علاج محتمل لإدمان الكحول أثبت كفاءة مع القرود

TT

علاج محتمل لإدمان الكحول أثبت كفاءة مع القرود

طوّر العلماء علاجاً محتملاً يمكن أن يقلل من إدمان الكحول، وأثبتوا فعاليته في قرود «الفرفت»، مما قد يوفر حلاً للبشر الذين يعانون من مشاكل إدمان الكحول.
وتعتبر قرود «الفرفت» من الأنواع الرئيسية للباحثين بسبب العديد من الخصائص المتشابهة مع البشر، بما في ذلك تفضيل الكحول، حتى أنه من المعروف أنها تسرق المشروبات من العملاء في الحانات.
وكشف بحث جديد لفريق بحثي من جامعتي أيوا الأميركية وكوبنهاغن بالدنمارك، أن نظيراً لهرمون يوفره الكبد يسمى «عامل نمو الخلايا الليفية 21» أو ما يعرف اختصاراً بـ(FGF21)، يمكن أن يثبط الميل إلى الكحول بنجاح في قرود الفرفت.
وبدأت الثدييات في تناول الكحول من الفاكهة المخمرة، قبل وقت طويل من تطوير البشر لطرق إنتاج الكحول من التقطير، وبالنظر إلى أن الاستهلاك المفرط للكحول يؤثر سلباً على الصحة والبقاء، فليس من المستغرب أن العديد من الأنظمة الفسيولوجية قد تطورت لاستشعار وتنظيم استهلاك الكحول في الثدييات، ولذلك قام الباحثون بتطوير طريقة علاجية جديدة لاستهداف المسارات العصبية التي تساهم في كيفية تنظيم الثدييات لاستهلاكها للكحول. ويتألف مجتمع قرود «الفرفت» من عازفين عن الكحول، وشاربو الكحول المعتدلين، ومجموعة من الذين يشربونه بكثافة.
وذكر الباحثون في دراستهم المنشورة أول من أمس في دورية «سيل ميتابوليوم»، أن المجموعة التي لديها ميل فطري للكحول سيشربون منه حتى الثمالة إن أمكن، وبالتالي يقدمون نموذجاً للأبحاث قبل السريرية لشرب الكحول، وقد يعكس ذلك بشكل أكبر جوانب الشرب الضار للبشر.
وخلال تجارب الدراسة تم منح عشرين من قرود الفرفت من الذكور التي لديها التفضيل الفطري للكحول حق الوصول إليه لمدة أربع ساعات في اليوم لمدة أربعة أيام، لتحديد سلوك الشرب الأساسي لديهم.
وبعد أن تم تأسيس ذلك، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، واحدة تلقت علاجاً وهمياً، والأخرى التي تلقت العلاج التناظري الجديد (FGF21)، ووجدوا أن القردة التي تلقت العلاج شربت 50 في المائة أقل مما كانت عليه في الأساس، مما يشير إلى أنها تستطيع «قمع استهلاك الكحول بشدة».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».