صالح يدعو اليمنيين وحلفاءه الحوثيين إلى العودة إلى الحوار و«وقف القتال»

مصدر يمني لـ {الشرق الأوسط}: إعلان صالح مراوغة وهو ناكث للعهود

صورة ضوئية لوثيقة بيان الرئيس السابق صالح
صورة ضوئية لوثيقة بيان الرئيس السابق صالح
TT

صالح يدعو اليمنيين وحلفاءه الحوثيين إلى العودة إلى الحوار و«وقف القتال»

صورة ضوئية لوثيقة بيان الرئيس السابق صالح
صورة ضوئية لوثيقة بيان الرئيس السابق صالح

دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حلفاءه الحوثيين إلى التقيد بقرارات الأمم المتحدة، لوقف غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية, في خطوة تعد اعترافا بالهزيمة.
وقال صالح في بيان نقله تلفزيون «اليمن» الذي يملكه، أمس: «أدعو أنصار الله (المتمردين الحوثيين) إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما دعا الرئيس اليمني السابق جميع اليمنيين إلى العودة للحوار السياسي لإنهاء الصراع في البلاد.
وقال صالح إن الحوار بين اليمن والسعودية ينبغي أن يتم بوساطة من الأمم المتحدة في جنيف.
ووجه صالح في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني «نداء إلى كل الأطراف المتصارعة في جميع المحافظات أن يوقفوا الاقتتال ويعودوا إلى الحوار في المحافظات».
وذكر أنه على استعداد للتصالح مع كل الأطراف التي عارضته منذ عام 2011. وقالـ«سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن».
كما دعا كل المتشددين وتنظيم القاعدة وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي المسلحين، إلى الانسحاب من عدن وتسليم السلطة للجيش والسلطات المحلية. حسب «رويترز».
من جانب آخر، مصدر مقرب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الإعلان الذي أفصح عنه الرئيس المخلوع علي صالح يعتبر مراوغة إعلامية الهدف منها إحداث مناوره لعكس الأحداث التي تجري في اليمن، والخسائر التي سجلها، ويظهر أمام دول العالم أنه مع القرارات الدولية التي أصدرت بحقه.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس المخلوع عهدت عنه تلك المراوغة بعدما نكث عن المبادرة الخليجية التي وقع عليها، في حين عقد تحالفا مع ميليشيا الحوثي وباع اليمن لتلك العصابات التي لها أهداف وأجندات واضحة.
وأضاف: «تلك المراوغات الهدف منها تدمير اليمن، ويسعى الرئيس المخلوع صالح لبعث رسائل أنه متقبل للقرارات التي أصدرت بحقه، خصوصا مع انتهاء المهلة التي حددها الأمم المتحدة لكيلا يتم تجديد العقوبات عليه ولا بحق ابنه».
وتقاتل قوات موالية لصالح الذي تنحى بعد أشهر من الاحتجاجات التي اندلعت ضده في 2011 إلى جانب الحوثيين ضد أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية يوم الثلاثاء انتهاء حملة القصف الرئيسية في اليمن لكن متحدثا سعوديا قال إن القوات ستواصل استهداف تحركات الحوثيين المتحالفين مع إيران إذا اقتضت الضرورة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.