداداتها لمواجهة خطر هجوم روسي.
وقال لبيد، وفقاً لقناة التلفزيون الرسمي، «كان - 11»، إن إسرائيل لا تعتقد أنه سيكون هناك صراع عنيف قريباً بين أوكرانيا وروسيا، وتستبعد نشوب حرب تفتح الباب أمام خطر حرب عالمية. ومع ذلك فإن المواجهة الكلامية القائمة حالياً، وضعت إسرائيل في مأزق، حيث يوجد عدد كبير من السكان اليهود في كل من روسيا وأوكرانيا ويوجد عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين من أصول روسية وأوكرانية. وأضاف: «من واجبنا التصرف بحذر بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية التي لا تتحملها أي دولة أخرى». المعروف أن هناك علاقات متينة بين إسرائيل وروسيا. والعلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا تعززت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني فلاديمير زلنسكي، إسرائيل وأن يقوم بافتتاح ممثلية رسمية لبلاده في القدس. وهذا فضلاً عن الالتزامات الإسرائيلية للولايات المتحدة التي تتخذ موقفاً مناصراً لكييف بشكل حاد وصارم، وتنوي إرسال 3000 جندي أميركي إلى أوروبا، ووضع 2000 جندي آخرين في القواعد العسكرية الأميركية في ألمانيا، على أهبة الاستعداد. وكان وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، قد صرح بأن إسرائيل حليفة وإن أوكرانيا ترغب في الحصول على مساعدة في مجال الدفاع الجوي والسايبر، مضيفاً أنه في مجال السايبر الدفاعي هناك نقاشات بين البلدين. وأوضح كوليبا، أن بلاده مهتمة أيضاً بتعميق التعاون الدفاعي، سيما فيما يتعلق بالدفاع الجوي، مؤكداً ترحيبه بجهود إسرائيل للعب دور دبلوماسي بين أوكرانيا وروسيا. وحال إلقائه هذا التصريح، علق مسؤولون سياسيون وعسكريون في تل أبيب محذرين من تصرف يغضب الروس ويجعلهم ينتقمون من إسرائيل في الساحة السورية. ودعوا الحكومة إلى الامتناع عن أي تصرف من شأنه أن يحل مشكلة أوكرانيا على حساب العلاقات مع روسيا. وقالت مصادر دبلوماسية إن روسيا ألمحت لإسرائيل بأنها لن تمر مر الكرام على أي دعم عسكري لخصومها في كييف.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.