أبحاث لتمكين المعاقين من التحكم بسهولة في كراسيهم المتحركة

مراقبة موجات الدماغ وتحفيز السيطرة الذاتية

أبحاث لتمكين المعاقين من التحكم بسهولة في كراسيهم المتحركة
TT

أبحاث لتمكين المعاقين من التحكم بسهولة في كراسيهم المتحركة

أبحاث لتمكين المعاقين من التحكم بسهولة في كراسيهم المتحركة

يعمل الباحثون حول العالم على تطوير التقنيات التي تسمح للأشخاص المعاقين بالتحكم في الكراسي المتحركة والأجهزة التعويضية - مثل الأطراف الصناعية - ببساطة، عن طريق تركيز تفكيرهم على مهام معينة. وفي حين أنها تقنية مذهلة، إلا أنها قد تكون مجهدة للغاية بالنسبة للمستخدمين، حيث تتطلب توافر المقدرة المستمرة على صفاء العقل والتركيز السريع على تشغيل الأجهزة التعويضية.
ويعمل الباحثون في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا، على اختبار نظم التحكم المشتركة التي تجمع بين مراقبة تخطيط أمواج الدماغ مع السيطرة الذاتية على الأجهزة التعويضية لمساعدة الأشخاص المعاقين في التحكم بأجهزتهم بسهولة أكبر.

* التحكم في الكرسي
عمل الباحثون على وجه التحديد، على اختبار الكراسي المتحركة المصممة في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا الذي ينفذ الكثير من الوظائف منخفضة المستوى بصورة تلقائية، مما يريح المخ من إجهاد التركيز المتواصل على التحكم بالكرسي المتحرك. ويدرك هذا الكرسي موضعه ويجمع الإشارات المستلمة من المخ للمساعدة في التحكم بطريقة سهلة وأكثر طبيعية. كما أظهروا أن مستخدمي الكراسي المتحركة تمكنوا من تشغيلها لفترات أطول بكثير بالمقارنة بالتجربة ذاتها عندما جرى إغلاق نظم التحكم المشتركة.
ومن واقع الدراسة التي قدمت لدى الاجتماع السنوي لجمعية علوم الأعصاب المعرفية في سان فرانسيسكو، ظهر أن ثمة مكونا آخر من شأنه تسهيل السيطرة البديهية والطبيعية على الأجهزة التعويضية العصبية، وهو دمج الإشارات الراجعة الغنية متعددة الوسائط مع الارتباطات العصبية الخاصة بالعمليات الإدراكية. ويجب على الإشارات الراجعة من الشخص، وهي إشارات حسية واقعية، نقل الإدراك التلامسي الصناعي، بمعنى: إدراك الموضع والحركة للأجهزة التعويضية العصبية.
ويمتلك هذا النوع من المعلومات الحسية المقدرة وبشكل كبير على تحسين السيطرة على الأجهزة التعويضية من خلال السماح للمستخدم بالشعور بالبيئة من حوله في الحالات التي تتعطل فيها النواقل الحسية الطبيعية؛ إما من خلال الحواس الأخرى أو عن طريق تحفيز الجسم على استعادة الإحساس المفقود.



الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي
TT

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

لطالما كان مجال طب الأسنان العدلي أو الجنائي ميداناً حيوياً في علم الطب الشرعي، إذ يقدم الأدلة الأساسية التي تساعد في كشف الجرائم وحل الألغاز القانونية.

الأسنان لتحديد الهوية

وتجرى التحقيقات الجنائية لحل الألغاز القانونية من خلال:

> تحديد الهوية: يتم استخدام الأسنان وبصمات الأسنان لتحديد هوية الأفراد في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو الجرائم، خصوصاً عندما تكون الجثث مشوهة أو متحللة.

> تحليل علامات العضّ: يساعد تحليل علامات العض الموجودة على الأجساد أو الأشياء في تحديد الجناة أو الضحايا من خلال مقارنة العلامات مع أسنان المشتبه بهم.

> تقييم العمر: يمكن لطب الأسنان الجنائي تقدير عمر الأفراد بناءً على تطور الأسنان وتركيبها، مما يساعد في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وحالات الاستغلال للأطفال.

> فحص الجثث المجهولة: يتم استخدام تقنيات طب الأسنان لفحص الجثث المجهولة والتعرف عليها من خلال السجلات الطبية للأسنان.

> الأدلة الفموية: يمكن للأدلة المستخرجة من الفم والأسنان أن توفر معلومات حول نمط حياة الأفراد، مثل النظام الغذائي والعادات الصحية، التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الجنائية.

> الكشف عن التزوير والتزييف: يمكن تحليل التركيبات السنية والأسنان المزيفة لتحديد التزوير والتزييف في الأدلة الجنائية.

> التشخيص المسبق: يستخدم طب الأسنان العدلي في تشخيص الإصابات الفموية وتحليلها لتحديد ما إذا كانت ناتجة عن أعمال جنائية أو غيرها.

دور الذكاء الاصطناعي

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تعزيز هذا المجال وجعله أكثر دقة وفاعلية. وسنستعرض كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح طب الأسنان العدلي ودوره المحوري في تحسين عملية التشخيص وتقديم الأدلة الجنائية.

> الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة، وهو ما كان يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لفرق من الأطباء والمختصين. أما الآن، فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحليل الصور الفموية والأشعة السينية وتحديد الهوية من خلال بصمات الأسنان بوقت قياسي قد لا يتجاوز الساعة.

> التشخيص الدقيق، يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الدقة في التشخيص من خلال تحليل البيانات الفموية مثل تحديد هوية العضات والعمر والجنس للضحايا من خلال الأسنان وعظم الفك وتحديد الأنماط غير المرئية بالعين المجردة. ويساعد هذا الأطباء في تمييز الحالات العادية من الحالات الحرجة التي قد تكون ذات صلة بالجرائم أو الحوادث.

> تحديد الهوية، يُعد تحديد الهوية من خلال الأسنان من أهم تطبيقات طب الأسنان العدلي، خصوصاً في حالات الكوارث أو الجثث غير معروفة الهوية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن مقارنة البيانات الفموية بسرعة مع قواعد بيانات السجلات الطبية الرقمية، مما يسهل عملية التعرف على الضحايا بدقة عالية. كما مكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من إعادة بناء الوجه بعد حوادث الغرق أو الحريق أو الطائرات لسهولة التعرف على الضحايا.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتوقع أن يصبح طب الأسنان العدلي أكثر تطوراً وفاعلية، فالذكاء الاصطناعي لا يقلل من الوقت والجهد فحسب، بل يساهم أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق نتائج أكثر دقة ومصداقية. بفضل التعاون بين الخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب الشرعي، يتم تطوير تطبيقات جديدة لتحديد العمر والجنس وحتى الأصل العرقي بناءً على تحليل الأسنان.

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان العدلي، هناك تحديات يجب التغلب عليها. ومن بين هذه التحديات ضرورة تحسين دقة الخوارزميات وتجنب التحيزات التي قد تؤثر على النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمرضى.

وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في طب الأسنان العدلي، يجب على المؤسسات التعليمية توفير التدريب اللازم للأطباء والمختصين في هذا المجال. يشمل ذلك تعليمهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، وفهم كيفية تفسير النتائج التي تنتج عن الخوارزميات الذكية.

وتبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق بوضوح أهمية التقنية في تحسين حياتنا وجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وعدالةً.