جدل بدمشق بعد وفاة فتاة في القرداحة بسبب «البرد الشديد»

TT

جدل بدمشق بعد وفاة فتاة في القرداحة بسبب «البرد الشديد»

ضجت صفحات ومواقع إخبارية موالية لدمشق، بنبأ وفاة فتاة في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية على الساحل السوري: «بسبب البرد الشديد»، في وقت نفت فيه «الطبابة الشرعية» التابعة للحكومة، أن يكون سبب الوفاة هو «البرد»، وشككت في كفاءة الطبيب الذي حدد سبب الوفاة.
وفي ظل موجة برد شديد تتعرض لها عموم المناطق السورية، وفشل الحكومة في توفير وسائل التدفئة للمواطنين في مناطق سيطرتها، نشرت «شبكة أخبار القرداحة وريفها» في «فيسبوك» الثلاثاء الماضي، خبراً عن «وفاة الطالبة بتول مدين صقر، في كلية التربية بجامعة (تشرين)، في منزلها الكائن في قرية الجبيرية بالقرداحة، بسبب سكتة قلبية سببها البرد الشديد. الله يرحمها ولذويها الصبر والسلوان». وذكرت مواقع إخبارية أن المعلومات تشير إلى أن «تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى القرداحة، أكد أن سبب الوفاة سكتة قلبية سببها البرد الشديد».
بالمقابل، نفى رئيس «الطبابة الشرعية» التابعة للحكومة زاهر حجو، في تصريح لإذاعة محلية بشكل قاطع، أن يكون سبب وفاة الفتاة يعود للبرد، كما نُقل عن الطبيب الشرعي في مشفى القرداحة. وقال حجو، إن «فتاة عشرينية أُسعفت إلى مشفى الباسل في القرداحة وهي متوفـاة، بعد أن استيقظت والدتها على صوت (شخير) من الفتاة؛ حيث تبين للأم وجود ترفع حروري لدى الشابة المتوفاة، وهي بعكس الحالات المشاهدة في البرد».
وذكر أن «الحالة هي حالة وفـاة فجائية، وقد تم الكشف على الجثة وسحب محتويات المعدة مع دم مركزي لنفي الأسباب السمية»، وأشار إلى أن الفحص السريري الظاهر ينفي أن تكون الوفاة بسبب البرد، لعدة أسباب.
وفي توضيحه لتلك الأسباب، ذكر حجو أن «المتوفاة عانت قبل وفاتها من ارتفاع حرارة وليس انخفاضها، ولون الزرقة الرمية أزرق بنفسجي؛ خلافاً للون الزرقة الذي يكون وردياً في حالات الوفاة بالبرد، ولم تُشاهَد أي علامة تدل على أن الوفاة سببها البرد، والتي تكون -إضافة لما ذكر- توسعاً في حدقتي العينين، وانتصاب الأشعار، وتحبب الجلد».
وادعى حجو أنه عندما وصلت الفتاة «تم الكشف عليها من قبل طبيب مكلف، وليس طبيباً شرعياً، وقفز باستنتاجاته إلى أن تكون الوفاة بسبب البرد أحد الأسباب المؤدية للوفاة، كون المتوفاة كانت ترتدي لباساً خفيفاً لا يتناسب مع الجو السائد». وأشار حجو إلى أن «الطبيب الذي كشف على المتوفاة لم يجزم بسبب الوفاة، وإنما تم سحب عينات للفحص السمي».
وشن الممثل السوري البارز فراس إبراهيم، قبل أيام قليلة، هجوماً عنيفاً ضد الحكومة، بسبب فشلها في توفير وسائل التدفئة، وكتب منشوراً في حسابه على «فيسبوك» قال فيه: «في روسيا على سبيل المثال لا الحصر، تصل درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، ولا أحد يشتكي من البرد».
وأضاف إبراهيم، في دعوة صريحة للاعتراض على الوضع القائم: «إذن ليس البرد هو المُذنب، فهو يقوم بمهمته الطبيعية الموسمية كعادته. المذنب هو أنا ونحن وأنتم الذين نقبل بانعدام كل وسائل التدفئة ونسكت، كي لا نزعج باعتراضاتنا البريئة الصادقة أناساً لا يملكون أي ذرة إحساس أو وازع من الضمير!».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.