الحكومة اللبنانية تتجه إلى رفع دراماتيكي لـ«الدولار الجمركي»

انعكاساته ستكون كبيرة على المواد الاستهلاكية المستوردة

من اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي (دالاتي ونهرا)
من اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي (دالاتي ونهرا)
TT

الحكومة اللبنانية تتجه إلى رفع دراماتيكي لـ«الدولار الجمركي»

من اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي (دالاتي ونهرا)
من اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي (دالاتي ونهرا)

واصل مجلس الوزراء اللبناني، أمس، البحث في الموازنة العامة للعام 2022 على أن يستكمل البحث بها اليوم (الجمعة)، في وقت يبدو أن الاتجاه بات نحو تحديد الدولار الجمركي وفق سعر «دولار منصة صيرفة»، بحسب ما أعلن وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي بعد انتهاء الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
و«دولار صيرفة» هو السعر الذي يحدده المصرف المركزي لبيع وشراء الدولار عبر البنوك والمحدد أخيراً بـ22500 ليرة للدولار، في حين سجل في السوق السوداء نحو 23 ألفاً، علماً بأنه منذ بدء الأزمة المالية ما زال لبنان يعتمد سعر 1500 ليرة للدولار.
وقال الحلبي، إنه «استكملت دراسة الموازنة بكل موادها. وكنا اتفقنا في خلال درس مشروع هذه الموازنة أنه ينبغي، في حال إقرارها من قبل المجلس النيابي أن يعاد توزيع الدخل بما يحقق منسوباً عالياً من العدالة الاجتماعية بعد الفجوات التي خلّفتها الأزمة الراهنة في نشوء طبقات أكثر غنى وطبقات أكثر سحقاً»، مشيراً إلى أن «هذه المواضيع كانت مدار نقاش حيوي عميق؛ لأن الحكومة مدعوة إلى بدء السعي لردم الهوة التي تزيد يوماً بعد يوم بين طبقات الشعب اللبناني. كما جرى نقاش معمق بشأن وضع الإدارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية».
ولفت الحلبي إلى أنه تم البحث «في ضرورة شرح أهداف الموازنة للمواطنين»، منتقداً ما أسماها «ضوضاء إعلامية ارتكزت على حماية بعض المصالح الخاصة التي تعود إلى فئة قليلة من المواطنين كما يجري استغلال ضيق حالهم لتحصيل المزيد من الأرباح غير المشروعة، خصوصاً بما يجري في قطاعات المازوت وبعض المواد الغذائية كما جرى سابقاً في الدواء». وأعلن، أنه سيكون لوزير المالية إطلالة إعلامية لاحقاً لشرح سائر القضايا المتصلة بهذا المشروع، وقال، إن جلسات مجلس الوزراء ستستأنف اليوم (الجمعة) لقراءة التقرير المقدم من وزير لمالية بشأن مشروع الموازنة، كما سيصار إلى دراسة المواد التي تأخر نقاشها.
وعن موضوع تصحيح الأجور، أشار إلى أن «هذا الموضوع أخذ حيزاً كبيراً في النقاشات التي انطلقت من نظرة اجتماعية وإنسانية مع مراعاة إمكانات الخزينة، وما يمكن أن توفره الواردات حتى يتقرر المناسب في هذا الشأن».
ورداً على سؤال عن الدولار الجمركي، قال الوزير الحلبي «تقرر ترك هذا الأمر إلى وزير المالية الذي سينجز دراسة حول هذا الموضوع لتقرير ما هو السعر الذي سيعتمد في استيفاء حقوق الدولة عن طريق الدولار الجمركي»، مضيفاً «لا يمكننا وضع أسعار جديدة للدولار الجمركي، بل اعتماد معيار معين قد يكون دولار صيرفة»، معلناً أنه لم يتقرّر حتى الآن تحديد سعر صرف الدولار.
وبانتظار الانتهاء من مشروع الموازنة الذي يترافق منذ تسريب مسودّته مع انتقادات كبيرة مرتبطة بالرسوم التي أدرجت فيها وبالدرجة الأولى رفع سعر «الدولار الجمركي» الذي لا يزال عند حدود الـ1500 ليرة لبنانية، وفق سعر الصرف القديم مع التوجه لتحديده وفق سعر صيرفة»، يبدو واضحاً أن هذا الأمر سينعكس سلباً على حياة اللبنانيين بشكل مباشر، وإن بدرجة متفاوتة بين سلعة وأخرى. وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط»، أن متوسط ارتفاع الأسعار سيكون 25 في المائة مع رفع الدولار الجمركي، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه وعلى عكس كل المعلومات التي كانت قد أشارت إلى أن هذه الموازنة هي موازنة ضرائب فهي لم تتضمّن الضرائب الموجعة إنما أضيفت إليها رسوم لم تكن موجودة في الموازنات السابقة، مع انتقاده رفع فرض دفع رسم الخروج من المطار بالدولار وللدولار الجمركي، الذي إضافة إلى أنه يشجّع على التهريب، فهو سيؤدي إلى تراجع نسبة الاستيراد بدرجة كبيرة جداً.
وفي حين يوضح أن، هناك الكثير من السلع التي لا تخضع للرسوم ولا يجب أن تشهد ارتفاعاً كبيراً، على غرار السلع الغذائية التي يتم استيرادها من الدول العربية وأوروبا نتيجة خضوعها لاتفاقية التجارة مع الدول العربية والأمر نفسه بالنسبة إلى الدول الأوروبية، إضافة إلى الأدوية، يلفت إلى أن زيادة أسعارها ستتأثر برفع أسعار المواد الأولية المرتبطة بها كالمحروقات، وغيرها.
لكن في المقابل، فإن ضريبة القيمة المضافة والدولار الجمركي سينعكسان ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية، كالأدوات الكهربائية والسيارات والثياب والأجهزة الخلوية وغيرها والتي كانت تستورد إلى لبنان بأعداد كبيرة. ويعطي مثالاً على ذلك تراجع عدد السيارات المستوردة العام 2021 إلى 8 آلاف بعدما كان يصل إلى مائة ألف، لافتاً إلى أنه يقدّر أن تصل تكلفة السيارة إلى 150 مليون ليرة على الأقل، في حين كان يستورد لبنان قبل العام 2020 أجهزة خلوية بنحو 170 مليون دولار بينما انخفضت اليوم إلى 45 مليون دولار.
وفي موازاة ذلك، استمرت الانتقادات الموجهة إلى الحكومة على خلفية الموازنة، وكتب عضو كتلة «القوات اللبنانية» زياد حواط عبر حسابه على «تويتر»، «اعترض الرئيس ميقاتي على بنود الموازنة، وكذلك (راعي) الحكومة، (حزب الله)، فمن هو العبقري الذي أعد موازنة لا تتضمن إصلاحات جذرية، وتفتقد التوازن بين وارداتها ونفقاتها، ولا تلحظ أي خطة تعافٍ؟» واصفاً إياها بـ«موازنة السطو على ما تبقى في جيوب الناس».
وأضاف «بدعة البدع في موازنة الحكومة، تخصيص سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان بأكثر من خمسة آلاف مليار ليرة، لتأمين تغذية بساعتين يومياً، بدل الشروع في تنفيذ خطة تؤمّن التغذية الشاملة بالتيار الكهربائي. ألم يشبع هؤلاء من الغرف من خزينة الدولة عبر مؤسسة كهرباء لبنان؟».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.