«الشاباك» يربط بين الهبّة في النقب ورفض تصاريح جمع الشمل

ادّعى أن 40 % من المعتقلين بتهمة الشغب تم جمع شملهم

عرب النقب أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس احتجاجاً على قرارات الحكومة بحق مناطقهم (أ.ف.ب)
عرب النقب أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس احتجاجاً على قرارات الحكومة بحق مناطقهم (أ.ف.ب)
TT

«الشاباك» يربط بين الهبّة في النقب ورفض تصاريح جمع الشمل

عرب النقب أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس احتجاجاً على قرارات الحكومة بحق مناطقهم (أ.ف.ب)
عرب النقب أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس احتجاجاً على قرارات الحكومة بحق مناطقهم (أ.ف.ب)

في الوقت الذي كان فيه مئات المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، يتظاهرون أمام مكاتب رئيس الحكومة في القدس الغربية، أمس (الأحد)، احتجاجاً على حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف أبناء النقب ومحاولات الترحيل ونهب الأرض، كشف النقاب عن تحذير كان قد أطلقه رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، رونين بار، من عنف أهل النقب وكثرة المشاغبين في صفوفهم جراء قانون جمع الشمل.
وقالت مصادر سياسية إن بار حذّر قادة الدولة من الاستمرار في منح تصاريح لمّ الشمل لأنها «تعكس خطراً أمنياً وقومياً كبيراً ناجماً عن الوضع الذي يتاح فيه لسكان عرب من الضفة الغربيّة وغزة لمّ الشمل مع أقربائهم داخل الخطّ الأخضر والحصول على مواطنة إسرائيلية». وأكدت أن بار توجه، بشكل استثنائي، إلى وزيرة الداخلية الإسرائيلية آييلت شاكيد، وعرض عليها معطيات عن مشاركة «أبناء عائلات لمّ الشمل في مظاهرات النقب قبل أسبوعين». وزعم أن 40% من معتقلي احتجاجات النقب هم من أبناء عائلات لمّ الشمل.
كما استعرض بار تحليلاً يدّعي أنّ أبناء وأحفاد عائلات لمّ الشمل «مرتبطون أقلّ بالسردية الإسرائيلية، وأكثر ارتباطاً بالسردية الفلسطينيّة. هذه الخلفية، مع إدماجها بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، تؤدّي إلى مشاركة أكبر في المواجهات». وقد تلقفت شاكيد وغيرها من عناصر اليمين الإسرائيلي، في الحكومة والمعارضة، هذا الموقف، لاستخدامه ضد الوعد الذي قطعه وزير الدفاع بيني غانتس، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمنح 13500 تصريح لمّ شمل للفلسطينيين. وطالبوا بالإسراع في سن قانون جديد يمنع لمّ الشمل، خصوصاً أن مدة القانون السابق تنتهي الأسبوع الجاري.
المعروف أن تمديد قانون حظر لمّ شمل العائلات الفلسطينية، يواجَه بمعارضة داخل الائتلاف الحكومي، خصوصاً من كتلتي «ميرتس» و«القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، وقد حالت هذه المعارضة دون تمديده العام الفائت. وفي الأسابيع الأخيرة، توجّهت شاكيد إلى أعضاء كنيست من المعارضة وحزب «الليكود»، بينهم يوفال شطاينتس وآفي ديختر، واقترحت أن يطرحوا بأنفسهم تمديد بند منع لمّ الشمل في قانون المواطنة، وأنها ستسعى إلى حشد دعم من الائتلاف. ورفض «الليكود» اقتراح شاكيد، وفقاً لصحيفة «يسرائيل هيوم»، كما أثار غضب رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد. وتوجهت شاكيد عندها إلى حزب الصهيونية الدينية بقيادة النائب بتسلئيل سموترتش، وعملت على قبول البحث بمشروع قانون خاص بنائب من هذا الحزب، سمحا روتمان. وصيغة هذا القانون أكثر تشدداً من الصيغ المطروحة للقانون، ومن شأنها أن تحدّ أكثر وأكثر من إصدار تصاريح لمّ الشمل. وقد هدد حزب «ميرتس» بأزمة ائتلافية شديدة في حال تمرير قانون اليمين المتطرف.
يُذكر أن المئات من المواطنين العرب شاركوا، أمس (الأحد)، في المظاهرة التي دعت إليها لجنة المتابعة العليا، واللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ولجنة التوجيه لعليا لعرب النقب، وذلك احتجاجاً على الهجمة السلطوية لاقتلاعهم من أراضيهم وبيوتهم وقراهم، واحتجاجاً على حملة الاعتقالات والملاحقات التي يتعرض 150 شاباً وشابة من أبناء وبنات النقب (40% منهم قاصرون)، وإسناداً لأهالي النقب، في معركة البقاء.ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كُتبت عليها شعارات ضد استمرار الاعتقالات وتجريف الأراضي ومصادرتها من السلطات الإسرائيلية، ورددوا هتافات ضد الاعتقالات التي تنفّذها الشرطة بحق الشبان والفتيات من النقب. وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين الباقين في السجون (38 معتقلاً)، مؤكدين مواصلة النضال ضد تجريف الأرض وممارسات السلطات الإسرائيلية ضد المواطنين العرب في النقب.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.