عروض السيرك وورش الخط العربي تجتذب جمهور «القاهرة للكتاب»

بمشاركة هيئات محلية وإقليمية

عروض السيرك وورش الخط العربي تجتذب جمهور «القاهرة للكتاب»
TT

عروض السيرك وورش الخط العربي تجتذب جمهور «القاهرة للكتاب»

عروض السيرك وورش الخط العربي تجتذب جمهور «القاهرة للكتاب»

لليوم الرابع على التوالي، تجتذب العروض الفنية المتنوعة التي يقدمها معرض القاهرة الدولي للكتاب، زوار الدورة الـ53. ويشارك في تقديمها عدد من الهيئات المحلية والإقليمية، وتنوعت بين الأفلام الوثائقية والحفلات الموسيقية وعروض السيرك وورش الخط العربي.
وتحظى فعاليات جناح مكتبة الإسكندرية باهتمام خاص لدى رواد المعرض الذين وصل عددهم في رابع أيام المعرض إلى 70 ألف زائر، حسب إدارة المعرض، وتشارك المكتبة بجناحين، أحدهما لعرض مطبوعاتها، والآخر تخصصه لبيع أحدث إصداراتها من الكتب والمؤلفات والدوريات العلمية، كما تعرض المكتبة عدداً من الأفلام الوثائقية ذات الطابع العلمي والأدبي، وتفرد مساحة كبيرة لعرض مجلاتها الدورية؛ ومن أهمها مجلة «ذاكرة مصر» التي تُعنى بالتراث والهوية والتاريخ الوطني المصري، وأيضا مجلة «ذاكرة العرب»، التي تضم موضوعات مميزة ومتنوعة تسلط الضوء على تاريخ العرب وتراثهم المتنوع، وسلسلة «مراصد» المتخصصة في علم الاجتماع الديني، و«أوراق» التي تتخصص في الدراسات المستقبلية، فضلاً عن حولية «أبجديات» التي تضم أبحاثا علمية محكمة في مجال دراسات الكتابات والخطوط، وسلسلة «كراسات قبطية» المهتمة بالتراث القبطي.
كما تطرح المكتبة لرواد المعرض العديد من الكتب منها «أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين»، تأليف الدكتور حسين عبد البصير، و«ضبط النص بين المخطوط والمطبوع»، تأليف الدكتور مدحت عيسى، فضلاً عن كتاب «تجديد الخطاب الديني»، الذي يتضمن أطروحات متنوعة من أهل العلم والثقافة والإفتاء والفقه، حاولوا فيها الاجتهاد للخروج بمفهومٍ لتجديد الخطاب والفهم الديني، والعمل على رفع راية الوسطية، والانتصار لحضارة وعظمة الدين، وكتاب «بحوث في التاريخ والحضارة الإسلامية»، تأليف الدكتور أحمد مختار العبادي في مجلدين.
كما تعرض المكتبة مجموعة من الكتب تتعلق بتاريخ الحضارات الإنسانية وأزمنة صعودها وانحسارها منها: «اليونانيون وبناء مصر الحديثة»، و«هيروغليفية شامبليون... فقه اللغة والهيمنة على العالم»، و«سكندريات إتيان كومب»، و«البلجيك على ضفاف النيل: تاريخ الزيارات الملكية وريادة الأعمال والاستكشافات الأثرية في مصر»، هذا إلى جانب العديد من الكتب الفنية، منها كتاب موسوعي عن الخطاط «خضير البورسعيدي» الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية له امتزجت فيها روح التشكيل البصري بفضاء الحروف وظلالها الثرية، إذ تجاوزت الأعمال 600 تصميم ملون.
فيما استقبل جناح الأزهر، زواره بحفلات إنشاد الأطفال الموهوبين، والنشاطات الفنية، وبحسب عائشة بدوي عضو مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال في مشيخة الأزهر، فإن جناح الأزهر يضم كل عام مجموعة من الأنشطة تتمثل في معرض فن تشكيلي، ورش فنية، وورش للخط العربي.
من جهته، يقدم معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية باقة من أحدث إصداراته برواقه بالمعرض، كما يعرض فيلما وثائقيا حول أنشطة المعهد ودوره الثقافي، بالإضافة إلى ورشة تعليم الخط العربي.
ونجح نجوم السيرك القومي من خلال مجموعة من الفقرات المميزة، في جذب رواد المعرض الذي تم افتتاح فعالياته يوم الأربعاء الماضي 26 يناير (كانون الثاني)، وتستمر حتى 6 فبراير (شباط) المقبل، وقد تحلق حولها الكثير من الأطفال والشباب والكبار.
كما تابع الحضور عدداً من العروض الفنية التي قدمها موسيقيون بآلات التشيللو، والأورج، والجيتار، والساكسفون، إلى جانب حفل غنائي قدمته الفرقة «المصرية للموسيقى العربية» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتضمن عدداً من الأعمال الغنائية الشهيرة لاقت استحسان الحضور وخصوصاً من الشباب والأطفال.
وتشهد الدورة الجارية من معرض الكتاب، استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي، مع زيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي المصري، كما تشمل الفعاليات برنامجا مهنيا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».