السعودية تدعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT
20

السعودية تدعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

أكدت السعودية، اليوم (الثلاثاء)، على دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وذلك خلال تناول جلسة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ما صدر عن اجتماع اللجنة الخماسية بشأن اليمن الذي ضم ممثلين رفيعي المستوى عن حكومات: السعودية، وسلطنة عُمان، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية؛ من إدانة للاعتداءات المتكررة التي تشنها الميليشيا الحوثية على المدنيين في اليمن، وهجماتها الإرهابية على السعودية والإمارات.
وخلال الجلسة المنعقدة اليوم في قصر اليمامة بالرياض، تطرق المجلس إلى ما توليه السعودية من الحرص على تعزيز العلاقات المشتركة، ومد جسور التواصل مع جميع دول العالم، مُرحباً في هذا الصدد بنتائج زيارة رئيس الوزراء وزير الدفاع في تايلاند إلى المملكة، ومباحثاته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما تم خلالها من الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة، والخطوات التي من شأنها الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات.

واستعرض مجلس الوزراء السعودي مخرجات الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عُقد بدولة الكويت، الرامية لتعزيز العمل الجماعي بين الدول الأعضاء، بما يحقق المصالح والمنافع المشتركة، وتطوير آليات التعاون والتنسيق لترسيخ التنمية والازدهار في المنطقة، ودعم جميع السبل والجهود لإرساء دعائم السلم والأمن الدوليين.
كما نوَّه مجلس الوزراء، في بداية الجلسة، بما يمثله اعتماد 22 فبراير (شباط) من كل عام، يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، من الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد أزمان من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وبما تحقق للبلاد في العصر الحالي من نهضة وتنمية شاملة وبناء للإنسان؛ حاضراً ومستقبلاً، ومكانة عالمية بين الأمم.
واطَّلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.
ومن جملة القرارات التي تم اتخاذها في الجلسة المنعقدة اليوم، فوَّض مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية -أو من ينيبه- للتباحث مع الجانب السلوفيني في شأن تعديل اتفاقية عامة للتعاون بين السعودية وسلوفينيا، وإعادة توقيعها، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما فوض المجلس وزير الاتصالات وتقنية المعلومات -أو من ينيبه- للتباحث مع الجانب السنغافوري في شأن مشروع مذكرة تعاون بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية ووزارة الاتصالات والمعلومات في سنغافورة، في مجالات الاقتصاد الرقمي، والتقنيات الناشئة، والحكومة الرقمية، والتوقيع عليها، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

وفوض المجلس وزير الصناعة والثروة المعدنية -أو من ينيبه- للتباحث مع الجانب الجنوب أفريقي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية ووزارة الموارد المعدنية في جنوب أفريقيا، للتعاون في مجال الثروة المعدنية، والتوقيع عليها، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما فوض وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب العُماني في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين حكومة السعودية وحكومة سلطنة عُمان في مجال النقل البحري، والتوقيع عليها، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق مجلس الوزراء على مذكرة تعاون بين دارة الملك عبد العزيز في السعودية، ومؤسسة أرشيف المغرب في المغرب.

وجرى تفويض رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية -أو من ينيبه- للتوقيع على مشروع مذكرة تعاون في مجال الملكية الفكرية بين الهيئة السعودية للملكية الفكرية، والإدارة الفيدرالية للملكية الفكرية في روسيا، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
واعتمد المجلس تمكين وزارة السياحة من ضبط المخالفات في لائحة الجزاءات، عن المخالفات البلدية ذات الصلة باختصاصاتها.
كما اعتمد مجلس الوزراء السعودي الحسابين الختاميين لصندوق التنمية العقارية، والهيئة العامة للصناعات العسكرية، لعامين ماليين سابقين.



جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
TT
20

جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)

عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا مباحثات إيجابية في مدينة جدة، غرب السعودية، تمحورت حول ترميم العلاقات الثنائية ومناقشة مقترحات عملية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع روسيا.

وعقدت المحادثات بين وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا بفندق الريتز كارلتون، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان.

في حين مثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات: وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني: مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

ووفقاً لمصادر مطلعة، سادت أجواء إيجابية خلال المناقشات بين الجانبين، التي استمرت لأكثر من 6 ساعات، تخللتها فترات استراحة. وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، الذي يقود وفد بلاده، إن المباحثات اتسمت ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)

وقال يرماك، في منشور عبر «تلغرام» مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بنّاء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد 3 أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي هذه المحادثات في وقت يكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب التي بدأت بالغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها وتبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، التي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة في البيت الأبيض بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.

وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية، عباس داهوك، إن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».

وأوضح داهوك، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر». على حد تعبيره.

وأضاف: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن».

ولفت المستشار العسكري إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو».