مواجهات بالثلوج في القدس

مستوطنون يقتحمون الأقصى

أطفال يلهون بالثلوج أمام قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى في القدس (رويترز)
أطفال يلهون بالثلوج أمام قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى في القدس (رويترز)
TT

مواجهات بالثلوج في القدس

أطفال يلهون بالثلوج أمام قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى في القدس (رويترز)
أطفال يلهون بالثلوج أمام قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى في القدس (رويترز)

استغل فلسطينيون سقوط الثلوج بكثافة على القدس، وأمطروا الشرطة الإسرائيلية بكرات الثلج بدل الحجارة ليلة الأربعاء/ الخميس.
وأظهر مقطع فيديو عشرات الشبان في منطقة باب العامود، يمطرون أفراد الشرطة الإسرائيلية وسياراتها بالحجارة بشكل مكثف ومتكرر، ما خلف ردة فعل إسرائيلية غاضبة. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 22 فلسطينيا على خلفية هذه المواجهات في القدس.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان أصدرته الخميس، أن الساعات الماضية شهدت تنفيذ شرطة الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت 22 شاباً مقدسياً على الأقل. وإن عملية الاعتقال جاءت على خلفية تفاعل الشبان المقدسيين مع تساقط الثلوج في كافة أنحاء العاصمة المحتلة.
وكانت القدس قد اكتست ليلة الأربعاء وصباح الخميس، بالثلوج، ما دفع الفلسطينيين إلى الخروج إلى الشوارع للترحيب بالزائر الأبيض. واقتنص شبان لحظة هطول كثيفة للثلوج، فقاموا بالوصول إلى أعلى نقطة على سور المدينة العالي، ورفعوا عليه العلم الفلسطيني. وسرعان ما تحولت لحظات البهجة التي رافقها بث الكثير من الصور والفيديوهات، إلى مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الرصاص أيضاً ضد من رفعوا العلم، قبل أن تقتحم المكان وتزيله.
وعادة يتمركز الفلسطينيون للتعبير عن فرحهم أو غضبهم، في منطقة باب العامود والمسجد لأقصى، وهي مناطق تعج دوما بالشرطة الإسرائيلية. لكن مواجهات الثلوج، أمس، تمددت إلى مناطق أخرى. وأمطر فلسطينيون قوات الاحتلال بالثلوج عند مدخل بلدة العيسوية في القدس، قبل أن تقتحم القوات أحد مداخل البلدة بصورة مفاجئة وتمطر الشبان بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية. واعتقلت القوات شابين من المكان وحولتهما للتحقيق.
ولم تمنع الثلوج المتراكمة، المستوطنين، من اقتحام المسجد الأقصى أمس. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته وباحاته وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه، فيما تم منع عشرات الشبان من دخول المسجد عبر باب السلسلة.
مواجهات الثلوج جاءت فيما حاول المقدسيون الاعتماد على أنفسهم في ظل الظروف المناخية الباردة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن المقدسيين شكلوا غرف طوارئ للتعامل مع المنخفض الجوي بأنفسهم. وتم تشكيل لجان طوارئ بمشاركة 300 متطوع، وفتحت 12 غرفة للطوارئ في عدة أحياء وبلدات في محافظة القدس، للمساهمة في فتح الطرقات أمام حركة المواصلات، وتنظيم مصارف المياه في الشوارع، وبالقرب من المنازل، إضافة لتقديم الخدمات لكبار السن من شراء للاحتياجات، أو نقل المرضى لتلقي العلاج في العيادات القريبة، على مدار الساعة، بحسب منسق غرف الطوارئ في مدينة القدس، جاد الغول.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.