سنوات السينما

مونيكا فيتي
مونيكا فيتي
TT

سنوات السينما

مونيكا فيتي
مونيكا فيتي

‫مونيكا فيتي (1921 - 2022‬‬)
رحيل بطلة أفلام أنطونيوني

> قبل أن تضطلع مونيكا فيتي ببطولة أفلامها الأربعة تحت إدارة المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني بدءاً من «المغامرة» سنة 1960 وانتهاءَ بـ«صحراء حمراء» (1964) كانت خبرت بعض الحزن العميق في داخلها يناسب ملامح حزنها في أفلامه. ولدت باسم ماريا لويزا وعاشت طفولة غير سعيدة، كما كشفت ذات مرّة وإن لم تأتِ على التفاصيل. عندما بلغت الثامنة عشرة من العمر قرر والداها الهجرة إلى الولايات المتحدة وخططا لتصاحبهما إلى هناك، لكن مونيكا قررت البقاء في روما وتوجهت لدراسة التمثيل متخذة اسم والدتها قبل زواجها اسماً لعائلتها.
قبل التحاقها بمركبة أنطونيوني ظهرت في ثلاثة أفلام أولها كوميدي عنوانه «ضحك، ضحك، ضحك» لإدواردو أنطون ودورها كان من الصغر بحيث استغنى الإنتاج عن ذكره في مطلع الفيلم. في عام 1960 ظهرت في مسرحية أخرجها أنطونيوني وإعجابه بموهبتها قادها لبطولة أول فيلم بينهما وهو «المغامرة». حينها كانا على علاقة عاطفية في بيت واحد، رغم ذلك أخفى عنها تفاصيل فيلمه. لم يخبرها شيئاً يذكر عن دورها في فيلم يتولى تقديم حالة غامضة لامرأة وصلت، وأصحابها (ذكوراً وإناثاً) إلى جزيرة صقلية واختفت فيها. يبحث الجميع عنها ولا يجدونها، لكن البحث الأقسى بالنسبة إليها هو معرفة ماذا تفعل في هذا الدور وكيف.
عاملها أنطونيوني برقّة أكثر وبرعاية أفضل في فيلمه الثاني معها «الليل» (1963) لكنه جلب لمشاركتها البطولة النسائية الممثلة الفرنسية جين مورو والإيطالي مارشيللو ماستروياني بينما حفل فيلمه السابق بوجوه ليست ذات شهرة. فازت فيتي بجائزة ثمينة من قِبل جمعية النقاد الإيطاليين كأفضل ممثلة مساندة. وما إن انتهت منه حتى منحها المخرج دور البطولة في الفيلم الثالث بينهما «الخسوف» 1962 الذي مثّل إيطاليا في مهرجان «كان».
المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو كان عضو لجنة التحكيم وانتقد الفيلم بشدّة، لكن الآخرين (بينهم الروسي يولي رايزمان والإيطالي ماريو سولداتي والياباني تتسورو فوركاكي، رئيس لجنة التحكيم) عارضوه فخرج الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة.
قامت هذه الثلاثية على تصوير وضع الشخصيات الرئيسية في عالم اليوم (آنذاك) برغبة تجسيد حالها ومشاعرها بعدم الانتماء. «المغامرة» حول اختفاء امرأة شابة خلال رحلة إلى جزيرة صقلية. «الليل» (الأكثر جودة) عن يوم في حياة زوجين (مورو وماستروياني) يشهدان نهاية الحب بينهما. «الخسوف» عن امرأة لا تستطيع مواصلة حبّها مع الرجل الذي تعرّفت عليه (ألان ديلون) كونه غارق في الماديات وهي ذات توجه فني وثقافي.
فيلمها الرابع تحت إدارة أنطونيوني، «صحراء حمراء»، فيه امتداد لموضوع الغربة ولعبت فيتي فيه دور امرأة تشعر بالوحدة وتحاول الهروب إلى الأمام عبر علاقة مع أحد عمال مصنع زوجها.
لعبت مونيكا فيتي في نحو ستين فيلماً آخرين وبعضها تحت إدارة مخرجين معروفين أو مشهود لهم بتاريخ حافل من الأعمال ذات التميّز. هي في «مودستي بلايز» لجوزيف لوزاي (1966) و«الفتاة بمسدس» لماريو مونيشيللي (1968) وفي فيلم المجري ميكلوش يانشكو «المسالم» (1970) و«شبح الحرية» للوي بونييل (1974) وتحت إدارة الأميركي مايكل ريتشي في «تقريباً علاقة مُثالية».
في 1983 كتبت وأخرجت عملاً تلفزيونياً بعنوان La Fuggi Diva وفي سنة 1990 أخرجت فيلمها السينمائي الوحيد «فضيحة سريّة»، الذي لعبت بطولته. هذا كان آخر إطلالة لها إذ قررت الاعتزال بعده.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».