«إيقاد» تجري مشاورات مع البرهان وحميدتي وفولكر في السودان

TT

«إيقاد» تجري مشاورات مع البرهان وحميدتي وفولكر في السودان

يواصل السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد» ورقني قبيهو الذي يزور البلاد، مشاوراته مع الفاعلين السودانيين، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها المنظمة الإقليمية بشأن الأزمة السياسية في السودان، التقى خلالها كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، بجانب لقاءات مع دبلوماسيين أجانب وقوى سياسية سودانية، اطلع خلالها على تطور الأوضاع وجهود مواجهتها.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن قبيهو عقد جلسة محادثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع كل على حدة، تناولت الأوضاع السياسية الراهنة وسبل التوصل لحل للأزمة التي تعيشها البلاد. وأجرى مشاورات سياسية أمس، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس، تناولت الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد، وجهود البعثة لدعم الانتقال في البلاد، وعقد قبيهو مشاورات أخرى تتعلق بالوضع الراهن في السودان مع سفراء وممثلي الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا المعتمدين في السودان.
وينتظر أن يلتقي قبيهو بأحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني، وعلى رأسها حزب الأمة القومي، والحزب الشيوعي السوداني، وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وعدد آخر من القوى الاجتماعية قبيل مغادرته البلاد عائداً إلى مقر الهيئة في جيبوتي.
وقال مجلس السيادة، في نشرة صحافية، إن البرهان قدم إيجازاً لقبيهو ووفده يتعلق بتطور الأوضاع السياسية والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد، وإن البرهان أكد لضيفه حرصه على مواصلة الحوار مع الأطراف كافة لتحقيق الانتقال السياسي. ونقل مجلس السيادة عن قبيهو أن الغرض من الزيارة بحث التحديات السياسية التي تواجه السودان، ليس بصفته رئيساً للمنظمة، بل لكونه عضواً فاعلاً فيها، فضلاً عن الوقوف على حقيقة الأوضاع، وأنه أجرى مشاورات مع جميع الأطراف السياسية الفاعلة، لينقلها لرؤساء حكومات الدول الأعضاء لعرضها على قمة الاتحاد الأفريقي القادمة، وأن منظمته عازمة على تقديم الدعم السياسي للسودان لينعم بالسلام والاستقرار.
ويترأس السودان الدورة الحالية لإيقاد، وشغل رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك منصب رئيس الهيئة، بيد أن السلطات السودانية لم تسم رئيساً للهيئة بعد استقالة الرجل 3 يناير (كانون الثاني) الماضي حيث يرأس رئيس الوزراء الهيئة، ولم تكلف الحكومة العسكرية بديلاً له حتى الآن، وتعد زيارة قبيهو أول تحرك رسمي للهيئة تجاه الأزمة السودانية، منذ استيلاء الجيش على السلطة في البلاد 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والإطاحة بالشركاء المدنيين في الحكم.
ووصل وزير الخارجية الإثيوبي السابق ورقنة قبيهو السودان، الذي يشغل منصب السكرتير التنفيذي لإيقاد الخرطوم السبت الماضي، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تنتهي اليوم الثلاثاء، في أول محاولة تبذلها الهيئة للإسهام في حل الأزمة السودانية. وينتظر أن يعقد قبيهو قبيل مغادرته البلاد اليوم مؤتمراً صحافياً، يقدم فيه شرحاً لما دار في زيارته والدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة الحكومية للتنمية، لدعم الانتقال في السودان، وإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، بيد أن الأطراف المختلفة لم تقدم تفاصيل عن اللقاءات التي أجراها قبيهو خلال الزيارة المطولة للخرطوم.
واستهل قبيهو زيارته فور وصوله بلقاء السفير عبد الله عمر البشير بمقر وزارة الخارجية أول من أمس، وهدف اللقاء لتعزيز التعاون بين سكرتارية إيقاد والدول الأعضاء في المنظمة لمواجهة التحديات التي تواجهها، وخلال اللقاء أكد قبيهو، بحسب وزارة الخارجية السودانية، حرص دول الهيئة على دعم السودان لإكمال الانتقال الديمقراطي، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الآخرين لتحقيق هذه الغاية.
والهيئة الحكومية للتنمية المعروفة اختصاراً بـ«إيقاد» منظمة شبه إقليمية في أفريقيا مقرها دولة جيبوتي، تأسست 1996، بديلاً للسلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر المنشأة منذ 1986 لمقاومة الجفاف والتصحر في عدد من الدول الأفريقية، وتضم كلاً من «جيبوتي، والسودان، والصومال، وكينيا، وإثيوبيا، وإريتريا، وجنوب السودان، وأوغندا».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».