إردوغان يستبدل وزير العدل بعد انتقاده مراقبة تحركات إمام أوغلو

المعارضة أرجعته إلى الخلافات مع وزير الداخلية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعاد بكير بوزداغ إلى وزارة العدل. والصورة التي تجمعهما أرشيفية تعود إلى عام 2016 (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعاد بكير بوزداغ إلى وزارة العدل. والصورة التي تجمعهما أرشيفية تعود إلى عام 2016 (رويترز)
TT

إردوغان يستبدل وزير العدل بعد انتقاده مراقبة تحركات إمام أوغلو

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعاد بكير بوزداغ إلى وزارة العدل. والصورة التي تجمعهما أرشيفية تعود إلى عام 2016 (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعاد بكير بوزداغ إلى وزارة العدل. والصورة التي تجمعهما أرشيفية تعود إلى عام 2016 (رويترز)

قبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقالة وزير العدل عبد الحميد غل وأعاد وزير العدل السابق بكير بوزداغ إلى المنصب بعد تركه عام 2017 حيث عين نائباً لرئيس الوزراء متحدثاً باسم الحكومة التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم آخر رئيس وزراء قبل تطبيق النظام الرئاسي عام 2018.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية، أمس (السبت)، مرسوماً رئاسياً أصدره إردوغان في ساعة متأخرة بعد منتصف ليل الجمعة بتعيين بوزداغ، النائب بالبرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وزيراً ‏للعدل بعد استقالة غل.
ولم تشر الجريدة إلى أسباب استقالة غل من منصبه لكن أوساطاً سياسية تحدثت عن خلافات بينه وبين وزير الداخلية سليمان صويلو، الذي يحظى بدعم كبير من رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي، شريك حزب العدالة والتنمية في «تحالف الشعب»، بسبب تسريب صور من كاميرات مراقبة الطرق في إسطنبول لرئيس بلديتها المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، لدى توجهه إلى أحد المطاعم ثم لقائه على الغداء مع السفير البريطاني في تركيا لمدة ساعة في الوقت الذي كانت الثلوج تهبط بكثافة على إسطنبول وأدت إلى تعطل الطرق.
كانت وزيرة الأسرة والتضامن السابقة بتول سايان كايا، النائبة عن حزب العدالة والتنمية، نشرت صور إمام أوغلو التي التقطتها كاميرات الطرق عبر تويتر وعلقت قائلة إنه بينما علق الناس بالطرق ولا يجدون طعاماً يذهب رئيس بلدية إسطنبول إلى مطعم أسماك لتناول الغداء.
وقال نائب حزب الشعب الجمهوري التركي عن مدينة إسطنبول، محرم أركك، إن استقالة وزير العدل التركي عبد الحميد غل، في منتصف الليل، جاءت بعد خلافات بينه وبين وزير الداخلية سليمان صويلو في الأسابيع الماضية، وأضاف: «استقال وزير العدل عبد الحميد غل، المعروف منذ فترة بالتوتر مع وزير الداخلية سليمان صويلو، من منصبه، وتم تعيين بكير بوزداغ، الذي شغل سابقاً منصب وزير العدل في حكومات حزب العدالة والتنمية مكانه، ويُعد غل من بين الذين فصلوا من عملهم عند منتصف الليل، كما تم استخدام عبارة (طلب الإعفاء من مهامه)، كما استخدمها صهر إردوغان، برات البيرق سابقاً».
واعترض غل علناً على أسلوب وزير الداخلية سليمان صويلو في تعقب وملاحقة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، عن طريق كاميرات المراقبة وتسريب الصور للإعلام الموالي للحكومة، وأكد أن ذلك يشكل خروجاً صارخاً على القانون.
وطالب إمام أوغلو المدعي العام الجمهوري والمدعي العام لمدينة إسطنبول بالتحقيق في واقعة تسريب لقطات كاميرات مراقبة الشوارع، والكشف عن الشخص الذي أعطى الأوامر وعن الذين تورطوا في تسريب اللقطات باعتباره اعتداءً على حقوقه القانونية والشخصية.
بدوره، انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، تسريب صور الكاميرات إلى وسائل الإعلام الموالية لإردوغان واللجان الإلكترونية التابعة لحزب العدالة والتنمية، مشيراً إلى أن تركا دولة يحكمها القانون ولا يمكن مراقبة الأشخاص عبر الكاميرات أو التنصت على هواتفهم لأن ذلك يعد اعتداءً على الحياة الشخصية.
ودخل غل في تلاسن حاد مع وزير الداخلية عندما قال إن «القانون لا يأتي متأخراً بعد تنفيذ الشرطة للأعمال، بل يسير في المقدمة»، وذلك رداً على تصريحات صويلو التي سخر فيها من القضاء التركي، قائلاً إن قرار المحكمة يأتي لاحقاً بعد أن تنفذ الشرطة ما تريد.
وقال غل: «دليلنا هو القانون، طريقنا هو القانون، ودليلنا هو القانون، دولة القانون هي ما تدلنا على الواجب فعله، لا ندع القانون يأتي متأخراً أو في وقت لاحق للتنفيذ، دع القانون يسير في المقدمة، دعونا نعدل أوضاعنا وفقاً لذلك».
ووجه صويلو انتقادات لغل في وقت سابق، كما أن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، المعروف بدعمه لصويلو، لم يكن يريد غل في منصب وزير العدل، وانحاز لصويلو في السجال الذي وقع بينهما.
وكان وزير العدل الجديد بكير بوزداغ (56 عاماً) قد شغل منصب وزير العدل في عهد حكومة إردوغان السابقة لفترتين بين ‏عامي 2013 و2015، ثم بين عامي 2015 و2017، قبل أن يصبح نائباً لرئيس ‏الوزراء في حكومة بن علي يلدريم حتى 2018، عندما أُلغي هذا المنصب في إطار تعديلات دستورية منحت ‏إردوغان سلطات تنفيذية واسعة في ظل النظام الرئاسي، الذي حل بديلاً للنظام البرلماني.‏
إلى ذلك، هدد إردوغان باتخاذ إجراءات ضد وسائل الإعلام إذا نشرت محتوى يضر بالقيم الأساسية للبلاد، فيما اعتبره مراقبون مقدمة محتملة لمزيد من التضييق في حرية التعبير.
وفي إشعار نُشر في الجريدة الرسمية، أمس، قال إردوغان إن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير لحماية «الثقافة الوطنية» في تركيا ومنع النشء من التأثر سلباً نتيجة التعرض لمحتوى ضار على وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.
وبينما لم يحدد إردوغان ماهية «المحتوى الضار» للإعلام، قال إنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد «الأنشطة العلنية أو الخفية عبر وسائل الإعلام والتي تهدف إلى تقويض قيمنا الوطنية والأخلاقية والإضرار ببنية الأسرة والمجتمع».
وشددت حكومة إردوغان من رقابتها على وسائل الإعلام وأصبحت وسائل الإعلام في البلاد تخضع لسيطرتها بنسبة أكثر من 90 في المائة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وجاءت تركيا في المرتبة 153 من 180 على مؤشر حرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود» عن عام 2021.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.