اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس، «خلوة» دولية لبحث الترتيبات المستقبلية للوضع الأمني في الصومال، بمشاركة كل الدبلوماسيين من الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الشركاء الدوليين. ولقيت الخلوة «تقدير» المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، الذي زار القاهرة ضمن جولة بالمنطقة.
ووفق بيان للخارجية المصرية، فإن الخلوة التي نظمها «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، جرت على مدار يومي 25 و26 يناير (كانون الثاني) الحالي. وترأس الجانب المصري فيها السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، بينما ترأس الجانب الصومالي نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي محمود عبدي حسن.
وتأتي استضافة الخلوة، وفق بيان للخارجية المصرية، في ضوء «جهود مصر المتواصلة لدعم السلام والاستقرار في الصومال والمساهمة في بناء قدرات مؤسساتها الوطنية، فضلاً عن الإعداد للنسخة القادمة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين والذي يتولى المركز مهام سكرتاريته التنفيذية».
استهدفت الخلوة «إفساح المجال لعقد مشاورات غير رسمية بين المسؤولين الصوماليين والشركاء الأفارقة والدوليين لمناقشة ترتيبات ما بعد 2021 في الصومال في ضوء انتهاء ولاية بعثة (أميصوم) للاتحاد الإفريقي في 31 مارس (أذار) 2022 وطبيعة البعثة الجديدة التابعة للاتحاد ومهامها، فضلاً عن بحث إمكانية انخراط الأمم المتحدة والشركاء الدوليين بصورة أكبر في دعم ومساندة البعثة الجديدة».
وتتناولت موضوعات عدة بما في ذلك سبل دعم قدرات بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للوفاء بالاحتياجات الأمنية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والدور المتوقع لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات ومقره القاهرة، والدعم المرجو من الشركاء الدوليين لتمكين الصومال من تجاوز تحديات المرحلة الحالية وتعزيز جهود بناء المؤسسات والقدرات وتحقيق التنمية في الصومال.
وعلى هامش الاجتماعات، عُقدت مساء أول من أمس جلسة مشاورات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، والسفير ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، في إطار الجولة الحالية التي يقوم بها بالمنطقة.
وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن شكري هنأ المبعوث الأميركي على توليه مؤخراً لمهام منصبه، والذي أطلعه على أهم ما دار خلال جولته الحالية في عدد من دول المنطقة. وقد أكد وزير الخارجية على أهمية التعامل مع الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي من واقع منظور شامل يضمن تسوية جميع القضايا التي تشهدها.
وأكد وزير الخارجية اهتمام مصر بالأوضاع في الصومال ودعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار بها، مشيراً إلى استضافة القاهرة للخلوة الخاصة بمناقشة ترتيبات ما بعد 2021 في الصومال، وهو الحدث الذي أعرب المبعوث الأمريكي عن «تقديره لتنظيم مصر له».
وأضاف المتحدث الرسمي أن ساترفيلد استعرض مجمل الأوضاع والقضايا في منطقة القرن الأفريقي، وعلى رأسها الأوضاع في السودان. وأوضح شكري أن مصر تحرص على تقديم جميع سُبُل الدعم للأشقاء في السودان الذي يُعد أمنه واستقراره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، مضيفاً أن مصر تدعم في هذا السياق مبادرة الأمم المتحدة لتفعيل حوار بين مختلف الأطراف السودانية بهدف حلحلة الأزمة الراهنة. كما تناول اللقاء قضية سد النهضة الإثيوبي، وأكد شكري «أهمية استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن بهدف التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد يراعي مصالح الدول الثلاث، اتساقاً مع البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021».
مصر تختتم «خلوة دولية» حول أمن الصومال
وسط «تقدير» من المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي
مصر تختتم «خلوة دولية» حول أمن الصومال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة