«استئصال الجلطات الدموية الصغيرة»... وسيلة جديدة لمكافحة «كورونا طويل الأمد»

مريض بـ«كورونا» في مستشفى أميركي (أ.ف.ب)
مريض بـ«كورونا» في مستشفى أميركي (أ.ف.ب)
TT

«استئصال الجلطات الدموية الصغيرة»... وسيلة جديدة لمكافحة «كورونا طويل الأمد»

مريض بـ«كورونا» في مستشفى أميركي (أ.ف.ب)
مريض بـ«كورونا» في مستشفى أميركي (أ.ف.ب)

توصلت مجموعة من العلماء إلى وسيلة جديدة يمكنها التصدي لأعراض فيروس كورونا طويلة الأمد، التي تستمر مع المرضى لأشهر عدة بعد تعافيهم من عدوى الفيروس.
وهذه الوسيلة الجديدة هي استئصال جلطات دموية صغيرة جداً في الدم تتسبب في هذه المشكلة الصحية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقال العلماء التابعون لجامعة «ستيلينبوش» بجنوب أفريقيا إن بعض أعراض «كورونا طويل الأمد» قد تكون ناجمة عن وجود جلطات دقيقة تحتوي على جزيئات التهابية في دماء الأشخاص بعد أسابيع من التخلص من العدوى الأولية.
وقالت ريسيا بريتوريوس، أستاذة علم وظائف الأعضاء بجامعة «ستيلينبوش»، إنها مع مجموعة من زملائها، قاموا بدراسة جمعوا خلالها عينات دم من 11 شخصاً مصاباً بـ«كورونا طويل الأمد» و13 شخصاً صحيحاً غير مصاب بالعدوى.
ووجد الباحثون مستويات عالية من جزيئات التهابية مختلفة محاصرة في جلطات دقيقة موجودة في دم الأفراد المصابين بـ«كورونا طويل الأمد».

وأشارت بريتوريوس إلى أن الجسم يجد صعوبة بالغة في التخلص من هذه الجلطات، لكن التجارب الصغيرة أظهرت أن استئصالها أدى إلى تحسن كبير في الأعراض التي عانى منها المرضى. وأضافت: «الفكرة هي أن الجلطات تقلل من تدفق الدم وبالتالي كمية الأكسجين التي تصل إلى الأعضاء».
وتابعت بريتوريوس: «الأكسجين ضروري لصنع (أدينوسين ثلاثي الفوسفات)، وهو المركب الذي يلعب دوراً أساسياً في نقل وتخزين الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء مختلف العمليات الحيوية. في الواقع؛ فإن انخفاض الأكسجين هو المسبب الرئيسي لأعراض (كورونا طويل الأمد)، مثل التعب الحاد، والدوخة، والاكتئاب، ومشكلات الذاكرة، وآلام العضلات، والحساسية، ومشكلات الرئة».
ويمكن استئصال الجلطات من الدم عن طريق ما تعرف بـ«الفصادة»، وهي إجراء يجري فيه تصريف بلازما الدم خارج الجسم من خلال الوريد، وتصفيتها واستبدال بلازما جديدة بها، لا تحتوي على تلك الجلطات.
كما يمكن استئصال الجلطات عن طريق أنبوب شفط، أو جهاز يسمى «stent - retriever» يستخدم قسطرة دقيقة تسحب الجلطة من الشريان.

وعندما سمعت الدكتورة بيت جاغر، التي تدير عيادة في مولهايم بألمانيا، والتي تعالج المرضى المعرضين لخطر الإصابة بجلطات الدم، عن الدراسة التي أجرتها بريتوريوس وزملاؤها، قامت بتجربة «الفصادة» على 19 من مرضى «كورونا طويل الأمد» لإزالة الجلطات الدقيقة من دمائهم.
وأكدت جاغر تعافى 10 من أولئك المرضى وتحسن حالة 8 منهم.
ويحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم إجراء دراسات مفصلة للبحث في خطورة «كورونا طويل الأمد» وأعراضه ومدى إمكانية استمراره.
وأبلغ معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» من البالغين عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية؛ بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل. وأُبلغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.



مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.