انقسام أميركي ـ أميركي حول عنصرية إسرائيل

TT

انقسام أميركي ـ أميركي حول عنصرية إسرائيل

بعد سنين طويلة كان فيها اللوبي الإسرائيلي مسيطراً على الرأي العام الأميركي، تتحول الساحة السياسية في الولايات المتحدة إلى حلبة صراع يتجند فيها الكثير من الأميركيين لمناصرة الفلسطينيين ومواجهة النشاط الإسرائيلي. ويوم أمس، تجلى هذا الصراع في مواجهة خطر تصنيف إسرائيل كدولة فصل عنصري (أبرتهايد).
فقد خرج 42 عضواً في الكونغرس برسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يطالبونه باستغلال نفوذ بلاده في العالم لمنع توجه مجلس حقوق الإنسان العالمي، التابع للأمم المتحدة، إلى دمغ الدولة العبرية بالـ«أبرتهايد»، فيما انطلقت حملة أميركية لمئات الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني احتجاجاً على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لمناصري وداعمي الشعب الفلسطيني للمشاركة بكثافة في هذه الفعاليات. وقد افتُتح أمس الجمعة نشاط غير مسبوق في وزنه النوعي وحجمه يقام في ولاية كاليفورنيا، وسيستمر لمدة ثلاثة أيام. وتتخلل هذا النشاط مسيرة مركبات تنديداً بسياسة التطهير العرقي التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس والتهجير في النقب. كما ستعقد ندوات وحوارات مفتوحة، وستتم استضافة نشطاء للتحدث عن معاناة أبناء الشعب الفلسطيني. وفي أولوية هذه الفعاليات مطالبة الإدارة الأميركية بوقف منح إعفاءات ضريبية للأميركيين الذين يتبرعون بالمال إلى الجمعيات اليهودية التي تمول المستوطنات والمستوطنين في المناطق الفلسطينية المحتلة وتمول «الصندوق القومي اليهودي» ومنظمات المستوطنين التي تمارس أعمال العنف والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
وتم أمس عرض شريط فيديو لمنظمة «لو تعلم أميركا» المؤيدة للحقوق الفلسطينية، والذي انتشر بكثافة على الشبكات الاجتماعية. مدة الفيديو دقيقتان وهو يتحدث عن الأطفال الفلسطينيين ضحايا العنف الإسرائيلي. ويبين الشريط أن 78 طفلاً فلسطينياً قتلتهم إسرائيل عام 2021، مقابل طفل إسرائيلي واحد قتله فلسطينيون. وأطلقت هذه المنظمة حملة لمطالبة أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لمنح إسرائيل مليارات الدولارات من الضرائب التي تجبى من الأميركيين، بمشاهدة الفيديو للتعرف على كيفية استخدام إسرائيل أموال الضرائب الأميركية.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أطلقت حملة لتقويض شرعية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولجنة التحقيق التي شكلها للتحقيق في الحملة الحربية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وقال موقع «واللا» العبري، إن إسرائيل تخشى أن تخرج اللجنة بتقرير عن الأوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة بشكل متشدد فتنعتها بأنها «دولة أبرتهايد»، كما يفعل الفلسطينيون. وأعلنت تل أبيب أمس أنها نجحت في تجميع تواقيع 42 عضواً في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على رسالة موجهة إلى بلينكن تطالبه بالعمل على وقف نشاط هذه اللجنة أو منعها من تصنيف إسرائيل كـ «دولة أبرتهايد»، ووصفوا هذا التصنيف بأنه «غير نزيه».
يذكر أن وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية، اعتبرت هذه الحملة «تحريضاً إسرائيلياً ضد مجلس حقوق الإنسان ومحاولة إرهاب وتخويف إسرائيلية للتغطية على جرائم الاحتلال والمستوطنين». وقالت إن «إسرائيل لا تكتفي بمواصلة الانتهاكات والجرائم وتصعيد الاستقواء الاستيطاني على شعبنا وأرضه، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، بل تحاول وقف أي انتقادات أو إدانات لسلوكها وممارساتها الاستعمارية العنصرية وتشن حملة تحريض واسعة النطاق ضد أي دولة أو منظمة أممية أو قرار دولي يفضح هذه الممارسات».


مقالات ذات صلة

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لوم تشاوان كان غاضباً من الهتافات (رويترز)

استبدال تشاونا لاعب لاتسيو بعد تعرضه لإساءة عنصرية أمام تفينتي

قال ماركو باروني، مدرب لاتسيو الإيطالي، إن جناحه لوم تشاونا استُبدال بعد تعرضه لإهانات عنصرية من الجماهير خلال الفوز 2 - صفر على تفينتي.

«الشرق الأوسط» (روما)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.