شركات عالمية تزيد من توطين سلاسل الإمداد في السعودية

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: تجربة ناجحة لبرنامج «اكتفاء» لتعظيم المحتوى المحلي

مشاركة وزارة الاستثمار في منتدى «اكتفاء» الذي اختتمت فعالياته أمس في مدينة الظهران (واس)
مشاركة وزارة الاستثمار في منتدى «اكتفاء» الذي اختتمت فعالياته أمس في مدينة الظهران (واس)
TT
20

شركات عالمية تزيد من توطين سلاسل الإمداد في السعودية

مشاركة وزارة الاستثمار في منتدى «اكتفاء» الذي اختتمت فعالياته أمس في مدينة الظهران (واس)
مشاركة وزارة الاستثمار في منتدى «اكتفاء» الذي اختتمت فعالياته أمس في مدينة الظهران (واس)

كشف عدد من الشركات المشاركة في النسخة السادسة من منتدى برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد «اكتفاء» التي تنظمها «أرامكو» شرق السعودية، عن توجهها لزيادة توطين سلاسل الإمداد في البلاد، مبينين أن معظم المنشآت المنتمية للبرنامج توسعت وأصبحت تصدر المنتجات خارجياً.
من جهتهم، أكد خبراء اقتصاديون مشاركون في المنتدى لـ«الشرق الأوسط»، أن برنامج «اكتفاء» نموذج ناجح تمكن من توطين الصناعات النوعية لضمان سلاسل الإمداد داخل السعودية، وأصبح يُستنسخ من هذه التجربة في البلدان المجاورة نظراً لتعظيم الصناعة المحلية.

- التصدير الخارجي
وأشار زياد جحا، مدير عام شلمبرجير السعودية والبحرين العاملة في مجال خدمات حقول النفط، إلى بداية التصدير خارجياً لرأس الحفر للبئر النفطي، مؤكداً سعيهم لتوسيع الإنتاج والذهاب إلى بلدان أكثر والطموح لجعل مراكز التصنيع داخل السعودية بأسعار مناسبة تنافس الأسواق المحلية والعالمية، مبيناً في الوقت ذاته أن الوزارات بالتعاون مع «أرامكو» وضعت برامج لمساعدة المستثمرين من ناحية التحفيز والوصول إلى الدول الإقليمية والعالمية.
وبين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة تعمل منذ أكثر من 80 عاماً في السعودية ولديها برنامج تطوير الكوادر البشرية وتوظيف السعوديين، ولكن مع برنامج «اكتفاء» فقد تم منح دافع لإكمال المشروع والاستثمار في الكوادر السعودية وأيضاً تشجيع الصناعات المحلية.
وواصل زياد جحا أنه مع بداية 2006 تم تأسيس مركز التطوير وأعقبه عدة مشاريع منها مركز صيانة الذي يعد الأكبر عالمياً في «مدن» الصناعية السعودية ويحوي 1200 موظف، 60 في المائة منهم من السعوديين المتدربين لصيانة معدات خدمات الطاقة لأرامكو وتم تخطي هذه المرحلة للوصول والتصدير خارج البلاد.
وتابع، أنه يوجد مركز تصنيع معدات لإنتاج النفط في مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك» وبصدد تصدير هذه السلع خارجياً.

- توطين الصناعات
من جانبه، أوضح طارق زيداني، مدير المشروعات وتطوير الأعمال لميتسوبيشي باور «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في السعودية، أن الشركة ماضية في توطين الصناعات بالتعاون مع «اكتفاء» ووزارة الطاقة، كاشفاً عن طرح البرنامج الوطني لمتسوبيشي في السعودية مؤخراً وهو عبارة عن مشروع لسد الفجوات الوظيفية منها التصنيع والإصلاح والخدمات والتدريب وغيرها.
وأفصح زيداني لـ«الشرق الأوسط» عن إضافة استثمارات جديدة في السعودية وتحديداً في المنطقة والشركة بشكل سنوي ويعد أكبر استثمار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبيناً أنه تم افتتاح ورش إصلاح وخدمات في المحطات لدعم برنامج «اكتفاء» وتدريب السعوديين، وبالتالي تمكنت الشركة من تغطية هذه المجالات بالكامل، مفيداً بأن هذا المصنع يوجد فقط في اليابان وأميركا والسعودية ثالثاً لتنشأ فيها توطين هذه الصناعة تحت مظلة «اكتفاء». وكشف عن جاهزية «ميتسوبيشي باور» لمشروع خفض الكربون في السعودية بحسب اتفاقية باريس، كون الشركة تورد التقنية الخاصة بسحب الكربون وتخزينه وهي منفذة لـ70 في المائة من المشاريع العالمية. وأضاف أن هناك خطة للاستفادة من التوطين، والتواصل مستمر مع وزارة الطاقة التي تفتح أبوابها من أجل تسهيل الإجراءات وتحفيز المستثمرين وتجري تعديلات كثيرة لتحسين خدماتها وتسريع تنفيذ المشاريع.

- الاكتفاء الذاتي
من جهة أخرى، ذكر عبد الله الجبلي، الخبير الاقتصادي، أن «أرامكو» حينما أنشأت «اكتفاء» لتوطين الصناعات بهدف أمنى حتى تضمن ألا يكون هناك نقص في الخدمات والسلع الضرورية لتسريع أعمال التشغيل لدى الشركة، بالإضافة إلى خلق كيانات اقتصادية كبيرة تساهم في الناتج القومي للسعودية، واليوم فإن حجم الشركات ورؤوس الأموال والموظفين ليس كما كان في السابق، حيث شهدت قفزات كبيرة من خلال أعمال المنشآت تحت مظلة البرنامج وبدأت تجني ثمارها وتخلق منافسة إقليمية وعالمية.
ولفت الجبلي إلى أن الشركات المنتمية للبرنامج أصبحت الآن تصدر منتجاتها إلى الخارج وتبرز صورة السعودية من حيث جودة السلع والخدمات وقيمتها التنافسية.
من ناحيته، أفاد نايف الدندني، الخبير الاقتصادي، بأن البرنامج رسخ بالأرقام والنتائج قيمته في تعظيم المحتوى المحلي وتطوير سلاسل الإمداد بما يخدم الاقتصاد المحلي، إذ إن الحضور والمشاركين في المنتدى يشهدون على قيمة «اكتفاء» الذي أصبح يستنسخ منه في دول أخرى سواءً عربياً وإقليمياً لتعظيم المحتوى المحلي وتنافسيته العالية.

- مشاركات عالمية
من جانب آخر، اختتمت أمس فعاليات النسخة السادسة من منتدى برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد «اكتفاء» والمعرض المصاحب له، بعد أن شهد حضورا كبيرا من الشركات المحلية والعالمية والخبراء الدوليين، حيث أعلنت «أرامكو» عن التوقيع على 50 مذكرة تفاهم جديدة.
ويهدف البرنامج إلى تحفيز بناء القيمة المحلية، وتعظيم النمو الاقتصادي طويل الأجل، والتنويع، وبناء سلسلة إمداد عالمية المستوى، تسهّل تطوير قطاع طاقة متنوع ومستدام وتنافسي على الصعيدين المحلي والعالمي في وقت تأثرت فيه سلاسل التوريد عالمياً بسبب جائحة «كوفيد 19».


مقالات ذات صلة

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

منحت حكومة المملكة، الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، صلاحية الاستعانة بالمؤسسات المحلية والدولية لتسويق الاستثمارات في البلاد.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (رويترز)

السعودية وأميركا تبحثان تعزيز التعاون المالي والاقتصادي

بحث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الاثنين، عبر اتصال مرئي مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، سبل تعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يضاعف الرسوم على كندا

ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

ترمب يضاعف الرسوم على كندا

ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)، من حدة المواجهة التجارية مع كندا، معلناً مضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على جميع واردات الصلب والألمنيوم الآتية من كندا إلى الولايات المتحدة، لتصل إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كان فرضها في وقت سابق. وجاء هذا القرار رداً على فرض مقاطعة أونتاريو رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة.

ورفع هذا القرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد واحتمالات الدخول في مرحلة ركود بسبب حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، التي قال المحللون إنها قد تؤدي إلى ضغوط تضخمية وتباطؤ اقتصادي.