روسيا تنفي الرد على أميركا بشأن مقترحات أمنية

المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس في واشنطن(رويترز)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس في واشنطن(رويترز)
TT

روسيا تنفي الرد على أميركا بشأن مقترحات أمنية

المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس في واشنطن(رويترز)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس في واشنطن(رويترز)

نفى ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية اليوم الثلاثاء تقارير عن أن موسكو قدمت للولايات المتحدة ردا كتابيا على مقترحات واشنطن بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن الرد ما زال قيد الإعداد.
https://www.youtube.com/watch?v=-csQLNFux7w
كان متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد قال أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تلقت ردا كتابيا بخصوص هذا الأمر من موسكو. وقال «بوسعنا أن نؤكد أننا تلقينا رداً مكتوباً من روسيا»، من دون أن يحدد فحوى هذا الرد. وأضاف «نعتقد أنه لن يكون مجدياً التفاوض علناً، لذلك سنترك الأمر للروس للتحدث عن ردهم إذا ما رغبوا في ذلك».
https://www.youtube.com/watch?v=gPPAQkvYKvk
وتابع «نبقى ملتزمين الحوار لحل هذه القضايا وسنواصل التشاور من كثب مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك أوكرانيا».
وردت واشنطن وبروكسل الأسبوع الماضي على مطالب موسكو بضمانات أمنية ملزمة قانونيا وسط مواجهة بشأن اعتزام أوكرانيا الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن الرد لم يعالج المطالب الأمنية الرئيسية لموسكو، لكن روسيا مستعدة لمواصلة المحادثات.
ومنذ نهاية العام الماضي تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بحشد ما يصل إلى مائة ألف جندي على حدودها مع جارتها الموالية للغرب تمهيداً لغزو هذا البلد.
لكن موسكو تنفي وجود أي مخطط لديها من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطية لأمنها، وفي مقدمها التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبداً وبوقف توسع الحلف شرقاً.
ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضاً مطلقاً الشرط المتعلق باحتمال انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي، لكنها أبدت استعداداً لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة من مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة فيما يتعلق خصوصاً بمسألة الصواريخ الاستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة إلى المناورات العسكرية.
ومن المفترض أن يتناول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف في محادثتهما الهاتفية المقررة الثلاثاء هذه المسائل جمعاء.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.