التردد بشأن لقاح «كورونا» قد يكون مرتبطاً بـ«الصدمات النفسية في الطفولة»

كلما زاد عدد الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة زاد احتمال عدم التزامهم بقواعد التصدي للفيروس (رويترز)
كلما زاد عدد الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة زاد احتمال عدم التزامهم بقواعد التصدي للفيروس (رويترز)
TT

التردد بشأن لقاح «كورونا» قد يكون مرتبطاً بـ«الصدمات النفسية في الطفولة»

كلما زاد عدد الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة زاد احتمال عدم التزامهم بقواعد التصدي للفيروس (رويترز)
كلما زاد عدد الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة زاد احتمال عدم التزامهم بقواعد التصدي للفيروس (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن رفض أو عدم الرغبة في الحصول على لقاح «كورونا» قد يكون مرتبطاً بأحداث صادمة في الطفولة، مثل انفصال الوالدين أو الإهمال أو التعرض لاعتداء جسدي أو لفظي أو جنسي.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وجد الباحثون أيضاً أن أولئك الذين عانوا من صدمة نفسية في مرحلة الطفولة هم أيضاً أقل عرضة للثقة في معلومات الهيئات الصحية الرسمية الخاصة شأن بفيروس كورونا، أو اتباع القواعد والقيود المفروضة للتصدي للوباء أو ارتداء الكمامات.

وأجريت الدراسة على 2285 شخصاً تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر يعيشون في مدينة ويلز البريطانية.
وتم سؤال المشاركين بشأن 9 تجارب سلبية وعما إذا كانوا قد تعرضوا إليها في طفولتهم. ومن بين هذه التجارب الاعتداء الجسدي واللفظي والجنسي، وانفصال الوالدين، والتعرض للعنف المنزلي، والعيش مع أحد أفراد الأسرة المصابين بمرض عقلي، وشرب الكحول أو تعاطي المخدرات، ووجود أحد أفراد الأسرة في السجن.

ووجد الباحثون أن نصف من شاركوا في الدراسة لم يتعرضوا لأي صدمة في مرحلة الطفولة، في حين أن واحداً من كل خمسة عانى من صدمة واحدة، ونحو واحد من كل ستة أبلغ عن اثنين أو ثلاثة صدمات، وواحد من كل عشرة أبلغ عن أربعة أو أكثر.
وأظهرت النتائج أنه كلما زاد عدد الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة، زاد احتمال عدم ثقتهم بمعلومات هيئات الصحة العامة بشأن الوباء، وعدم التزامهم بقواعد التصدي للفيروس.
ووفقاً للدراسة، كان الأشخاص الذين تعرضوا لأربع صدمات أو أكثر خلال الطفولة أكثر عرضة لخرق قواعد «كورونا» بمقدار الضعف وأكثر تردداً بشأن تلقي اللقاح بمقدار ثلاثة أضعاف.

وبعد ذلك، تحدث الباحثون مع المشاركين بشأن مدى ثقتهم في المعلومات الصادرة عن مؤسسات وهيئات الصحة العامة بشأن وباء «كورونا»، وما إذا كانوا مقتنعين بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ودعوات تلقي اللقاح.
ولم تستطع هذه الدراسة، التي كانت قائمة على الملاحظة، من تحديد السبب في هذا الارتباط بين الصدمات الطفولية والتردد بشأن اللقاح.
وتم تمويل الدراسة من قبل هيئة الصحة العامة في ويلز، وقد نشرت في مجلة BMJ Open.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.