«أرض الصومال» تمنح واشنطن خدمات لوجيستية لمواجهة الصين

TT

«أرض الصومال» تمنح واشنطن خدمات لوجيستية لمواجهة الصين

مع تصاعد التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، في القارة الأفريقية، بدا أن اللاعبين المحليين، يسعون إلى استغلاله، لغايات تتراوح بين الحصول على مساعدات مباشرة، أو تحقيق مكاسب سياسية. وفي تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، ذكر أن دولة أرض الصومال، أو ما تعرف بـ«صومالي لاند»، غير المعترف بها دولياً، ستعرض على الولايات المتحدة، الاستخدام العسكري لميناء بحري ومطار جوي، يطلان على الممرات البحرية الاستراتيجية، مقابل الحصول على اعتراف بها كدولة مستقلة. وأضاف التقرير، أن رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي، سيقوم في شهر مارس (آذار) المقبل بزيارة إلى واشنطن، حيث يتوقع أن يعرض على المسؤولين الأميركيين استخدام هذين المرفقين؛ على أمل الاستفادة من القلق الأميركي المتزايد بشأن التوسع الصيني في القارة الأفريقية. كما يتوقع أن «يستكشف الاهتمام الأميركي باستخدام المرافق في مدينة بربرة، التي تطل على خليج عدن، وعلى الممر الرئيسي (مضيق باب المندب) بين المحيط الهندي وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط». وبحسب حكومة أرض الصومال، تمتلك شركة «موانئ دبي العالمية»، 65 في المائة من الميناء، بينما تحتفظ أرض الصومال بنسبة 35 في المائة. وقال وزير خارجية أرض الصومال، عيسى كيد، إن «الرئيس سيرحب بالتأكيد بوجود الولايات المتحدة وحماية الممرات المائية»، مؤكداً أنه «يجب على أميركا الرد بشكل عاجل للغاية». وتصاعد الجدل أخيراً حول مستقبل أرض الصومال، في ظل ارتفاع وتيرة التنافس الأميركي - الصيني على القارة الأفريقية، وسعي كل منهما للحصول على مناطق نفوذ فيها. وعلى مدى عقود، تسعى أرض الصومال، المستعمرة البريطانية السابقة في شمال الصومال، لتجديد حصولها على اعتراف دولي بها كدولة مستقلة. وبعدما نالت أرض الصومال استقلالها عن بريطانيا عام 1960، قبل أيام قليلة من حصول الصومال، التي كانت آنذاك منطقة خاضعة لإيطاليا، وحصلت على سيادتها الخاصة، اعترفت عشرات الدول بها كدولة مستقلة، قبل أن تدخل في اتحاد مع الصومال. غير أن هذا الاتحاد انهار في أواخر الثمانينات، عندما واجه الرئيس الصومالي القوي حينها، محمد سياد بري، انتفاضة كبيرة، وقام جيشه بقصف مدينة هرجيسا، عاصمة أرض الصومال، حيث قتل عشرات الآلاف من سكانها. وفي عام 1991، أعلنت أرض الصومال استقلالها، وأصدرت عملتها الخاصة أنشأت جيشها الخاص. لكن مقديشو التي تواجه محاولات انفصالية في ولايات عدة، رفضت جهود أرض الصومال لضمان الاعتراف بها كدولة ذات سيادة. ويذكر التقرير أن «هناك خيبة أمل متزايدة في واشنطن من الحكومة الوطنية الصومالية المدعومة من الولايات المتحدة في مقديشو، والتي أخرت الانتخابات، وغرقت في نزاع سياسي». ويشير إلى أنه «على الرغم من عقدين من المساعدة العسكرية الأميركية، فشلت في سحق (حركة الشباب)، أحد فروع تنظيم (القاعدة)، التي تواصل مهاجمة المصالح الأميركية في أفريقيا وأماكن أخرى».
وفي عام 2017، افتتحت الصين أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، المجاورة لأرض الصومال، على مضيق باب المندب. وتقع القاعدة، التي يقول مسؤولون أميركيون، إنها كبيرة بما يكفي لرسو حاملة طائرات وغواصات نووية، على بعد ستة أميال فقط من أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا، في «كامب ليمونير»، التي تضم 4500 جندي أميركي. وقال السيناتور الجمهوري البارز جيم ريش عضو لجنة العلاقات الخارجية «إن استمرار عدم الاستقرار في القرن الأفريقي، والمنافسة العالمية المتزايدة على الموارد، يزيدان من أهمية عملنا مع شركاء متشابهين في التفكير بالمنطقة، مثل أرض الصومال، الملتزمة بالسلام والديمقراطية والازدهار»، على حد تعبيره. وتتمسك إدارة بايدن بموقف أميركي مبدئي يدعو إلى الحفاظ على الوضع القائم في الصومال، الذي تمزقه الانقسامات القبلية والإقليمية، كما هو. كما تحجم العديد من الحكومات الأفريقية عن القيام بأي خطوات تجاه أرض الصومال؛ خوفاً من الحركات الانفصالية في بلدانهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.