«النمو» يعادل «زلزال الفيدرالي» في الأسواق

«النمو» يعادل «زلزال الفيدرالي» في الأسواق
TT

«النمو» يعادل «زلزال الفيدرالي» في الأسواق

«النمو» يعادل «زلزال الفيدرالي» في الأسواق

بعد أن بدأت مؤشرات الأسهم العالمية أمس (الخميس)، على تراجعات حادة، بعد أن أشار جيروم بأول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، إلى رفع الفائدة في مارس (آذار) المقبل، وأبقى على تشديد السياسة النقدية للحد من التضخم... عادت الأسواق إلى الارتفاع بقوة مع نشر بيانات النمو الأميركي القوية. وبعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياطي الاتحادي، قال باول إنه من المرجح أن يرفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة في مارس، وأكد خططاً لإنهاء مشترياته من السندات هذا الشهر.
وفي بداية التعاملات، نزل المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.6% مع تراجع معظم القطاعات وأسواق المنطقة، وقادت أسهم قطاع التكنولوجيا خسائر الأسهم الأوروبية في حين ارتفعت عائدات أذون الخزانة الأميركية لأجل عامين، التي تعكس توقعات الفائدة، إلى أعلى مستوياتها في 23 شهراً في مستهلّ التعاملات الآسيوية... لكن مع انتصاف اليوم، عاد المؤشر الأوروبي للصعود، مرتفعاً 0.45% الساعة 14:14 بتوقيت غرينتش.
وسجلت بورصة طوكيو (التي أغلقت قبل إعلان البيانات الأميركية) تراجعاً حاداً بسبب توتر المستثمرين بعد إعلانات الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي، مع تدهور أسعار أسهم مجموعة «سوفت بنك» بنسبة 9% مثل الكثير من الشركات العملاقة للتكنولوجيا في آسيا.
وتراجع مؤشر «نيكي» لأسهم 225 شركة يابانية كبرى بنسبة 3.11% إلى 26170.30 نقطة عند الإغلاق، وهو أدنى مستوى له في 14 شهراً. وسجل المؤشر الذي تراجع لليوم الثالث على التوالي أكبر انخفاض يومي منذ 21 يونيو (حزيران) 2021، أما مؤشر «توبكس» الأوسع فقد خسر 2.61% إلى 1842.44 نقطة. وتذبذبت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة بشدة في الدقائق الأخيرة من جلسة أول من أمس (الأربعاء)، التي انتهت بتراجع «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز» في حين حقق «ناسداك» مكسباً اسمياً.
من جانبه، قفز الدولار إلى أعلى مستوى في عدة أسابيع مقابل عملات رئيسية بدعم من توقعات برفع أكبر وأسرع لأسعار الفائدة في الشهور المقبلة. وخلال جلسة التداول في لندن تماسك مؤشر الدولار عند أعلى مستوياته منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، في حين تعثر اليورو حول أقل مستوى في شهرين عند 1.11930 دولار. كما سجل الدولار أعلى مستوى في أكثر من عام مقابل الدولار النيوزيلندي، وأعلى مستوى في سبعة أسابيع مقابل الدولار الأسترالي. وصعد الدولار مقابل عملات الأسواق الناشئة مع تحرك أسواق المال على نحو سريع مع محاولة استيعاب رفع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة بما يصل إلى خمس مرات هذا العام.
وزاد الدولار 0.7% مقابل الين الياباني، وهو أعلى مستوى في أكثر من شهرين، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة واكتسبت أسواق الأسهم دعماً من توقعات رفع أسعار الفائدة. وسجل مؤشر الدولار في أحدث تداول 96.825، متماسكاً بالقرب من أعلى مستوى منذ منتصف ديسمبر.
وانخفض الدولار الأسترالي الحساس للمخاطرة في أحدث تداول له بنحو 0.5% إلى 0.7077 دولار بعد تراجعه إلى 0.7064 دولار في وقت سابق من الجلسة. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.7% إلى 0.6597 دولار مقترباً من أقل مستوى في نحو 15 شهراً. ونزل الإسترليني إلى أقل مستوى في شهر مسجلاً 1.3407 دولار، وانخفض في أحدث تداول له 0.4%. ويتجه اليوان صوب أكبر تراجع يومي في أكثر من شهر في المعاملات المحلية وسجل في أحدث تداول 6.3632 مقابل الدولار.
أما العملات الرقمية فقد تمسكت بمعظم مكاسبها في أعقاب اجتماع «المركزي» الأميركي، وإن كانت «بتكوين» تراجعت 2% في أحدث معاملاتها وسجلت 36049 دولاراً.



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.