عقد مسؤولان أميركيان اجتماعاً افتراضياً مع قادة «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس سوريا الديمقراطية»، بعد التمرد المسلح الذي شهده سجن الصناعة بحي غويران جنوبي مدينة الحسكة الشهر الحالي.
وبحث جون غودفري، القائم بأعمال مبعوث مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، وإيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية، مع القيادة العامة لقوات «قسد» ومجلسها السياسي «مسد»، آخر التطورات بشأن العصيان المسلح الذي نفذه محتجزو «داعش» في سجون القوات ومشاركة خلايا نشطة موالية للتنظيم في التمرد، حيث أكدا «التزام الإدارة الأميركية بالشراكة مع (قسد) حتى إلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم والقضاء على الخلايا النشطة الموالية في سوريا».
وتجددت الاشتباكات في محيط سجن الصناعة وداخل أقبية وزنازين القسم الشمالي، وتواصل قوات «قسد» عمليات التمشيط والبحث الدقيق داخل مبنى السجن بعد 4 أيام من إعادة السيطرة عليه يوم الأربعاء الماضي، وشنّت قوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الإرهاب حملات أمنية واسعة وكثفت المسح الأمني والعسكري في مهاجع وزنازين السجن التي تحصنت فيها خلايا هاجمت السجن. ولوحظ انتشار مكثف لآليات ومصفحات عسكرية في ساحة الباسل المطلة على السجن والمدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، إلى جانب استمرار عمليات تفتيش منازل المدنيين والمحال التجارية في حيي غويران والزهور، وعثرت قوى الأمن على كميات من الأسلحة من بينها رشاشات كلاشنكوف و«بي كي سي» وصناديق من الذخيرة وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة ومتفجرات. وكشفت قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن عن وجود جيوب إرهابية محاصرة تتحصن فيها خلايا مسلحة موالية للتنظيم داخل سجن الصناعة، وقال مدير المركز الإعلامي فرهاد شامي: «لا يزال عدد من (الدواعش) يقدر عددهم بما بين 60 و90 شخصاً يتحصنون ويحاولون الحفاظ على مسافة للاشتباك، ضمن المهاجع الشمالية للسجن»، وأكد أن الحملات الأمنية لتمشيط جميع أجنحة ومهاجع السجن ومحيطها مستمرة، مضيفاً: «أطلقت قواتنا حملة تمشيط دقيقة ومسحاً أمنياً وعسكرياً في مهاجع السجن، التي يتحصن فيها مسلحو التنظيم الذين هاجموا السجن»، مشيراً إلى أنهم أطلقوا نداءات لهؤلاء المسلحين بغية الاستسلام ورمي أسلحتهم: «قواتنا وجهت نداء الاستسلام الآمن لهؤلاء إذ سنتعامل معهم بكل حزم في حال عدم الاستجابة».
ولليوم الثاني، شنّت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي ضربات جوية واستهدفت مبنى سجن الصناعة في حي غويران، وقصفت، يوم الجمعة الماضي، بغارتين جويتين مواقع محاصرة لا تزال يتحصن فيها مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما قصفت، أمس (السبت)، بضربة جوية مركزة السور الشمالي للسجن بعد تجدد الاشتباكات.
وأعلنت قوات «قسد» استعادة «السيطرة الكاملة» على سجن «غويران» جنوبي مدينة الحسكة الذي يضم 5 آلاف متطرف كانوا مسلحين في صفوف التنظيم، وسمحت قوى الأمن لسكان الحارة العسكرية وبعض أحياء شوارع غويران وحي الزهور بالعودة إلى منازلهم وممتلكاتهم، فيما منعت سكان باقي المناطق المحيطة بالسجن من العودة للاطمئنان على منازلهم بسبب استمرار الإجراءات الأمنية وعمليات التمشيط.
وقالت قوى الأمن أن عدداً من مسلحي التنظيم فجروا، أول من أمس (الجمعة)، سيارة ودراجة نارية مفخختين قرب سجن الصناعة، ما أدى إلى حدوث مواجهات بين حراس السجن والإرهابيين، وألقت القبض على مسلح مشتبه به موالٍ للتنظيم في حي الصالحية، وثلاثة متوارين من الخلايا النشطة في ساحة جودي التابعة لحي الكلاسة الواقعة غربي الحسكة.
إلى ذلك، طالبت 130 منظمة وجمعية مدنية تعمل وتنشط في مدن وبلدات شرق الفرات الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «قسد»، بالبدء بمساءلة عناصر التنظيم، وقالت، في بيان، إن الهجوم الأخير على سجن غويران مؤشر خطير إلى إمكانية إحياء وعودة تجميع خلايا التنظيم الإرهابي، وأكدت أن عدم محاسبة المتورطين من مسلحي التنظيم على الانتهاكات التي قام بها بحق السوريين، «هي جريمة مستمرة بحق الضحايا وعائلاتهم».
وقال بسام الأحمد مدير منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» التي وقعت وشاركت في البيان، بحديث لـ«الشرق الأوسط»، إنهم طالبوا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنشاء فريق تحقيق خاص ومحدد الولاية زمنياً، «من أجل جمع وحفظ وتخزين الأدلة داخل سوريا وخارجها، حول الانتهاكات التي قام بها تنظيم (داعش) والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية، وتحديد جميع الكيانات والأفراد المسؤولين عن تلك الجرائم»، وأشار إلى ضرورة توفير المناخ اللازم لبدء عمليات مساءلة فورية، «على جميع الجرائم والانتهاكات الموثقة، التي قام بها التنظيم أثناء وبعد فترة سيطرته على مناطق من سوريا خلال فترة خلافته المزعومة»، ولا بد من تعزيز أمن وحماية المرافق والسجون التي تحوي مسلحي التنظيم وفق المعايير الدولية، «إلى حين تقديمهم لمحاكمات عادلة، والضغط مجدداً على الدول لإعادة مواطنيها من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم»، على تعبير الأحمد.
أميركا تجدد دعمها لـ«قسد» ضد «داعش» بعد تمرد «غويران»
تجدد الاشتباكات في محيط سجن الحسكة... وطيران التحالف الدولي يشن ضربات
أميركا تجدد دعمها لـ«قسد» ضد «داعش» بعد تمرد «غويران»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة