تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية يتجاوز 22.7 مليار دولار

توفير العديد من الخيارات المقدمة من الحكومة لتنمية القطاع

السعودية تضم حالياً نحو 30 من شركات رأس المال الجريء (الشرق الأوسط)
السعودية تضم حالياً نحو 30 من شركات رأس المال الجريء (الشرق الأوسط)
TT

تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية يتجاوز 22.7 مليار دولار

السعودية تضم حالياً نحو 30 من شركات رأس المال الجريء (الشرق الأوسط)
السعودية تضم حالياً نحو 30 من شركات رأس المال الجريء (الشرق الأوسط)

مع توفير العديد من خيارات وحلول التمويل المقدمة من الحكومة السعودية، استطاعت المنشآت الصغيرة والمتوسطة من مختلف القطاعات والأحجام الوصول للتمويل المطلوب لتلبية احتياجاتها وتعزيز نموها.
وكشف تقرير صادر من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة - اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - عن تجاوز قيمة عمليات التمويل التي شاركت بها «منشآت» حتى نهاية العام الماضي 85.3 مليار ريال (22.7 مليار دولار)، منها 67.7 مليار ريال (18 مليار دولار) تم ضمانها من خلال برنامج «كفالة»، في حين وصل حجم القروض عبر «بوابة التمويل» الإلكترونية الشاملة التي تقدم خيارات متنوعة لتمويل القطاع وتجمع عدد كبير من الممولين في منصة واحدة حوالي 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار).
ومن أبرز العمليات التي شاركت بها «منشآت» لدعم القطاع، إعادة 3.5 مليار ريال (933 مليون دولار) كتعويض عن الرسوم الحكومية التي تقوم بدفعها مثل الرسوم، فيما تمكنت من توفير 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار) من خلال «مبادرة الإقراض غير المباشر»، في حين وفرت «الشركة السعودية للاستثمار الجريء 1.3 مليار ريال (346 مليون دولار)».
وتسعى الحكومة السعودية في رفع تحفيز وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال إطلاق عدد من المبادرات والبرامج التي تسهم في توسيع أعمال القطاع من خلال توفير جميع الحلول التمويلية لضمان استمراريتها وتحقيق المستهدفات المرسومة لها.
وبحسب التقرير، فإن منصة «بوابة التمويل» تشهد إقبالاً متزايداً من قبل هذه المنشآت، حيث ارتفعت قيمة القروض التي تم تقديمها من 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار) في 2020 إلى أكثر من 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) أي ما يمثل ارتفاعا بنسبة 884 في المائة. وتعد المنصة التي ساعدت أكثر من 2772 شركة حتى الآن، أحد أبرز حلول التقنيات المالية التي صممتها «منشآت»، والتي تهدف لتوفير التمويل المطلوب للقطاع بشكل سريع وسهولة وكفاءة، وتسعى «بوابة التمويل» لأتمتة عملية الإقراض بالكامل بدءاً من تقديم الاستفسارات وحتى تسليم التمويل المطلوب، وهو ما ساعد على خفض متوسط وقت تقديم الخدمة من 86 يوماً في ديسمبر (كانون أول) 2020 إلى 35 يوما فقط في نهاية العام المنصرم، أي ما يمثل انخفاضاً 757 في المائة.
ووفقاً للتقرير فقد ساعدت الإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي تطبقها الحكومة في إطار رؤية 2030 على زيادة الإقبال على أنشطة رأس المال الجريء التي تعتمد على تقديم التمويل مقابل حصة من الأسهم، لتصبح السعودية إحدى الأسواق الإقليمية الرائدة في هذا المجال. واتخذت البلاد العديد من الإجراءات الفعالة لدعم ريادة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين بيئة الأعمال، وهو ما جعل السوق جاذبة لهذا النوع من الأنشطة.
وبين التقرير، أن السعودية تضم حالياً نحو 30 شركة من شركات رأس المال الجريء، 14 استديو للشركات الناشئة و18 جهة استثمارية لتمويل المشروعات الناشئة - ما بين مستثمرين ملائكيين وحاضنات أعمال أكاديمية - في الوقت الذي تحرص فيه «الرياض» على تعزيز منظومة الاستثمار الجريء عن طريق الدعم الحكومي المباشر والذي يتم تقديمه من خلال اثنين من الصناديق الاستثمارية، وهما الشركة السعودية للاستثمار الجريء التي أسستها «منشآت»، وكذلك صندوق جدة الاستثماري.
وقال التقرير إنه يتم توجيه الجزء الأكبر من تمويل المنشآت الناشئة في السعودية لقطاع التقنية، ويعد ذلك انعكاساً طبيعياً لزيادة اعتماد المواطنين على الأنظمة والأدوات الرقمية مثل التسوق الإلكتروني، على غرار ما تشهده الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن هذا التوجه لقطاع التقنية يزداد يوماً بعد يوم خاصةً مع ظهور العديد من الخدمات الرقمية التي تدعم التسوق الإلكتروني، بما في ذلك شركات الخدمات اللوجستية ومواقع عرض المنتجات وشركات الدفع الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».