كيف تجيب عن الأسئلة حول الراتب المتوقع في مقابلات العمل؟

الأمر الذي يمكن أن يزعج المرشحين هو معرفة كيفية مناقشة الراتب في مقابلات العمل (رويترز)
الأمر الذي يمكن أن يزعج المرشحين هو معرفة كيفية مناقشة الراتب في مقابلات العمل (رويترز)
TT
20

كيف تجيب عن الأسئلة حول الراتب المتوقع في مقابلات العمل؟

الأمر الذي يمكن أن يزعج المرشحين هو معرفة كيفية مناقشة الراتب في مقابلات العمل (رويترز)
الأمر الذي يمكن أن يزعج المرشحين هو معرفة كيفية مناقشة الراتب في مقابلات العمل (رويترز)

قد يكون إجراء مقابلة عمل للحصول على وظيفة جديدة أمراً مثيراً - فكل محادثة تمثل فرصة لتقول بالضبط ما تريده في وظيفة أو شركة جديدة، ولإثبات سبب استحقاقك لذلك. لكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يزعج حتى أكثر المرشحين حماسة هو معرفة كيفية مناقشة الراتب في مقابلات العمل.
من الطبيعي أن ترغب في الحصول على أجر عادل مقابل عملك. ومع ذلك، فإن مناقشة الراتب بوضوح مع شخص تأمل في الحصول على علاقة عمل طويلة معه، ناهيك عن مدير التوظيف الذي لديه معلومات داخلية أكثر منك، يمكن أن يشعرك بالقلق، كما يقول أندريس لاريس، الشريك الإداري في معهد «شابيرو» للمفاوضات.
ولكنّ هناك طرقاً للتحضير للمحادثة، سواء كنت ترغب في طرحها أو انتظار إدارة الموارد البشرية للقيام بذلك، لتشعر بمزيد من الثقة وتمنح نفسك أكبر قدر ممكن من التأثير، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».
*متى تتطرق إلى الراتب في مقابلة عمل؟
يقول الخبراء إنه يجب عليك الذهاب في كل مقابلة أولى مع وضع راتبك المتوقع في الاعتبار. توصي الكاتبة ومدربة التوظيف أوكتافيا غوريديما بالتحقق من تقارير رواتب الصناعة، واستخدام قواعد البيانات عبر الإنترنت والاستفادة من شبكتك لمعرفة مكانك في السوق.
بالنسبة للتوقيت، هناك عدد قليل من المدارس الفكرية المختلفة حول موعد التحدث عن الراتب في مقابلة العمل.
بدأت المزيد من الشركات في تحديد رواتبها مقدماً، وفي هذه الحالة يمكنك مناقشة الراتب في الجولة الأولى أو الثانية. إذا كنت واثقاً من الراتب الذي تريده، ولديك الكثير من المقابلات الواعدة، فيمكنك طرح الموضوع في البداية لتحقيق أقصى استفادة من وقتك.
لكن بالنسبة للجزء الأكبر، انتظر حتى مرحلة العرض أو لأطول فترة ممكنة لمناقشة الأرقام الملموسة، كما تقول غوريديما.

*كيف تجيب عن سؤال: «ما توقعاتك حول الراتب؟»
يقول الخبراء عموماً إنه يجب عليك تجنب ذكر راتبك المتوقع أولاً. حدد رقماً منخفضاً جداً ويمكنك لوم نفسك في المستقبل. حدد واحداً مرتفعاً جداً - دون مقابلات إضافية لدعم هذا الرقم - وقد ينتقل قسم الموارد البشرية إلى مرشح آخر يتوقع أجراً أقل.
بدلاً من ذلك، يمكنك الرد على السؤال من خلال إعادته إلى الموارد البشرية، كما يقول لاريس. كن لطيفاً وفضولياً: «أقدر أن الراتب هو جانب مهم في الوظيفة، ويجب أن يكون مناسباً لكل منا. نظراً لأنك مدير التوظيف في هذا الدور، وأنك خبير فيما يمكن أن تقدمه الشركة، أود أن أسمع ما يدور في ذهنك بشأن نطاق الراتب لهذا المنصب».

*ماذا إذا ضغطت إدارة الموارد البشرية للحصول على رقم؟
يمكن لمدير التوظيف أيضاً إعادة السؤال إليك عبر الإصرار على ذكر رقم. في هذه الحالة، جهّز نطاقاً بناءً على البيانات التي جمعتها.
يقول لاريس: «كن واضحاً بشأن الحد الأدنى المطلق الخاص بك - وضع هذا الرقم في أسفل النطاق الخاص بك».
وتوضح غوريديما أن الرقم المستهدف يجب أن يكون في الطرف السفلي من النطاق أيضاً. حدد سقفاً مرتفعاً بما يكفي لمنح نفسك مساحة للتفاوض صعوداً لاحقاً.
ويمكنك دائماً المتابعة بالقول إن هذه هي توقعاتك الأولية بناءً على ما تعرفه عن الوظيفة والشركة حتى الآن، وأنك تتطلع إلى مناقشة المزيد من الأرقام الملموسة أثناء تقدمك خلال عملية التوظيف.



مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
TT
20

مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)

لا تستطيع المغنّية الأميركية دوللي بارتون الاستغناء عن آلة الفاكس الخاصة بها، فهي لا تزال حتى اليوم تستخدمها للتواصل مع الآخرين. ووفق صديقتها المغنية مايلي سايرس فإنّ بارتون لا تكاد تستعمل الهاتف.

مثلُها زميلُها ألتون جون الذي تخلّى عن الهاتف الجوال، واستعاض عنه بالجهاز اللوحي iPad عند الضرورة، وذلك للاتصال بولدَيه، أو لتسهيل أمور العمل. وفي حديثٍ ضمن برنامج Jimmy Kimmel Live، قال الفنان البريطاني إنّ حياته رائعة من دون هاتف: «أكره الهواتف الجوالة لأنها تلغي الخصوصيّة، ولم أتحمّل أن أقتني واحداً كي لا يتّصل بي الناس مرّتَين في الدقيقة».

صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)
صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)

ليست موضة الاستغناء عن الهاتف الجوال بكل ما يحمل من مغرياتٍ تكنولوجية محصورةً بالمشاهير الذين تخطّوا الـ70 من العمر، إنما تنسحب على مَن هم أصغر سناً.

عام 2015، وكجزءٍ من مقررات السنة الجديدة، تخلّص المغنّي البريطاني إد شيران من هاتفه الذكيّ. الهدف الأساسيّ من ذلك القرار كان الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى مقابلاته، تحدّث شيران عن الأمر كاشفاً أنّ تعلُّقَه بالهاتف أتعبه كثيراً، وقد انتهى الأمر بأن أُصيب بالإحباط. وأضاف: «عندما تخلّصت منه شعرتُ وكأنّ أثقالاً نزلت عن كتفيّ». ويكتفي شيران بالجلوس أمام جهاز الكمبيوتر بضع ساعات كل أسبوع من أجل متابعة بريده الإلكتروني.

منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)
منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)

من بين المشاهير والفنانين الذين وجدوا سعادتهم في حياةٍ خالية من الهواتف الذكية، المغنية سيلينا غوميز، والممثلة سارة جسيكا باركر، والمغني جاستن بيبر، والمخرج كريستوفر نولان.

أما الإعلامي البريطاني سايمون كاول فقد كان هو الآخر من بين السبّاقين في الاستغناء عن هواتفهم. عام 2017، اكتشف كاول أنّ كل الرسائل الواردة إلى هاتفه تتسبّب له بالإرهاق، وتأخذ وقتاً كثيراً من عمله وحياته عموماً. في حوار مع أحد البرامج التلفزيونية الأميركية، أخبر كيف أنه وفي أحد الصباحات، استيقظ ليكتشف 52 رسالة غير مقروءة على شاشة الهاتف، فقرر ألّا يجيب عليها، وأن يطفئ هاتفه. أضاف كاول: «أطفأته يوماً ثم شهراً، فـ3 أشهر، ثم سنة، سنتَين، ثلاثاً... لقد راق لي الأمر كثيراً».

الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)
الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)

في وقتٍ تدور معظم أخبار «السوشيال ميديا» حولهم، فإنّ عدداً كبيراً من المشاهير غير مدركين لذلك بما أنهم قرروا الانفصال عن الواقع الافتراضي.

هم الذين يوظّفون مديري أعمال ومساعدين شخصيين يتولّون الردّ على اتصالاتهم وبريدهم، وإدارة صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يبدو هذا القرار صعباً بالنسبة إليهم. لكن هل يستطيع البشر العاديّون أن يقوموا بالمثل، وأن يعيشوا حياةً خالية من الهواتف؟

التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)
التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)

خلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت مبيعات الهواتف الجوالة قديمة الطراز قفزةً نوعيّة، بعد أن كانت طيّ النسيان. يعود ذلك إلى ميلٍ لدى «الجيل زد» (Gen Z) إلى الابتعاد عن الهواتف الذكيّة. لا يفعلون ذلك تأثُّراً بالمشاهير، بل لأنّ هذا الجيل تيقّظ على ما يبدو إلى مضارّ الهواتف.

بعد أن كان نجمها أفل، عادت شركة «نوكيا» إلى تصنيع بعضٍ من هواتفها القديمة. حصل ذلك نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد، الذي أطلق حملة عبر منصة «تيك توك» تحت عنوان «أعيدوا الهواتف القديمة».

أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)
أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)

وفق شركة الأبحاث البريطانية «GWI»، فإنّ أكثر شريحة عمريّة تدنّى مستوى استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي للهواتف الذكية، هي تلك المتراوحة سنوات ولادتها ما بين 1995 و2012. يلي هؤلاء جيل الألفيّة (1980 – 1994).

إلى جانب موضة النوستالجيا إلى كل ما هو قديم، أدرك هذان الجيلان أو جزءٌ لا بأس به منهما، أنّ الخصوصية أهمّ من مشاركة تفاصيل حياتهم مع الآخرين عبر منصات التواصل. كما أنهم ارتأوا الابتعاد عن الهواتف الذكية لأسبابٍ مرتبطة بالصحة النفسية والجسديّة.

استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)
استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)

يدخل «الهاتف المملّ» (Boring Phone) ضمن قائمة الهواتف غير الذكيّة (أو الغبيّة كما يطلق عليها الجيل الجديد). طُرح هذا الهاتف في الأسواق قبل سنوات تلبيةً لرغبة الشباب بهاتفٍ غير معقّد، ويفتح على الطريقة القديمة، كما يساعدهم على التخلّص من الإدمان على الشاشة.

هذه العودة إلى الواجهة للهواتف القديمة لا تعني حتماً أنها آتية لتحلّ مكان الهواتف الذكيّة، ولا لتقنع الناس باستبدال القديم بجديدهم، إلّا أنّ ثمّة حكمةً واضحة من هذه اليقظة. فمهما كانت مسلّية ومفيدة وعملية، تبقى العلاقة بالهواتف الذكية مشوبةً بالمخاطر. أوّلها صحّي، كآلام العنق والظهر، واضطرابات النوم، والآثار السلبية على العينَين والجهاز العصبي. وليس آخرُها نفسيّاً مثل القلق، والتوتّر، والعزلة الاجتماعية.

فهل يحذو الناس تدريجياً حذو المشاهير الذين قرروا العيش من دون هواتف، أم أنّ سطوتها ستزيد ليصبح العيش من دونها أكثر استحالةً؟