{الخارجية} الفلسطينية: إسرائيل تتحدى تقرير «العفو الدولية»

المستشار القضائي يشرعن «إفيتار» إلى مستوطنة قرب نابلس

مستوطنون يصلُّون في بؤرة «إفيتار» في الضفة الغربية يونيو الماضي (أ.ب)
مستوطنون يصلُّون في بؤرة «إفيتار» في الضفة الغربية يونيو الماضي (أ.ب)
TT

{الخارجية} الفلسطينية: إسرائيل تتحدى تقرير «العفو الدولية»

مستوطنون يصلُّون في بؤرة «إفيتار» في الضفة الغربية يونيو الماضي (أ.ب)
مستوطنون يصلُّون في بؤرة «إفيتار» في الضفة الغربية يونيو الماضي (أ.ب)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، أفيحاي مندلبليت، صادق في آخر قرار اتخذه بعد 6 سنوات في المنصب، على إقامة البؤرة الاستيطانية العشوائية «إفيتار»، على جبل صبيح في بلدات بيتا وقبلان ويتما، جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القناة السابعة الإسرائيلية، إن مصادقة مندلبليت جاءت بعد عمل شاق قام به رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، ووزير دفاعه بيني غانتس، ووزيرة الداخلية إيليت شاكيد، الذين دفعوا من أجل تحويل البؤرة الاستيطانية إلى مستوطنة. ويسكن في البؤرة الاستيطانية الآن حوالي 50 عائلة، أقاموا مدرسة دينية (ييشيفاه) وكنيساً.
ويفترض أن تعلن إسرائيل الآن أن الأراضي التي ستقام عليها المستوطنة هي أراضي دولة، وستكون هناك مهلة 45 يوماً لتقديم أي استئناف على ذلك. وكانت «الإدارة المدنية» التابعة للجيش الإسرائيلي، قد قالت قبل أشهر قليلة، إنها أجرت مسحاً للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية، وأن 60 دونماً من هذه الأراضي هي «أراضي دولة» وبالإمكان الاستيطان فيها.
وتحول الجبل إلى مكان مواجهات شرسة مع الفلسطينيين الذي هبوا للدفاع عن أراضيهم في وجه الاستيطان هناك. وخلَّفت هذه المواجهات عديداً من القتلى والجرحى.
واتُّخذ قرار إقامة المستوطنة على الرغم من معارضة أحزاب في الائتلاف، بما في ذلك وزير الخارجية يائير لبيد. وحذر عضو «الكنيست» موسي راز، من حزب «ميرتس» الشريك في الائتلاف، من أن مصادقة الحكومة على إقامة مستوطنة مكان البؤرة الاستيطانية «إفيتار»، يشكل «خرقاً للاتفاق الائتلافي، واستسلام مطلق لعنف المستوطنين».
وعقَّبت حركة «نكسر الصمت» المناهضة للاحتلال، بالقول إن «السرقة ومخالفة القانون في إسرائيل مجديان. وهذا بالضبط ما أثبته اتفاق الاستسلام المخزي لمجموعة من المجرمين الآيديولوجيين الذين لم يحصلوا على مدرسة دينية ومستوطنة فقط، وإنما سيجرون جنوداً من أجل حراستهم أيضاً. القرار مناقض للاتفاق الائتلافي، ونطالب الوزراء المعارضين لهذه الخطوة، بأن يرفعوا صوتهم لوقف الصفقة».
ونُشر الخبر عن المستوطنة في إسرائيل، بعد ساعات من تقرير لمنظمة العفو الدولية (آمنستي)، اتهم إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم فصل عنصري». وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول فرض أمر واقع بشرعنة البؤر الاستيطانية، رداً على تقرير منظمة العفو الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم فصل عنصري.
وأضاف دغلس: «هذه المخططات لن تمر في ظل وجود أناس يدافعون عن حقهم في الأراضي التي استُشهد من أجلها 9 شهداء خلال الثمانية شهور الماضية، وأصيب نحو 500 بالرصاص، والآلاف بالرصاص المطاطي والكسور والاختناق».
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن دولة الاحتلال تتحدى تقرير «أمنستي» بمزيد من قرارات الاستيطان. وقالت الخارجية في بيان صحافي، بأن القرار «يفسر الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم وعناصرهم الإرهابية، ضد بلدة بيتا، والقرى المجاورة، وفي منطقة جنوب نابلس برمتها». وتابعت: «هذا في وقت تتواصل فيه هجمات واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين ضد المواطنين، وفي وقت يضرب فيه الاستيطان في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة».
الهجمات التي أشارت إليها الخارجية استمرت أمس؛ إذ اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى في القدس، وقبر يوسف في نابلس، في يوم شهد عمليات اقتحام واسعة في الضفة، وهدم منازل في القدس.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، برفقة حاخامات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين على مدار الأسبوع، على فترتين: صباحية ومسائية، في محاولة يقول الفلسطينيون إنها تهدف لتغيير الأمر الواقع في الأقصى، وتقسيمه زمانيّاً ومكانياً. وجاء اقتحام الأقصى بعد ساعات من اقتحام آلاف المستوطنين لقبر يوسف في نابلس.
وحضر المستوطنون إلى القبر الذي يُعد بؤرة توتر دائمة، وصلُّوا لساعات هناك تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي انتشرت بشكل مكثف في محيط القبر، قبل أن تندلع مواجهات في المكان مع شبان غاضبين.
وقالت الإذاعة العبرية إن ما يقارب 3000 مستوطن وصلوا منطقة قبر يوسف في نابلس، بمشاركة رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان، وأعضاء «الكنيست»: سمحا روتمان، وإيتمار بن غفير، وموشيه أبوتبول، وجرت في المكان طقوس ورقصات تخللها تلويح بالإعلام الإسرائيلية.
وتزامنت هجمات المستوطنين مع اعتقالات وعمليات هدم. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، 13 مواطناً من مناطق متفرقة بالضفة والقدس، بينما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشأة صناعية في بلدة عناتا، شمال شرقي القدس المحتلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.