مصر توجّه بالتوسع في حملات التطعيم ضد {كورونا}

بهدف الحماية من العدوى تزامناً مع تصاعد الإصابات

مركز لتلقي اللقاحات للمترددين على معرض القاهرة الدولي للكتاب (الحكومة المصرية)
مركز لتلقي اللقاحات للمترددين على معرض القاهرة الدولي للكتاب (الحكومة المصرية)
TT

مصر توجّه بالتوسع في حملات التطعيم ضد {كورونا}

مركز لتلقي اللقاحات للمترددين على معرض القاهرة الدولي للكتاب (الحكومة المصرية)
مركز لتلقي اللقاحات للمترددين على معرض القاهرة الدولي للكتاب (الحكومة المصرية)

أعلنت الحكومة المصرية «التوسع في حملات التطعيم باللقاحات، بهدف الحماية من عدوى (كورونا)، وتقليل شدة الأعراض»، وذلك تزامناً مع زيادة في إصابات الفيروس. فيما أكدت وزارة الصحة المصرية «قدرتها على تقديم أفضل رعاية صحية للمرضى، واستيعاب أي زيادة قد تحدث في أعداد إصابات فيروس (كورونا)، وإمكانية زيادة أعداد الأسرة بالمستشفيات وفقاً للاحتياجات».
وراجع وزير التعليم العالي المصري، القائم بأعمال وزير الصحة خالد عبد الغفار، خلال اجتماعه مع قيادات وزارة الصحة ورؤساء القطاعات والهيئات، مساء أول من أمس، «معدلات الرسائل النصية التي تصل الوزارة على الرقم المجاني (1440) والتي يقوم طالب الخدمة من خلالها بإرسال كلمة (عزل)، ليتم التواصل معه للاستفادة بخدمات منظومة متابعة مرضى فيروس (كورونا) بالعزل المنزلي، التي تسهم بشكل كبير في الحفاظ على استقرار الحالة الصحية للمصابين، وتقديم الخدمات العلاجية في الوقت المناسب».
وناقش الوزير عبد الغفار، اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس فيما يخص تحديث أدلة العمل ببروتوكولات علاج مرضى الفيروس، خصوصاً مع نجاح الدولة المصرية في توفير أحدث أدوية علاج «كورونا» في العالم، موجهاً بـ«تكثيف تدريب الفرق الطبية على البروتوكولات العلاجية المحدثة»، مؤكداً على «تطبيق بروتوكولات العلاج المحدثة واستخدامها حسب الحالة الصحية لكل مريض، وكذلك متابعة التزام المستشفيات بمعايير مكافحة العدوى، والمرور الدوري على الأقسام الداخلية والرعايات المركزة، حفاظاً على صحة وسلامة المرضى والفرق الطبية».
في غضون ذلك، قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية محمد عوض تاج الدين، إن «انتشار متحور (أوميكرون) يساوي 3 أضعاف قدرة فيروس (كورونا)»، مشيراً إلى أن «قدرة انتشار (أوميكرون) وصلت إلى 3 أضعاف الفيروس الأصلي، و4 أضعاف الإنفلونزا الموسمية».
وأضاف تاج الدين في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، أن «متحور (أوميكرون) حالياً يصيب عائلة بأكملها، ومن المتوقع قلة هذه المتحورات خلال الفترة المقبلة، وانتهاء انتشار (أوميكرون) مع بداية فصل الصيف».
يأتي هذا في وقت أعلنت «الصحة المصرية» أنه تم «تسجيل 1985 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، فضلاً عن 36 حالة وفاة جديدة»، لافتة إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 417453 من ضمنهم 351418 حالة تم شفاؤها، و22496 حالة وفاة».
وتشير «الصحة» إلى أنها «خصصت مركزين لتلقي اللقاحات المضادة للفيروس داخل ساحات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 لتطعيم المشاركين والمترددين على المعرض، في إطار حملة التطعيمات الموسعة التي تقوم بها الوزارة للحد من تداعيات انتشار الفيروس. وتوكد وزارة الصحة بمصر أنها «تواصل رفع استعداداتها بجميع المحافظات المصرية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس (كورونا)، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.