رئيس «أرامكو»: الانتقال في الطاقة لا يجري بسلاسة

النفط يقاوم «ضغوط الفائدة» بـ«التوتر الأوكراني»

رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر (رويترز)
رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر (رويترز)
TT

رئيس «أرامكو»: الانتقال في الطاقة لا يجري بسلاسة

رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر (رويترز)
رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر (رويترز)

قال أمين الناصر رئيس «أرامكو السعودية» وكبير الإداريين التنفيذيين بالشركة، أمس (الخميس)، إن الاستثمار في النفط والغاز مطلوب جنباً إلى جنب مع الاستثمارات في الطاقة الجديدة حتى تتمكن تلك الأخيرة من تلبية الاستهلاك المتزايد بواقعية.
وأضاف الناصر في تصريحات لمؤتمر «بي 20» في إندونيسيا عبر رابط فيديو: «نتفق جميعاً على أن الانتقال السلس للطاقة أمر ضروري تماماً للتحرك نحو مستقبل للطاقة المستدامة، لكن علينا أيضاً التفكير في التعقيدات والتحديات» حتى نحقق ذلك. وتابع: «علينا الإقرار بأن الانتقال الحالي لا يجري بسلاسة».
وكان الناصر قد قال إن «أرامكو» تستهدف تحقيق صافي انبعاثات صفري من عملياتها بحلول 2050، بينما تبني أيضاً قدرات هيدروكربونية وتوسع الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل يومياً. وتسعى السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، إلى تحقيق «صافٍ صفري» لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تنتج بالأساس من حرق الوقود الأحفوري، بحلول 2060.
وقال الناصر أمس، إن الاستثمارات في الهيدروكربونات يجب أن تتم جنباً إلى جنب مع أنواع الطاقة الجديدة، إذ سيسود الطلب على الطاقة التقليدية على الأرجح لوقت طويل. وأضاف أنه «مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي، ينتعش الطلب على النفط والغاز؛ لكن نظراً لأن الاستثمار في النفط والغاز يتراجع، تتباطأ الإمدادات... وهو سبب ما نشهده من شح كبير في الأسواق في أوروبا وأجزاء من آسيا».
وشدد الناصر على أنه لا يدعو إلى تغيير في أهداف المناخ. وقال: «أقترح أن يستمر الاستثمار في كل من الطاقة القائمة والجديدة حتى تطوير تلك الأخيرة بما يكفي لتتمكن على نحو واقعي وملحوظ من تلبية الاستهلاك العالمي المتزايد للطاقة».
في غضون ذلك، جرى تداول النفط عند أعلى مستوياته في سبع سنوات فوق 90 دولاراً للبرميل أمس، إذ دعمت أزمة أوكرانيا الأسعار، على الرغم من إشارات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيشدد السياسة النقدية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 80 سنتاً، أي 0.89%، إلى 90.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 74 سنتاً، أو 0.85%، إلى 88.09 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط أول من أمس (الأربعاء)، فزاد خام برنت متجاوزاً 90 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ سبع سنوات وسط توترات بين روسيا والغرب. وتقف روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، في مواجهة مع الغرب بشأن أوكرانيا مما يثير مخاوف من تعطل إمدادات الخام إلى أوروبا.
وينصب اهتمام السوق على اجتماع يوم الثاني من فبراير (شباط) المقبل لمجموعة «أوبك+» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» إلى جانب منتجين آخرين منهم روسيا.
ومن المرجح أن تلتزم المجموعة بخططها لزيادة المستوى المستهدف لإنتاج النفط في مارس (آذار)، وفقاً لما ذكرته عدة مصادر من «أوبك+» لـ«رويترز».
وتزيد «أوبك+» المستوى المستهدف للإنتاج كل شهر منذ أغسطس (آب) الماضي بمقدار 400 ألف برميل يومياً، متخلية تدريجياً عن خفض قياسي للإنتاج في 2020. لكن المجموعة واجهت تحديات تتمثل في الطاقة الإنتاجية المتاحة والتي منعت بعض الأعضاء من زيادة الإنتاج وفقاً لحصصهم. لكن زيادة مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة خففت بعض الشيء من القلق المتعلق بالإمدادات.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 2.4 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره 728 ألف برميل في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء المحللين. وزادت مخزونات البنزين بمقدار 1.3 مليون برميل، وهي أكبر زيادة منذ فبراير 2021.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.