قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن «الأزمة في لبنان تُجبر الشباب والشابات، على نحو متزايد، على ترك التعليم والانخراط في عمالة غير رسمية وغير منتظمة والقبول بأجورٍ متدنية في سبيل البقاء على قيد الحياة ومساعدة أسرهم على مواجهة التحديات المتزايدة».
وأفاد تقرير «اليونيسيف» تحت عنوان «البحث عن الأمل»، بأن «أربعة من كل عشرة شباب وشابات في لبنان تقريباً خفضوا الإنفاق على التعليم من أجل شراء المستلزمات الأساسية من غذاء ودواء ومواد أساسية أخرى. وانقطع ثلاثة من كل عشرة عن التعليم كلياً».
وأفاد التقرير بأن نسبة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية انخفضت من 60 في المائة في عامي 2020 - 2021 إلى 43 في المائة خلال السنة الدراسية الحالية، مشيراً إلى أنه يمكن أن يؤدي انقطاع الشباب والشابات عن التعلم إلى آثار كبيرة على مستقبلهم التعليمي وعلى آفاق العمل الذي قد ينخرطون فيه على المدى البعيد. من هنا يحذر أنه إذا «لم يُعمل سريعاً إلى تغيير الاتجاهات الحالية واتخاذ الإجراءات المناسبة، فستتفاقم الأمور أكثر وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على النمو المستقبلي والتماسك الاجتماعي في لبنان. وفي ظل الأزمات التي تدفع كثيراً من الشباب والشابات إلى ترك التعليم، فإنه غالباً ما يجد هؤلاء أنفسهم غير مهيئين للمنافسة على الوظائف القليلة المتاحة، وقد ينتهي بهم الأمر، في أحيانٍ كثيرة، إلى القبول بأجر منخفض في قطاع غير نظامي».
وأوضح التقرير أن متوسط دخل الشباب والشابات العاملين الشهري يبلغ مليوناً و600 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 64 دولاراً أميركياً تقريباً، حسب سعر السوق السوداء الموازية، وتطرق التقرير إلى أوضاع أحوال الشباب السوريين في لبنان، مشيراً إلى «تدني دخل هؤلاء إلى النصف، مقارنة بما يجنيه الشباب اللبناني، أي ما يعادل الدولار الواحد يومياً.
ولفت إلى أن 13 في المائة من العائلات تعتمد استراتيجية تكيف تتمثل بإرسال أطفالها ما دون سن 18 عاماً إلى العمل، وهذه النسبة قد ترتفع أكثر إذا ساء الوضع أكثر.
وهذا الوضع ينسحب أيضاً بحسب التقرير على النفقات الصحية، لافتاً إلى أن واحداً من كل شابين اثنين خفض تقريباً النفقات الصحية، وتلقى 6 من كل 10 شباب فقط الرعاية الصحية الأولية عندما احتاجوا إليها.
إلى ذلك، نقل تقرير «اليونيسف» عن حنين (17 عاماً) قولها إن «الأموال التي نجنيها الآن لم تعد كافية. التضخم مرتفع جداً وما نحصل عليه لا يكفي لمواجهة هذا التضخم؛ لذا، علينا شهرياً تحديد الأولويات - إيجار المنزل، الأدوية، والغذاء - ولا يمكننا الحصول على جميعها في آن واحد».
من جهتها قالت هند (22 عاماً): «نظرتي للمستقبل قاتمة. لأول مرة في حياتي أريد أن أرحل، أريد أن أغادر بلدي، أريد أن أهاجر من لبنان».
أزمة لبنان تدفع الشباب إلى ترك التعليم والانخراط في «عمالة غير رسمية»
أزمة لبنان تدفع الشباب إلى ترك التعليم والانخراط في «عمالة غير رسمية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة