بعد فترة وجيزة من بدء وباء «كوفيد - 19»، أفاد الأطباء بأن «فئة من المرضى الذين تعافوا من المرض لا يزالون يعانون من أعراض مثل فقدان حاستي الشم أو التذوق، أو صعوبة التنفس، أو المعاناة مما يسمى بـ(ضباب الدماغ)، وهي الحالة التي تسمى بـ(كوفيد المستمر)، أو (متلازمة ما بعد الشفاء من كوفيد - 19)».
و«يكون الاكتشاف المبكر للمرضى المرشحين للانضمام لهذه الفئة، مفيداً في التخطيط لعلاجها بشكل مختلف»، وفق كارلو سيرفيا، الباحث في المناعة بمختبر بويمان في جامعة زيوريخ. وأكد سيرفيا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون سبب استمرار هذه الأعراض، هو استمرار الفيروس نفسه، وهذا أمر نادر الحدوث، ولا يفسر سوى جزء بسيط من المرضى المصابين بمرض (كوفيد - 19) الطويل، أو قد يكون السبب الثاني هو وجود خلل في المناعة الذاتية أو حدوث استجابة مناعية مضللة، كسبب ثالث».
وإذا كانت القاعدة العلمية تقول إن تحديد المشكلة هو أول طرق العلاج، فإن سيرفيا يشير إلى أن «تقييم الحالات المرضية في مرحلة مبكرة، واكتشاف احتمالات انضمامها لهذه الفئة، وفهم الأسباب التي أدت للانضمام، قد يسمح بمعالجة المرضى بطريقة مستهدفة، فيكون التطعيم المعزز ملائماً للحالات التي تعاني من استمرار الفيروس، وتكون الأدوية المستخدمة ضد أمراض المناعة الذاتية ملائمة للسبب الثاني، بينما العلاجات المعدلة للمناعة، مثل الغلوبولين المناعي الوريدي، هي الأنسب للثالث».
وكان سيرفيا قد شارك بدراسة نشرت بدورية «نيتشر كومينيكيشن»، وهدفت إلى وضع آلية لاكتشاف هذه الفئة من المرضى، حيث درس هو وزملاؤه من الباحثين التاريخ الطبي لـ175 شخصاً مصاباً بـ«كوفيد - 19»، 40 شخصاً ظلوا غير مصابين طوال فترة الدراسة، والتي استمرت لمدة عام تقريباً. وخلال تلك الفترة، اكتشفوا أن «82.2 في المائة ممن أصيبوا بعدوى شديدة انتهى بهم المطاف بالمعاناة مع متلازمة ما بعد الشفاء من (كوفيد - 19) أي استمرار أعراض المرض لفترة طويلة، مقابل 53.9 في المائة فقط من المرضى المصابين بعدوى خفيفة». ووجدوا أيضاً أن «المرضى الذين يعانون من المتلازمة أنتجوا أيضاً عدداً أقل من الأجسام المضادة (IgM) و(IgG3) طوال فترة العدوى، مقارنة بأولئك الذين يعانون من عدوى أكثر اعتدالاً، وارتفعت مستويات الأجسام المضادة للمرضى المصابين الذين لم يصابوا بالمتلازمة مع ظهور العدوى».
ووجد الباحثون أيضاً أن «عوامل الخطر الأخرى لعبت دوراً أيضاً في الإصابة بالمتلازمة، فمرضى الربو وكبار السن يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة، كما أن هناك عوامل أخرى مثل عدد الأعراض أثناء العدوى الحادة».
ويقول سيرفيا إن «أهم مزايا ما توصلنا له، هو أنه يمكن التنبؤ مبكراً بالمرضى المرشحين للانضمام لهذه الفئة باستخدام معلومات متاحة، وبالتالي، ما عليك سوى معرفة عمر المريض وتاريخ الإصابة بالربو، وعدد الأعراض أثناء العدوى الحادة (بشكل أكثر دقة، ما إذا كان المريض يعاني من 0 أو 1 أو 2 أو 3 أو 4 أو 5 من أعراض الحمى والتعب، السعال، وضيق التنفس، وأعراض الجهاز الهضمي، وتركيزات اثنين من الغلوبولين المناعي، أي إجمالي الغلوبولين المناعي M (IgM) والغلوبولين المناعي G3 (IgG3)، لحساب المخاطر، وقياس إجمالي (IgM) و(IgG)غير مكلف ويمكن قياسه في معظم المستشفيات».
ولا يستطيع سيرفيا الجزم بشأن «ما إذا كان متحور (أوميكرون) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ(متلازمة ما بعد الشفاء) من (كوفيد - 19)». ويقول إنه «من السابق لأوانه تقييم جميع عواقب الإصابة بمتغير (أوميكرون)، وللأسف لا نعرف كيف يغير المتغير من خطر تطوير هذه المتلازمة أو مسار الوباء».
3 أسباب لمتلازمة ما بعد الشفاء من «كوفيد ـ 19»
باحث مناعة في جامعة زيوريخ يتحدث عن آلية للاكتشاف المبكر
3 أسباب لمتلازمة ما بعد الشفاء من «كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة