قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط اليوم الأربعاء، إن القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر «لن تكون في نهاية شهر مارس (آذار) المقبل كما ينصّ ميثاق الجامعة».
وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع «المملكة» الأردنية الرسمية خلال زيارته إلى عمّان، أن «ظروف جائحة كورونا والوضع العربي العام أرجأ انعقاد موعد القمة، والجزائر طلبت مزيدا من المشاورات من وزراء الخارجية العرب للاتفاق على موعد جديد للقمة».
وتابع أن اجتماعا سيعقد في 9 مارس المقبل للتوافق على الموعد الجديد للقمة المقرر عقدها في الجزائر.
وفي ردّه على حضور سوريا قمة جامعة الدول العربية، أوضح أبو الغيط «حتى هذه اللحظة لا يبدو الأمر كذلك، ولكن من هنا وحتى انعقاد الأمر وإذا وقع تشاور على منهج محدد وجرى التوافق على التحدث إلى الحُكم في سوريا، وتجاوب الحُكم في سوريا مع المواقف العربية المطروحة فعندئذ أتصور لن يكون ما يمنع من عودتها».
وأكد أن «عودة سوريا لحضور القمة العربية «مرهون بإطار توافقي بين 21 دولة تمثل المجموعة العربية من ناحية، وسوريا من ناحية أخرى».
ونفى مصدر في جامعة الدول العربية ما نُسب إلى أبو الغيط بأنه سيتم عقد اجتماع وزاري عربي الشهر المقبل لبحث إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
https://twitter.com/AlMamlakaTV/status/1488904201753305092
وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، تعليق عضوية سوريا، مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري بـ«عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام».
ويدور جدل حالياً بشأن عودة سوريا، إثر الانتصارات العسكرية للجيش السوري الذي استطاع استعادة مناطق كبيرة من المسلحين والمعارضين، بدعم من حليفيه الروسي والإيراني. وهناك انقسام بين الدول العربية في هذا الشأن.
وفي يناير (كانون الثاني) 2019، قال وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، إن «المكان الطبيعي» لسوريا هو داخل جامعة الدول العربية. ودعا العراق ولبنان إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، كما أعادت الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) 2018 فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.
وحافظ الأردن على علاقاته الدبلوماسية مع سوريا، وأعاد فتح الحدود بين البلدين. وقال الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، في نهاية يناير 2019، إنه «لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية».
وبحث أبو الغيط ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم، في عَمان «جهود إيجاد حلول للأزمات في سوريا واليمن وليبيا، ودعم العراق ولبنان»؛ حسبما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية. كما تم خلال اللقاء بحث «سبل تفعيل آليات العمل العربي المشترك»؛ حيث أكد أبو الغيط والصفدي «ضرورة تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل الدور العربي الجماعي، في جهود حل الأزمات لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله أبو الغيط «ضرورة تنسيق وتوحيد مواقف الدول العربية لمواجهة مختلف التحديات»؛ مشيراً إلى «أهمية دور جامعة الدول العربية في هذا الخصوص».
ومن جانب آخر، أكد أبو الغيط لقناة «المملكة» أنه «لم يحدد (بعد) موعد القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر». وتقرر إرجاء القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة، والتي كان مقرراً انعقادها في 22 مارس بالجزائر، بسبب وباء «كوفيد-19»، وهو التأجيل للعام الثالث على التوالي.
وعقدت القمة السنوية الأخيرة لجامعة الدول العربية على مستوى القادة في مارس 2019 في تونس، وتم إلغاء نسختي 2020 و2021 بسبب «كوفيد-19».