طالب محامو «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» الأجهزة والسلطات الأمنية والقضائية، بإعلان ما توصلت إليه التحقيقات، لكشف قاتل الباحث والناشط السياسي لقمان سليم «الذي بنظرنا هو (حزب الله)»، حسبما أعلنوا أمس سائلين: «هل الدولة تخاف الحقيقة أم تخاف (حزب الله)»؟
وفي مؤتمر صحافي عقده المحامون أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال لقمان سليم، قالوا: «نحن هنا، تضامناً مع العائلة، وتضامناً مع جميع اللبنانيين الأحرار الذين ينتصرون للصوت بمواجهة كاتم الصوت الذي أفرغ رصاصات حقده بجسد رفيقنا وصديقنا لقمان سليم، الذي نحيي اليوم ذكرى اغتياله السنوية الأولى»؛ معلنين: «بصفاتنا القانونية ومن نمثل، وضع إمكاناتنا البشرية واللوجستية بتصرف كل المنتصرين لحرية لبنان وسيادته، وطناً وشعباً، بمواجهة الاحتلال الإيراني».
وأضافوا في بيانهم: «نطالب الأجهزة والسلطات الأمنية والقضائية، بإعلان ما توصلت إليه التحقيقات لكشف القاتل الذي بنظرنا هو (حزب الله). فالشهيد الرفيق لقمان سليم اغتيل في منطقة نفوذ (حزب الله)، وبالتالي فإما هو القاتل، أو فليتقدم بما لديه لكشف القتلة. ولا يتذرعن أحد بقضايا تكنولوجية وغيرها من الشائعات، لحرف القضية عن مسارها القانوني والحقوقي والقضائي».
وأشاروا إلى أن «ما يحب أن يعرفه الجميع هو أن الصمت يشجع جرائم القتل السياسي التي يفيض بها تاريخ لبنان الحديث. والمطلوب من الجميع الالتفاف حول هذه القضية لإحقاق الحق والعدالة. وحتى الآن، هناك من يحاول استخدام الخوف كأداة سياسية خطيرة. فنحن نختار الأمل على الخوف في كل مرة». وأكدوا أن «قضية الشهيد لقمان سليم قضية وطنية، وليست قضية فرد أو عائلة، لذا فإن السؤال: هل الدولة تخاف الحقيقة أم تخاف (حزب الله)؟». وشددوا على استقلالية القضاء وعدم توظيفه في السياسة، مطالبين «بأعلى مستويات الشفافية في عملية التحقيق، صوناً للديمقراطية وحرية الرأي، وحماية لأسلوب عيشنا المشترك والمتنوع الذي نتمسك به بمواجهة السلاح غير الشرعي».
وكان قد عثر على سليم (58 عاماً) مقتولاً برصاصات عدة داخل سيارته في جنوب لبنان، في المنطقة التي تُعد من أبرز معاقل «حزب الله». وأثار اغتياله صدمة في لبنان وموجة استنكارات، وندَّدت به الأمم المتحدة ودول غربية عدة شارك سفراؤها في مشهد نادر في مراسم تأبين أقيمت في دارته في حارة حريك، بعد أسبوع من مقتله.
وعُرف سليم بمواقفه المعارضة لـ«حزب الله». وفي كثير من مداخلاته التلفزيونية قبل اغتياله، اعتبر أن «حزب الله» يأخذ لبنان رهينة لإيران، وتحدَّث في إحدى آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت، قبل انفجارها في 4 أغسطس (آب) 2020. وحتى اليوم، لم تتبلغ عائلته أي جديد عن مسار التحقيق، ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر قضائي قوله، إن التحقيق ما زال في «طور جمع المعلومات»؛ مشيراً إلى أن «القضاء سطَّر استنابات إلى الأجهزة الأمنية لإجراء تحقيقات أولية وجمع أدلة، وتسلَّم أجوبة عن بعضها؛ لكنها لم تقدِّم المعلومات المطلوبة، ولم يتمكن من الإمساك بخيط مهم حتى الآن».
محامون يطالبون السلطة بكشف قاتل لقمان سليم: هل تخافون الحقيقة أم «حزب الله»؟
محامون يطالبون السلطة بكشف قاتل لقمان سليم: هل تخافون الحقيقة أم «حزب الله»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة