واشنطن تشيد بدور «قسد» في إنهاء تمرد «داعش» في الحسكة

«قوات سوريا الديمقراطية» نقلت محتجزين إلى سجون محصنة

TT

واشنطن تشيد بدور «قسد» في إنهاء تمرد «داعش» في الحسكة

أشادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ودورها في استعادة السيطرة على سجن الحسكة في شمال شرقي سوريا، بعد هجمات من تنظيم «داعش» استمرت لعدة أيام، دفعت الولايات المتحدة لشن غارات جوية لدعم «قسد» أثناء المعارك لاستعادة السيطرة على السجن.
وأشاد مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، بقوات سوريا الديمقراطية التي تمكنت من «استعادة السيطرة الكاملة» على سجن الحسكة، منهية محاولة الهروب من السجن من قبل «داعش». وقال سوليفان، في بيان مساء الأحد: «بفضل شجاعة وعزم قوات سوريا الديمقراطية، التي قدم العديد منها تضحيات كثيرة، فشل تنظيم داعش في جهوده لإجراء هروب كبير من السجن لإعادة تشكيل صفوفه». وأضاف سوليفان، الأحد، أن محاولة داعش العنيفة للهرب من السجن أظهرت سبب وجوب احتواء التنظيم الإرهابي، قائلاً إن الدول «يجب أن تعمل معاً لمعالجة آلاف معتقلي داعش في مرافق الاحتجاز غير الملائمة».
وختم سوليفان، في بيانه، بأن «داعش لا يزال يشكل تهديداً عالمياً يتطلب حلاً عالمياً. والولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل مع شركائنا في العراق وشمال شرق سوريا ومع تحالف هزيمة داعش لمواجهة تهديد داعش لأوطاننا».
وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن تكتيكات داعش البائسة والعنيفة هي تذكير للعلم بخطورة هذه المجموعة الإرهابية التي لا تزال تمثل تهديداً يجب هزيمته. وشدد على أن «معركة استعادة سجن الحسكة والقبض على كبار قادة داعش هي تذكير بأن الهزيمة الدائمة لداعش تتطلب دعم المجتمع الدولي ودعم شركائهم في التحالف الدولي».
من جهتها، أعلنت «قسد» ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في هجوم سجن الصناعة إلى 495 قتيلاً، وأكدت، في مؤتمر صحافي عُقد أمس (الاثنين)، أمام البوابة الرئيسية لمنشأة الصناعة بحي غويران جنوبي مدينة الحسكة؛ أنهم عمدوا إلى نقل محتجزي تنظيم «داعش» إلى سجون محصنة أكثر أماناً، وأكدت سلامة أطفال وأبناء هؤلاء المحتجزين المعروفين باسم «أشبال الخلافة». وقالت عضو القيادة العامة للقوات نوروز أحمد إن «374 من عناصر تنظيم (داعش) ممن شاركوا في الهجوم على سجن الصناعة من الخارج والداخل قد قتلوا خلال الاشتباكات»، واعترفت بسقوط 117 قتيلاً من القوات، وهم 77 من حراس السجن والإداريين المناوبين الذين كانوا موجودين في أثناء الساعات الأولى من هجوم خلايا التنظيم في 20 من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، و40 مقاتلاً شاركوا في العمليات العسكرية ووفاة 4 مدنيين، ممن فقدوا حياتهم جراء نيران المعارك الدائرة في محيط السجن والأحياء المجاورة.
تابعت: «نعلن انتهاء حملة التمشيط في سجن الصناعة وإنهاء الجيوب الأخيرة التي كان يتحصن فيها عناصر (داعش) في المهاجع الشمالية»، في حين ستواصل حملاتها في مناطق ريف دير الزور الشرقي والرقة بشكل أوسع ومكثف، وأضافت القيادية الكردية نوروز أحمد أن استعادة السيطرة على سجن الصناعة تمت بجهود وتنسيق من قوات التحالف الدولي «التي أبدت تعاوناً وتنسيقاً جيداً مع قواتنا وقدمت وبشكل قوي وفعال المساعدة اللازمة وقدمت إسناداً وتغطية جوية من الطيران الحربي».
إلى ذلك، أكدت القيادة العامة لـ«قسد» وقوة المهام المشتركة التابعة للتحالف الدولي تطهير سجن غويران وتأمين المنطقة بشكل كامل، ونقلت عناصر «داعش» المعتقلين إلى منشأة محصنة، وأنها قامت بالقبض على عدد من كبار قادة التنظيم الذين شاركوا في الهجوم العنيف أو قتلهم خلال عملية استعادة السيطرة على سجن غويران. وذكر بيان القوات أن خلايا التنظيم عمدوا إلى تفجير سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسية للسجن في تمام الساعة الـ7 والنصف من مساء يوم الخميس 20 يناير الماضي، وشنوا هجمات واسعة من ثلاثة محاور؛ «في مسعى للسيطرة عليه ولتوجيه ضربات إلى قواتنا التي تدخلت لإنهاء العصيان والتمرد المسلح»، واتهمت نوروز أحمد، خلايا جاءت من العراق ومدن رأس العين وتل أبيض الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في شمالي سوريا، ولفتت إلى أنه «وفق المعلومات التي بين أيدينا واعترافات المهاجمين الذين اعتقلناهم؛ قسمٌ من المرتزقة قَدِموا من رأس العين وتل أبيض، وقسمٌ آخر قَدم من العراق كمؤازرة لهم، وتمت قيادة العملية ومخططها خارج الحدود السورية».
وتوجهت نوروز أحمد بالشكر والامتنان إلى شعب مدينة الحسكة وريفها بعربه وكرده وسريانييه وآشورييه، خاصة القاطنين في أحياء غويران والزهور والنشوة وجميع أحياء المدينة، «فخلال الأسبوع الماضي أبدوا تعاوناً لا نظير له مع قواتنا (قسد) ومع قوى (الأسايش)، ودافعوا عن أحيائهم ومدينتهم، وأوصلوا المعلومات، وعلى وجه السرعة، إلى قوات الأمن».



قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
TT

قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)

جددت «تهديدات» جماعة الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر الأحمر، مخاوف مصرية من تفاقم أزمة قناة السويس، التي تراجعت إيراداتها بشكل لافت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.

ورغم حديث مصري سابق عن مؤشرات إيجابية لعودة حركة الملاحة بالبحر الأحمر في ظل اتفاق الهدنة منذ بداية العام الحالي، فإن اعتزام «الحوثيين» مواصلة الهجمات يعني «مضاعفة الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها مصر، بسبب تراجع حركة التجارة الدولية عبر القناة»، وفق برلمانيين وخبراء أشاروا إلى أن «أزمة الملاحة بالبحر الأحمر متوقفة على وقف الحرب نهائياً على قطاع غزة».

وأعادت جماعة الحوثيين اليمنية تهديداتها للسفن الإسرائيلية، محذرة من مرور السفن الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر، أو بحر العرب، أو مضيق باب المندب، أو خليج عدن، إذا لم ترفع إسرائيل قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وقالت الجماعة، في إفادة لها الثلاثاء، إنها «ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل، حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء».

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حجم خسائر بلاده بسبب التحديات الإقليمية وتهديدات حركة الملاحة التجارية الدولية بنحو «7 مليارات دولار العام الماضي»، وقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن «إيرادات قناة السويس تراجعت إلى ما يزيد على 60 في المائة».

ويشير التصعيد الحوثي الجديد إلى استمرار تعطل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس، وفق عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمد بدراوي، الذي أشار إلى أن «أي تهديد جديد سيفاقم من خسائر قناة السويس».

ويرى بدراوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة الملاحة في قناة السويس شهدت تحسناً نسبياً مع بداية العام الحالي، بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «عودة التصعيد مرة أخرى ستؤثر على حركة عبور السفن»، موضحاً أن «صعوبة الأزمة في ارتباط التهديدات الأمنية في باب المندب بالحرب على غزة، ما يعقد أي حلول نتيجة لتعدد الأطراف الدولية والإقليمية في تلك الحرب».

وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع إن «مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر أسفرت عن تغيير 47 سفينة، الشهر الماضي، مسارها للعبور عبر القناة، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح»، وتوقع خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجيستيات، نهاية فبراير (شباط) الماضي، «عودة مزيد من الخطوط الملاحية للقناة، حال استمرار الاستقرار بالمنطقة».

وتعيد تهديدات الحوثيين المخاطر مجدداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس، رغم مؤشرات التحسن التدريجي خلال الأسابيع الأخيرة، وفق مستشار النقل البحري المصري، والخبير في اقتصادات النقل أحمد الشامي، وأشار إلى أن «عدداً من شركات الشحن بدأ يلجأ لمجرى (القناة)، مرة أخرى، بعد رصد تراجع هجمات الحوثيين منذ بداية العام»، إلى جانب «ارتفاع تكلفة الشحن عبر طريق رأس الرجاء الصالح».

ونجحت قناة السويس في عملية «قطر ناقلة بترول يونانية»، سبق وأن تعرضت لهجوم من جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، وأكدت في إفادة لها، الاثنين، «الجاهزية، للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية»، إلى جانب «توافر حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية».

ويعتقد الشامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «قناة السويس ستتأثر مجدداً بأي هجمات جديدة للحوثيين»، لكنه يرى أن التأثير «لن يكون قوياً عن الوضع الحالي لها»، مشيراً إلى أن «مصر تبذل جهوداً لتطوير وتنويع خدماتها الملاحية، للحفاظ على تنافسية المجرى الملاحي لقناة السويس»، إلى جانب «التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها القاهرة لاحتواء الموقف الإقليمي، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين».

ويرجح خبير اقتصادات النقل «عودة حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس تدريجياً في النصف الثاني من العام الحالي».

بينما يختلف في ذلك البرلماني المصري، الذي يرى أن «شركات الشحن العالمية قد اعتمدت تعريفات جديدة لخطوط الملاحة البديلة لقناة السويس، ومن المستبعد أن يكون هناك تحسن قبل نهاية العام الحالي».